مازال الفنان هو آخر من تفكر فيه الدولة على الرغم من اهتمامها أحيانا ببعض النجوم فائقى النجاح، إلا أن عموم الفنانين الذين لم يعرفوا الملايين ولا الأجور الفلكية، الذين ظلوا الجزء الأخير من مشوارهم فى الظل بعد أن هزمهم المرض وباتوا بعيدين عن اهتمامات الإعلام أو الدولة ممثلة فى نقابة الممثلين التى لا تتذكر هؤلاء إلا عند إعلان خبر وفاتهم فى هذه الحالة فقط تكتفى النقابة بإرسال مندوب لحضور الجنازة. وعلى مدار السنوات الخمس الأخيرة مكثنا نشاهد رواد الفن المصرى يهزمهم المرض وتنتهى حياتهم بشكل مأساوى ربما أكثر من الأدوار التى مثلوها على الأرجح أنهم سقطوا سهوا من حسابات الدولة، كان من بين هؤلاء الفنان القدير نظيم شعراوى ومحمد الدفراوى، وحتى الآن لا يزال هناك نجوم أثروا الحياة الفنية بأعمالهم وهم الآن يصارعون المرض دون اكتراث من الدولة مثل سيد زيان والمنتصر بالله وعبدالعزيز مكيوى بطل القاهرة 30، وجورج سيدهم. وكان آخر الراحلين فى صمت الفنان محيى الدين عبدالمحسن الذى اشتهر بدور «عبده الكرف» فى فيلم «الكيف»، وذلك بعدما وافته المنية عن عمر يناهز «72 عامًا» وبعد صراع طويل مع المرض. ورغم أنه كان يعانى من مرض السرطان منذ فترة، إلا أنه لم يلقَ أى اهتمام من نقابه الممثلين فى علاجه رغم أنه كان عضوا بارزا فى مجلس إدارة النقابة سابقا، إلا أن مراسم العزاء كانت خاوية من الفنانين واكتفت نقابه الممثلين بنعيه وإرسال مندوب لها فى العزاء، وقالت إنه من الفنانين الذين عملوا ورحلوا فى صمت. وكذلك الأمر بالنسبة للراحل سيد عبدالكريم الذى عانى من المرض لمدة تزيد على العام ونصف العام دون تكفل النقابة بعلاجه، وكان رحيله فى جو هادئ جدا، رغم أنه قدم عدة أدوار بارزة فى أعمال مهمة من علامات الدراما التليفزيونية المصريه والتى تظل عالقة فى أذهان الجمهور إلى الآن وعرفه الجمهور من خلالها، كان أهم الأعمال، مسلسلات «أحلام الفتى الطائر» و«ليالى الحلمية» و«جمهورية زفتى» و«زيزينيا» و«التوأم» و«الشهد والدموع « و«خالتى صفية والدير» و«الأصدقاء» وليس ذنبه أن لم يكن نجما مشهورا حتى يجد اهتماما من الفنانين أو النقابة بعد وفاته. كذلك الفنان أحمد البرعى الذى اشتهر لدى الجمهور بدوره فى مسلسل «الراية البيضاء» كما قدم أكثر من عمل مع الزعيم عادل إمام أبرزها فيلم «أمير الظلام» الذى توفى فى نهاية نوفمبر الماضى فى صمت ودون أن يعلم أحد بخبر وفاته من الأساس رغم أنه عضو فى نقابة الممثلين ولم يحضر أى فنان فى عزائه كما غابت النقابة عن مراسم دفنه وعزائه سوى بمندوب يمثلها.