قال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية الأحد أن سلوك الصين تجاه بريطانيا أصبح "طفولي".. وذلك في أعقاب زيارة الدلاي لاما للندن ولقاءه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون حيث طالبت بكين كاميرون بالإعتذار عن هذا اللقاء. وأشارت صحيفة "ذا صنداي تايمز" في تحليل للعلاقات بين البلدين إلى أن هذا اللقاء إنعكس تأثيرا على علاقات البلدين حيث تبعه لقاءات بين المسؤلين الصينيين ومسؤلين أسكتلنديين وأيرلنديين وذلك دون زيارة لندن. ونقلت الصحيفة عن هذا المصدر في وزارة الخارجية قوله:"إنهم يبذلون جهودا واسعة لفرش السجادات الحمراء للزيارات الرسمية من الوزير الأول لأسكتلندا اليكس سالموند، وهو الذي يسعى إلى انفصال أسكتلندا عن المملكة المتحدة. ورصدت الجريدة تزعم وزير الخارجية وليام هيج الجبهة المعارضة للتجسس الصيني التجاري على بريطانيا مطالبا بتوقف هذه المساعي كما يبذل جهودا كبيرة ليتم تحميل الصين مسؤليتها عن حماية حقوق الإنسان. وعلى نفس الجانب يقف نائب رئيس الوزراء نيك كليج الذي يدعم مواقف هيج تجاه الصين بسبب حقوق الإنسان التي يدعمها حزب الديمقراطيين الأحرار الذي يرأسه بينما يقف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ووزير الخزانة جورج أوزبورن على الجانب الأخر المؤيد لتوسيع العلاقات بين الجانبين في المجال التجاري لتستفيد بريطانيا خلال الأزمة الإقتصادية الحالية واحتمال دخول الإقتصاد البريطاني مرحلة الركود. وتعتقد جبهة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ووزيرالخزانة جورج أوزبورن أن لندن تحتاج التعامل مع رؤوس الأموال الصينية حيث تعد لندن مركزا ماليا عالميا يسعى لإجتذاب الأموال من أنحاء العالم. ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة البريطانية لم تسمه "يقف هيج وكليج في جانب واحد حيث يعتقدان أنه على بريطانيا أن تتمسك بمواقفها في وجه الصين وعلى رأسها حماية حقوق الإنسان حيث تعد حقوق الإنسان بالنسبة لكيلج مبدأ أما بالنسبة لهيج فإنه يرفض الخنوع أمام الصين". وأضاف المصدر:"يعتقد كليج أننا نحتاج أن نقف أمام الصينيين أو أنهم سيعاملوننا بإحتقار أما كاميرون وأوزبورن فإنهما يركزان على التجارة ويريدان الإحتفاظ بالعلاقات التجارية المتميزة مع الصين". وأشارت الصحيفة إلى مقال كتبه سفير الصين السابق في لندن "ما زهينجانج" الذي أشار فيه إلى القلق في العلاقات بين البلدين مشيرا إلى ضرورة أن تقف لندن مع علاقات قوية مع الصين إذا كانت تريد إستثمارات صينية وأموال الصين في البنوك البريطانية. وأضاف في مقاله "إن العلاقات بين البلدين تشبه راقصي التانجو فعليهما أن يسيرا بشكل متوازن.