وكأن القاهرة كانت تتنظر المزيد من الاعباء المروية التي تدفع الي التأزم والاختناق المروري، فبعد اسابيع من اعتصام ميدان التحرير الذي بدأ مع احداث محمد محمود وتطورت بعده الامور بالإعلان الدستوري يوم 22 نوفمبر الماضي، زادت الاعتصامات في اسبوع واحد تقريبا الي اربعة جديدة، تحزم القاهرة من شرقها لغربها. الان، تحاصر خمسة اعتصامات القاهرة، وتنظمها القوي السياسية المختلفة بمصر بين إسلامية ومدنية، وذلك في ضوء القرارات الأخيرة التي استصدرها الدكتور محمد مرسي وأثارت موجة من البلبلة في الشارع المصري بين مؤيد ومعارض وأسفرت عن استشهاد تسعة مصريين من القوي المختلفة. ففي حين تؤيد القوي الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين وحزب النور والدعوة السلفية طرح الرئيس لمشروع الدستور للاستفتاء علي الشعب في الخامس عشر من ديسمبر الجاري، تصر الحركات والقوي الثورية والوطنية المنسحبة من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور عدم طرحه للاستفتاء حتي يكون معبرا عن جميع أطياف الشعب المصري. ففي التحرير يقترب المعتصمون من الدخول في اسبوعهم الرابع على التوالي، حيث بدأت الاعتصامات من جانب القوي السياسية احتجاجا على الاعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية في نوفمبر الماضي بعزل النائب العام والاستفتاء علي مشروع للدستور وتحصين قراراته مما أدي الي إثارة غضب أكثر من 26 حركة ثورية لتعلن الاعتصام بالميدان. وفي محيط قصر الاتحادية الذي شهد الأحداث المؤسفة التي راح ضحيتها تسعة شهداء من خيرة شباب مصر، يستمر اعتصام القوي السياسية أمام القصر الرئاسي محاصرة بدبابات الجيش ورجال الشرطة والحرس الجمهوري، في أعقاب الأحداث المواجهات الدامية بين القوي الاسلامية المؤيدة للإعلان الدستوري الأول الذي استصدره الرئيس مرسي والتي قررت الذهاب الي القصر الرئاسي لطرد القوي الثورية المعتصمة. وكان المتظاهرون المتواجدون أمام قصر الاتحادية بمنطقة مصر الجديدة قد قاموا بنصب الخيام ، وإحضار مجموعة من البطاطين، لحين تحقيق المطلبين الرئيسيين والمتمثلين في إسقاط الإعلان الدستوري، وإلغاء الاستفتاء على الدستور، كما شرع بعض المتظاهرين بوضع متاريس، وتجميع الأحجار، في محيط الاتحادية. وكان الحرس الجمهوري قد دعا جميع المتظاهرين إلى إخلاء محيط القصر وأغلقت قوات الحرس الجمهوري كافة الشوارع المؤدية إلى قصر الاتحادية بالأسلاك الشائكة، ونشرت عدداً من الدبابات والمدرعات على مداخل الشوارع منعاً لدخول أي من المتظاهرين إلى منطقة القصر. وأخلت قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن العام المنطقة الواقعة أمام قصر الاتحادية من المتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي، وتم إقناعهم بفكّ الخيام والانصراف من المكان، ومغادرة المنطقة بعد الاشتباكات الدامية التي راح ضحيتها تسعة شهداء من المؤيدين والمعارضين للرئيسي. وفي محيط مدينة الإنتاج الإعلامي زادت أعداد خيام المعتصمين ، من أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل المطالبين بتطهير الإعلام، حيث وصل عدد الخيام لأكثر من 50 خيمة نظرا لزيادة الأعداد المتوافدة من حين لآخر ليدخلوا يومهم الثالث علي التوالي أمام مدخل رقم 4 لمدينة الإنتاج الإعلامي، للمطالبة بتطهير الإعلام الذي يعتبرونه أصبح مسيسا ويشن هجوما شرسا على شرعية الرئيس المنتخب. وشكل المعتصمون لجانا شعبية بمحيط الاعتصام للتأكد من هوية الوافدين اليهم مما أدى الى وقوع بعض المناوشات والاحتكاكات بين أفراد تلك اللجان وبعض العاملين بمدينة الانتاج الاعلامي أثناء دخولهم للمدينة وذلك لمطالبتهم بإبراز هوياتهم وتفتيشهم . وكان قد دعا 17 حزبا وحركة سياسية من ذوى التوجهات الاسلامية مساء الجمعة الى تنظيم مظاهرة حاشدة أمام مدينة الانتاج الاعلامى احتجاجا على بعض القنوات الاعلامية فى تأجيج المشاعر تجاه مؤسسات الدولة الشرعية تحقيقا لمصالح وأهواء داخلية وخارجية بحسب وصفهم. وتم اتهام المعتصمين من انصار الشيخ ابو اسماعيل امام مدينة الانتاج الإعلامي بسحل امين شرطة وتقييده داخل خيمة كما استولوا على تحقيق شخصيته وحافظة نقوده . وأمام مسجد رابعة العدوية يستمر اعتصام المئات من أنصار الرئيس محمد مرسى بمدينة نصر، وذلك تأييداً لقرارات طرح مشروع الدستور للاستفتاء 15 ديسمبر الجارى والإعلان الدستورى الذى أقره خلال الفترة الماضية. كما يتواصل اعتصام مؤيدي الرئيس محمد مرسي امام مقر المحكمة الدستورية العليا بالمعادي خوفا من صدور قرار من الدستورية العليا بإبطال مشروع الدستور، وحل مجلس الشوري.