منذ اندلاع الثورة السورية وتقف الطائفية العلوية بجانب الرئيس السوري بشار الأسد، حتى أن العلويين يتولون أكبر قيادات الجيش النظامي ويتردد بين الأوساط السورية بأن الملازم العلوي برتبة عقيد سني، فالنفوذ التي منحها بشار الأسد لهم جعلتهم بمثابة اليد العليا التي يدك بها النظام المدن ويسحق بها الأسد معارضيه. وتعتبر الطائفة العلوية في سورية ثاني أكبر طائفة بعد السنه، ثم يليهما المسيحيون والدروز، وينتشر العلويون في الجبال الساحلية من سوريا، من عكار جنوبا إلى طرطوس شمالا، وينتمون للطائفة الشيعية ألاثني عشرية، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحماة ودمشق وحوران ولواء الإسكندرونة، ويشكلون 9 % من تعداد سكان سوريا. وقبل قيام الثورة، التي اندلعت في 15 مارس قبل الماضي، عاش العلويون والسنة والمسيحيون جنبا إلى جنب دون نظر أحدهما لديانة الأخر أو مذهبه، ومنذ قيام الثورة برز دور القبائل العلوية في تأيدها للنظام السوري ومشاركه أبنائها في صفوف جيش النظام ويواجهون الحركات الاحتجاجية بالرصاص الحي. ويكفل الدستور السوري في المادة 35 حق المعتقد وحرية العبادة، لمختلف الطوائف والفرق الفقهية والصوفية من سنة وشيعة. وعرف العلويون بعدة أسماء منها "النصيريون"، نسبة ل"محمد بن نصير البكري النميري" الذي كان من معاصري الإمام الحسن العسكري، وقد عرفوا أيضا ب"الخصيبية" نسبة إلى "الحسين بن حمدان الخصيبي"، كما أن كلمة "علويين" رافقت كلا من العلويين والشيعة من أيام الإمام علي بن أبي طالب. وتعود بداية العلويين الحقيقية إلى بعد وفاة الرسول، محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت هناك فئة مسلمة تدافع عن حق الإمام علي، كرم الله وجهه، في الخلافة، لكونه أكثر المسلمين علما بالقرآن والأقرب لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأطلق على هذه الفئة في ما بعد تسمية العلويين، متتبعة نفس سلسلة أئمة الاثني عشرية، بداية بالإمام علي بن أبي طالب، ونهاية بالإمام محمد بن الحسن الغائب. وعرف عنهم أيضا وقوفهم بجانب النظام السوري، وبحسب المعارضة فان النظام السوري لعب على الطائفية بين الشعب السوري لكي يجد من يحميه، وأنه قام بتوريط الطائفة العلوية في القتال معه. واكتشفت قوات الجيش الحر قبيل أسبوع أقدم كتاب للمذهب العلوي الذي يعود تاريخه لمئات السنين، وهو ما سيوضح طبيعة هذا المذهب الغامض.