الشارع اكتوى بنار الجماعة.. والانتخابات الرئاسية المبكرة أصبحت ضرورة برر أحمد دراج، العضو المؤسس بحزب الدستور، عضو الجبهة الوطنية للتغيير، الدعوة إلى العصيان المدنى، بأنها «الحل الوحيد» فى ظل تجاهل الرئاسة، مطالب المعارضة، قائلا: «الرئيس يضع فى أذنيه كميات هائلة من القطن». وقال ل «الصباح»: إن مطالب المعارضة ليست تعجيزية، ولا تختلف عن المطالب العامة للشارع المصرى، وتتمثل فى ضرورة إقالة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء بعد فشله فى العبور بالبلاد، وتجاوز أزماتها الاقتصادية، وإجراء تحقيق عادل فى أحداث بورسعيد، والسعى للقصاص للشهداء. ووصف دعوات مؤسسة الرئاسة لإجراء حوار وطنى بالخديعة التى تريد أن تغرر بالمعارضة بواسطتها، موجها كلمته إلى التيارات التى تدعو للحوار، قائلا: «بلوه واشربوا ميته» فهذا حوار لا جدوى منه. *كيف تنظر إلى الاتهامات لدعاة العصيان بأنهم مخربون؟ هذه تهمة باطلة، لا أساس لها من الصحة، فالعصيان من وسائل المقاومة السلمية، والمشروعة فى كل بلدان العالم. أعلم أن هذا خيار مر، فالاقتصاد فى حالة يرثى لها، لكن ليس لدينا أى خيارات، ومؤسسة الرئاسة تضع فى أذنيها قطنا، حتى لا تسمع صرخات المتظاهرين.. فهناك تجاهل متعمد، وهناك شارع غاضب، ورئاسة لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم. إن الرئاسة مصابة بالنرجسية فيما يبدو، وكل المبادرات الرامية إلى احتواء الأزمة، لا تحظى بقبولها، ولعل رفضها مبادرة حزب النور مؤخرا، تكشف عن مقدار التعنت الذى تقابل به كل رغبة صادقة للخروج من الأزمة. *وما قولك فى أنكم تريدون حوارا بشروط مسبقة تعجيزية؟ لا توجد شروط تعجيزية، وأحسب أنه من الصعب أن تجد شخصين فى الشارع المصرى، يختلفان على فشل حكومة الدكتور هشام قنديل، والمعارضة طلبت إقالته قبل الانتخابات، حتى تضمن نزاهتها، لكن الرئاسة متمسكة بالفشل. هذا أمر محير ومثير للدهشة، فإقالة قنديل قد تكون طوق نجاة للرئيس شخصيا، لكن هناك إصرارا على «لاءات» ثلاث، وهى لا لإقالة قنديل، ولا تغيير فى مواد الدستور ولا إقالة للنائب العام. ما تريده الرئاسة ليس حوارا وطنيا إذن، وإنما محاولة من طرف يرى نفسه الأقوى، مع طرف ثان عليه أن يرضخ بإذعان، وردا على دعوة الحوار أقول: «بلوها واشربوا ميتها»، ولا حوار مع تجار الدين. *ألا ترى أن المعارضة أصبحت منقسمة على نفسها وتطعن بعضها البعض من الخلف؟ إذا كان المقصود هو تصريحات عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، بترشيح الرئيس مرسى لرئاسة الوزراء، فهى تصريحات تخصه وحده، ولا تعبر عن رأى المعارضة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، إننى لا أحسب أن موسى من المعارضة فى الأساس. *ولمن ينتمى إذن؟ ينتمى إلى فصيل آخر، لا أحب أن أذكره، وكلامه لا يمثل جبهة الإنقاذ. *ولماذا تسمحون بعضويته فى جبهة الإنقاذ؟ الجبهة تضم أطيافا عدة من الفسيفساء السياسية المصرية، وما يجمع أعضاؤها، هو المصالح المشتركة، وطبيعى ألا نمنع أحدًا من الانضمام إليها، لكن فى النهاية، هناك مواقف موحدة للجبهة، وأخرى تعبر عن أشخاص، فنحن لسنا أعضاء بمكتب إرشاد. *ما الحلول الأنسب للخروج من الأزمة التى تعيشها مصر؟ الحل واضح وهو فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، والعودة عن جميع القرارات التى اتخذتها مؤسسة الرئاسة، وتسببت فى انقسام الشعب المصرى كاستفتاء الدستور. *ماذا لو فاز مرشح جماعة «الإخوان المسلمون» مرة أخرى؟ هذا مستحيل، فالشارع اكتوى بنيران الإخوان، وأدرك يقينا أنهم يقولون ما لا يفعلون، ولا أحسب أن لهم فرصا للفوز، بغير التزوير. أعتقد أن على جماعة الإخوان، أن تفكر مليا فى الخروج الآمن، لأن الثورة ستبقى مستمرة، حتى تسقط الفاشية، وعندئذ لن يفلت أحد من الجزاء. إن الرئيس بمقتضى كل القوانين والأعراف الدولية، مسئول عن الدماء التى أريقت، وهذا أمر لا ينبغى السكوت عنه، وأعتقد أن الدكتور محمد مرسى، يجب أن يخضع للمساءلة الجنائية، عن أكثر من جريمة ارتكبت بمعرفته وربما بأوامره. *هل تتهمه شخصيا؟ نعم أتهمه بإصدار الأوامر للأمن المركزى بسحل المواطنين، وأتهم جماعته بتحريك الميليشيات للهجوم على المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية، لكنى أعلم أن أحدا لن يحقق معه، فهناك نائب عام «قطاع إخوانى خاص».