رفعت جماعة «الإخوان المسلمون» وأنصارها من تيارات وقوى الإسلام السياسى درجة الهجوم على وسائل الإعلام، والتى وصلت خلال الأيام الأخيرة إلى التهديد بحصار مقار الصحف الخاصة والمستقلة، والاعتداء على عدد من الصحفيين والإعلاميين ضمنوهم قائمة سوداء أطلقتها جماعة «حازمون» تضمنت كلا من إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة «التحرير» ووائل الإبراشى رئيس تحرير «الصباح» ومجدى الجلاد رئيس تحرير «الوطن» والإعلاميين عماد الدين أديب وريم ماجد ومنى الشاذلى ويسرى فودة وخيرى رمضان وعمرو أديب ويوسف الحسينى. وزار فريق من مباحث قسم الدقى أمس مقار 19 صحيفة مستقلة، يومية وأسبوعية تقع مقارها بدائرة القسم، للتحذير من تهديدات بتعرض المقار لهجمات، واتخاذ تدابير احترازية، ومنها صحف «الصباح» و«فيتو» و«الفجر» و«الدستور» إلى جانب «الوطن» و«التحرير». وتلقى أسامة عز الدين رئيس مجلس إدارة «الصباح» ومجموعة قنوات «دريم» تهديدات على هاتفه المحمول، وهو ما تكرر مع وائل لطفى رئيس التحرير التنفيذى ل«الصباح» على حسابه الخاص على موقع «فيس بوك» من شخص يطلق على نفسه اسم «أبو عمر». وبعد ساعات من اجتماع المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان» بيوم واحد، وتصريحات رئيس ديوان رئيس الجمهورية السفير محمد رفاعة الطهطاوى التى قال فيها إن نخبة من الإعلاميين ورجال والأعمال هم الذين يثيرون القلاقل فى الشارع السياسى، انطلق مرشح رئاسة الجمهورية المستبعد حازم أبوإسماعيل ومعه مئات من أتباعه إلى مدينة الإنتاج الإعلامى لحصارها، رافعين شعار «تطهير الإعلام»، وتطور الأمر خلال اليومين الماضيين، إذ قام المعتصمون أمام البوابة رقم «4» للمدينة ببناء حمَّام بالطوب الأحمر أمام البوابة، كما مدوا منطقة الاعتصام إلى بوابة «2» بعد علمهم بدخول ضيوف المدينة منها، مما دفع عددا من القنوات إلى إدخال المتحدثين بها من الأبواب الخلفية، خصوصا مع تشديد المعتصمين من إجراءات تفتيش الضيوف والتأكد من هوياتهم قبل السماح لهم بدخول المدينة، بينما خرجت جماعات أخرى تطوف الشوارع لملاحقة الصحفيين والإعلاميين، وأجبرت فرقة ثالثة إدارة قنوات «سى بى سى» على إلغاء لقاء مع المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، مما أدى إلى إعلان الإعلامى خيرى رمضان لاستقالته على الهواء، بعدها بأيام قامت مجموعة من المنتقبات بسحل ابنة الإعلاميين محمود سعد ونجلاء بدير جهارا نهارا فى أحد شوارع حى المهندسين، قائلات لها «حتى يتوقف أبوك عن الهجوم على الرئيس»، لتنتقل التهديدات إلى مذيع «أون تى فى» يوسف الحسينى، وغيره من الصحفيين والإعلاميين. وأدانت رموز سياسية محاولات التضييق على وسائل الإعلام من قبل التيارات الإسلامية، وقال عبدالغفار شكر وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى إن هذا بمثابة إرهاب فكرى ومعنوى، لا يختلف عن الإرهاب الجسدى. من جانبه، أكد عمرو حمزاوى رئيس حزب مصر الحرية أن محاولات الإسلاميين التضييق على الإعلام والصحف الخاصة والمستقلة هى هجوم شرس ضد حرية التعبير والإعلام، وأن ذلك يسلب حق المواطن فى الحصول على المعلومات وحقهم فى المعرفة، مؤكدا أن الإعلام فى مصر لن يتأثر بمثل هذه المحاولات. ووصف أبو العز الحريرى المرشح السابق للرئاسة الهجوم بأنه عمل همجى وغير أخلاقى، وقال إن التيارات الإسلامية تريد إعلاما يدافع عنها ولايكشف حقيقتها، والشعب المصرى لن يسمح بذلك، لأن الإعلام فى مصر إعلام حر ولا يتأثر بهذه المحاولات.