انطلقت صباح اليوم في المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- بالرباط، أعمال (المؤتمر الدولي لجمعيات المجتمع المدني حول قيم المواطنة وتحالف الحضارات: أي مسؤولية للشباب في تعزيز قيم المواطنة والتنمية والحوار؟)، يرعى المؤتمر للعاهل المغربي الملك محمد السادس، بحضور السيد عبد الإله إبن كيران، رئيس الحكومة المغربية، والدكتور عباس الجراري، مستشار العاهل المغربي، والشريفة للا أم كلثوم العلوي، الرئيسة المنتدبة للاتحاد الوطني النسائي المغربي، والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، والدكتور أبو بكر دوكوري، رئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو، وعدد من السفراء المعتمدين في الرباط، وشخصيات سياسية وفكرية وأكاديمية وإعلامية مغربية ودولية، وعدد من رؤساء الجامعات المغربية، وممثلو جمعيات المجتمع المدني المشاركة في المؤتمر. وألقى المدير العام للإيسيسكو، كلمة في الجلسة الافتتاحية، قال فيها إن المواطنة هي الصيغة الجامعة للتفاعل بين المواطنين وبين الوطن الذي ينتج الانتماء ويحفظ الحقوق. وبقدر ما تتعزّز قيم المواطنة في المجتمع وتثمر وعيا ً وطنيا ً رشيدا ً، تتزايد فرص التنمية في المجتمعات النامية التي تحتاج إلى مضاعفة الجهود على شتى المستويات، للنهوض في الميادين كافة. وأكد أن العالم اليوم في أشدّ الحاجة إلى تعزيز المواطنة الإنسانية التي تقوم على قاعدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعلى العهود والأوفاق والإعلانات والمواثيق الدولية، من أجل تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، والدفع بجهود السلام العالمي نحو الأمام في ظل الاحترام الكامل للقوانين الدولية وللخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب. وأشاد بالموضوع الذي اختير محورا ً رئيسا ً للدورة الثانية لهذا المؤتمر، اعتبارا ً للدور الذي يمكن أن يقوم به الشباب في مختلف دول العالم في مجال تعزيز قيم المواطنة والتنمية والحوار. وقال إن مشاركة الشباب في تعزيز قيم المواطنة والتنمية والحوار، ومسؤوليتهم في هذا المجال الحيوي، يتأسّسان على قاعدة التربية البانية للشخصية والصانعة للعقول المفكرة المبدعة وللضمائر الحية التي تدفع أصحابها إلى إعلاء شأن الوطن، وتحركهم للإخلاص في خدمة الوطن، وللانصهار في بوتقة المواطنة، والتمسّك بروح الوطنية والتشبّع بثقافة المواطنة. وأكد أن مسؤولية الشباب في تعزيز قيم المواطنة تجعل منهم مشروعا ً للمستقبل، يتوجَّب استثماره على الوجه الأفضل، من خلال تحديث المنظومة التعليمية، وتجديد أنماط التفكير والشعور بالمسؤولية، وإشاعة ثقافة المشاركة والمنافسة، الملتزمة بالمسؤولية الأخلاقية والإنصاف والعدل، في مضمار البذل والعطاء والتضحية من أجل المصلحة العامة، والاندماج في المجتمع، والانخراط في عملية تجديد البناء والنماء في إطار الانتماء للأوطان. وألقى السيد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، كلمة بالمناسبة، دعا فيها إلى إفساح المجال للشباب لاكتساب المهارات وللتعبير عن أفكارهم ورؤاهم، وإتاحة الفرصة لهم للإبداع والابتكار في مختلف المجالات، لكي يسهموا في تعزيز قيم المواطنة في مجتمعاتهم، ودفع عجلة التنمية في بلدانهم. كما ألقى السيد إدريس العمراني، رئيس المؤتمر، كلمة رحب فيها بالمشاركين، وبين أهداف المؤتمر وأهمية القضايا التي يتناولها، وأشاد بإسهامات الجهات المشاركة في تنظيمه ، وعلى رأسها الإيسيسكو التي احتضنت أعمال هذا المؤتمر وقدمت له الدعم والمساندة. وتم في ختام الجلسة الافتتاحية، تكريم الاتحاد الوطني النسائي المغربي، الذي ترأسه صاحبة السمو الملكي، الأميرة للا مريم، حيث سلم الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، درع المؤتمر إلى الشريفة للا أم كلثوم العلوي، الرئيسة المنتدبة للاتحاد. كما تم تكريم كل من الدكتور عبد الهادي التازي، والدكتور محمد ابن شريفة، والدكتور محمد الكتاني، والسيدة حياة دينيا، والسيدة شمس الضحى العلوي.
