سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"واشنطن بوست": الدين سيكون عاملاً حاسماً بجولة الإعادة فى مصر.. شفيق يركز على مخاوف المصريين من تداعيات سيطرة الإسلاميين على السلطة.. ومرسى يغير خطابه فى جولة الإعادة لمغازلة القوى الليبرالية
علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على جولة الإعادة التى ستشهدها مصر خلال يومى السبت والأحد القادمين، موضحة أن الدين تصاعد بشكل كبير ليصبح أحد أهم العوامل المؤثرة فى التصويت خلال جولة الإعادة، خاصة وأن المصريين يواجهون اختيارا صعبا بين مرشح إسلامى وآخر مدنى ينتمى للمؤسسة العسكرية فى مصر. وأضافت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين تروج لمرشحها د. محمد مرسى، باعتباره مرشح الثورة، ودائما ما تكيل الاتهامات لمنافسه الفريق أحمد شفيق بأنه سوف يعيد إنتاج النظام السابق من جديد، خاصة وأن شفيق قد اعتلى منصب رئيس الوزراء فى الأيام الأخيرة من عهد مبارك قبل تنحيه فى فبراير 2011. وقالت إن الجنرال المتقاعد يسعى دائما، سواء خلال المؤتمرات الصحفية التى يعقدها بصوره شبه يومية أو كافة المقابلات التى يجريها، إلى التركيز على مخاوف المصريين من تداعيات صعود التيار الإسلامى، واستحواذه على السلطة كاملة فى مصر، متهما جماعة الإخوان بخطف الثورة المصرية. وأضافت أن شفيق يحاول أن يرسم صورة قاتمة لمستقبل مصر، إذا ما تمكن منافسه من الوصول إلى السلطة، مؤكداً أن مصر سوف تتحول إلى دولة إسلامية متشددة على غرار السعودية، وهو ما يثير قلق المسلمين المعتدلين والأقباط والمرأة. وأضافت واشنطن بوست أن هناك قطاعا كبيرا من المصريين قد أعرب عن غضبه من السياسات التى تبنتها جماعة الإخوان المسلمين، والتى لم يلتزموا خلالها بالتعهدات التى قطعوها على أنفسهم، بعد تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، موضحة أنه بالرغم من التصريحات التى أدلى بها عدد من مسئولى الإخوان، والذين أكدوا عدم رغبة الجماعة فى الاستحواذ على السلطة، إلا أنه سعوا للاستئثار بكافة السلطات والمناصب، ومنها منصب الرئيس. من ناحية أخرى تطرقت الصحيفة الأمريكية إلى الدعوات التى أطلقها بعض الليبراليين واليساريين لمقاطعة جولة الإعادة المرتقبة، للتعبير عن رفض كلا المرشحين، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن هناك بعض الأحزاب الليبرالية التى رفضت فكرة المعارضة، وأعلنت تأييدها للفريق شفيق. وأكد محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى – فى تصريح نشرته الصحيفة – أن مرشح الإخوان المسلمين يعد خيارا مرفوضا تماما من جانب حزبه، موضحا أن نسبة قليلة من أعضاء حزبه رفضوا المقاطعة سوف يتجهون للتصويت لشفيق خلال جولة الإعادة، وأن الإخوان قد يدمرون مستقبل مصر تماما. وأبرزت الصحيفة كذلك موقف هدى عبد الناصر – ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر – والتى أعربت عن تخوفها الشديد من صعود الإسلاميين، مؤكدة أن تيار الإسلام السياسى لن يترك السلطة إذا ما سيطروا عليها. واستشهدت عبد الناصر بما شهدته إيران فى أعقاب ثورة عام 1979، والتى أطاحت بالشاه لتأتى بآية الله الخمينى. وأوضحت "واشنطن بوست" أن مرشح الإخوان سعى فى حملته الانتخابية خلال الجولة الأولى، لاسترضاء المنتمين لتيار الإسلام السياسى من خلال التركيز على بعض الشعارات التى دارت حول جعل القرآن الكريم بمثابة الدستور الذى يحكم البلاد، فى حين سعى لمغازلة التيار الليبرالى والعلمانى خلال جولة الإعادة، متعهدا باحترام الحريات وعدم فرض زى معين على النساء، مشيرة إلى التغير الذى شهدته اللوحات الإعلانية لمرشح الإخوان فى جولة الإعادة، حيث إنها احتوت صوراً لسيدات محجبات وغير محجبات. وأضافت الصحيفة أن شفيق ربما يتبع نفس السياسة التى كان يتبعها مبارك إبان حكمه، موضحة أن الرئيس المصرى السابق كان دائما ما يروج للإخوان باعتبارهم الخيار الوحيد المتاح إذا ما سقط نظامه، للدفاع عن نظامه الديكتاتورى، فى مواجهة الانتقادات التى كانت توجهها القوى الغربية للانتهاكات التى كان يرتكبها النظام الأمنى آنذاك. وأكد محمود حسين السكرتير العام لجماعة الإخوان المسلمين أن أحمد شفيق هو أحد أركان النظام المصرى السابق وأحد رموزه، موضحا أن الأكاذيب التى يطلقها الجنرال المتقاعد لن تجد صدى لها لدى أبناء الشعب المصرى، مؤكداً أن شفيق لا يمكن أن يفوز بالرئاسة إلا من خلال تزوير الانتخابات.