أرجع عدد من النقاد فوز"إمرأة أسفل الشرفة" لمحمد إبراهيم طه بجائزة احسن مجموعة قصصية فى معرض القاهرة للكتاب لبساطة لغة السرد والمنزلة الرفيعة بين الحلم والواقع والتراوح بين الذات والعالم الخارجي، الأمر الذي ضمن لهذه القصص درجة عالية من الإنسانية. وأشاد الناقد حسام عقل بالمجموعة، ورأى أنها تصدر عن منطقة الحلم كما يشير الإهداء: "أعيش في حلم وليس بوسع كل هذا الصخب أن يخرجني منه" وقال إن بالمجموعة قصص إنسانية تعتبر درة المجموعة مثل قصة "شرفة مسمرة من الداخل"، و"كشف خارجي:، و"ريم تعود إلى البحر:، و"امرأة أسفل الشرفة:، و"بورتريه لامرأة عابرة:، حيث تمثل الأنثى فيها القاسم المشترك، فيسلط الكاتب عليها الضوء في لحظة فارقة، ليضعها في منزلة رفيعة بين الواقع والخيال والحلم، ورأى أن القصص لم تغب تماما عن الواقع في الوقت الذي لم تنغمس تماما في الذاتي، إنما كانت تتراوح بين الذات والعالم الخارجي، الأمر الذي ضمن لهذه القصص درجة عالية من الإنسانية. وقال الناقد شوقي يحي إن قارئ هذه المجموعة لا يستطيع أن يقاوم الانسياق وراء غواية السرد وبساطته، فالسارد في هذه المجموعة لديه قدرة على التشويق تدفع القارئ للهاث وراء الظاهر من الحدث، فضلا عن لذة القراءة ومتعة الاندهاش، الناتجة عن تداخل الشخصيات، ولا محدودية الرؤية، الأمر الذي يتطلب من القارئ إعادة القراءة والإنصات لرنين الكلمات، وتأمل أشعتها المنبعثة في أكثر من اتجاه. أما الروائي جمال مقار فقد قسم المجموعة إلى ثلاث دوائر متداخلة: الأولى يبرز فيها الراوي كطبيب، وتضم قصص (شرفة مسمرة من الداخل، و كشف خارجي، وبورتريه لامرأة عابرة ، والثانية: دائرة يميل القص فيها إلى المشاهدة التي تخالطها عوالم تأملية استرجاعية وتضم قصص ريم تعود إلى البحر . امرأة أسفل الشرفة. جمعة الغضب . مشوار قصير . والثالثة دائرة تحمل لنا قصصا عن الريف المصري ، وتضم قصص(محمود يعيط والجاموسة تطلب، وفتنة الصيد). وقال إن الكاتب أراد أن يجعل من كل قصة منها درسا في القصة القصيرة، باستخدام آليات قص تختلف من قصة إلى قصة، ليبحث القارئ عن مواضع الجمال الكامن خلف كل قصة، ويدقق للوصول إلى آليات القص التي اعتمدها الكاتب ليصل بقصته إلى الاكتمال، فالكاتب يمتلك عوالم حقيقية عايشها يوما أو عاينها عينا خلال مسيرة حياته ، وأخذ من أبعادها وحكاياتها ومآسيها ، وأمسك بريشة الفنان الواثق ، وراح يرسم لنا لوحات قوامها لغة دفاقة ثرية تتميز بالحميمية، واستخدم في تكوينها آليات سردية بعضها ينهض على المشاهدة ، وبعضها يقوم على الاسترجاع ، وأخرى تعتمد على المونولوج الطويل ، ورابعة تقف عند محاولة الوصول لصناعة عالم الروائى العالمى كافكا، وخامسة تروي مستخدمة لغة بسيطة لحكاية تتمثل فيها محاولات البشر البسطاء للبقاء على قيد الحياة . وأضاف مقار إن لغة السرد في المجموعة عاطفية، محملة بالانفعالات والمشاعر، لغة في عمومها لا تميل إلى التأنق أو التزين بمفردات قاسية قد تعوق القارئ عن متابعة القصة في ذاتها، بسيطة تستثني المجاز ولا تستخدمه إلا في أضيق حدود الاستخدام ولضرورات تدعم القص والبناء. وكان الدكتور محمد إبراهيم طه قد تسلم فى ختام فعاليات معرض القاهرة للكتاب عن "إمرأة أسفل الشرفة" بجائزة أحسن مجموعة قصصية في المعرض قيمتها عشرة آلاف جنيه من الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب والمهندس عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين.