بعد الأحداث الدامية التي شهدها قصر الاتحادية وسقوط الشهداء من جديد على أرض الوطن في مصر الثورة، وما تم من استهداف للصحفيين والإعلاميين الذين ينقلون الحقيقة إلى المواطنين، تدين جريدة على لسان رئيس تحريرها التنفيذي وائل لطفي استهداف الصحفيين، قائلاً أن ما حدث الليلة الماضية يُعد انتهاكاً لحقوق الإنسان في معرفة الحقيقة وحرية التعبير وحرية العمل الصحفي. وأكد أن الاعتداء على الصحفيين يُنذر بعواقب وخيمة على حرية مصر ومستقبلها بعد ثورة يناير التي اعتبرها الكثيرون حول العالم واحدة من أعظم ثورات التاريخ.
وأشار لطفي إلى أن هناك الكثير من الإشارات السلبية تلوح في الأفق منذ بداية عهد الإخوان المسلمين، تمس حرية الصحافة والتعبير بشكل مباشر، ضارباً المثل بإغلاق قناتي دريم ونص المادة الخاصة ب"الصحافة" في مشروع الدستور الجديد، مبدياً دهشته من هذا الخوف "الغير مبرر" من حرية الصحافة والإعلام، والهجوم على الصحفيين أياً كانت انتماءاتهم أو اتجاهاتهم.
وكانت مجموعة من أنصار الرئيس محمد مرسي قد اعتدوا بالضرب على الزميلين بجريدة علي الحوفي ومايكل عادل صباح اليوم، إضافةً إلى الزميلة أمينة عبد العال من جريدة "المصريون"، والزملاء أحلام حسين وهناء حبيب و أدهم رشدي ودعاء أحمد من جريدة "الدستور"، وقذفوهم بالطوب مما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح قطعية وشدوا الفتيات منهن من حجابهن، وسبوهم ونعتوهم ب"الكفار"، وذلك خلال تصويرهم لهم وهم يقومون بإمساك أحد المتظاهرين المعارضين وإصرارهم على تخطيه الجانب الآخر من وسط الأسلاك الشائكة أمام أعين قوات الحرس الجمهوري دون تدخل منهم.
كما تم الاعتداء بالضرب على الزميل محمد أبوضيف الصحفي بجريدة الوطن وطاقم تصوير قناة سي بي سي وحطموا معدات التصوير الخاصة به، كما اعتدوا بالضرب المبرح على مراسل قناة بي بي سي البريطانية، والزميل محمد عزوز الصحفي بجريدة الجمهورية، الذي تم نقله إلى مستشفى الدمرداش لتلقي العلاج، وقد تقدمت نقابة الصحفيين ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبدالله للتحقيق في هذه الواقعة.
إضافةً إلى إصابة الحسيني أبوضيف الزميل بجريدة "الفجر" بإطلاق خرطوش على رأسه من مسافة مترين، في تقاطع شارعي الميرغني والخليفة المأمون أثناء تصويره للأحداث.
ما دعا مجلس نقابة الصحفيين تستشعر وجود عملية استهداف منظمة للصحفيين تحديداً من قِبل جماعة الإخوان المسلمين، لمنعهم من القيام بواجبهم المهني بتصوير وتسجيل وتوثيق الاعتداءات الغاشمة التي قام بها أنصار الرئيس ضد معتصمي الاتحادية الليلة الماضية.
وأكدت النقابة في بيان لها اليوم أن الانتهاكات التي وقعت ضد عدد من الصحفيين خلال اليومين الماضيين ترقى في توصيفها لمستوى جرائم ضد الإنسانية، وعبرت عن استيائها الشديد من محاولة اغتيال صحفي الفجر أبوضيف.
وكشفت النقابة عن تقارير الأطباء بمستشفى الزهراء بخصوص دخول الحسيني في حالة حرجة إثر إطلاق المقذوف عليه، مما أسفر عنه تهتك بالفص الأيمن بالمخ وكسر بقاع الجمجمة والفقرة الأولى من الرقبة.
من جانبه صرح كارم محمود سكرتير عام النقابة أن عدداً من أعضاء مجلس النقابة تقدموا ببلاغ لقسم شرطة الوايلي، وببلاغ آخر للنائب العام صباح أمس الخميس، للمطالبة بفتح تحقيق فوري واستدعاء الأطراف المتهمة بالتحريض على اغتيال الزميل، ومنهم قيادات من حزب الحرية والعدالة حددهم شهود الواقعة بالاسم، كما قرر المجلس عقد جلسة طارئة لبحث الاعتداءات المتكررة على الصحفيين.
ودعا مجلس النقابة المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية لزيارة مصر ومتابعة ما يجري من اعتداء وحشي على المتظاهرين واستهداف للصحفيين بدم بارد.
يُذكر أن الحسيني أبوضيف شارك في تغطية كل فاعليات ثورة 25 يناير في جميع ميادين الثورة مسجلاً وناشراً، كما أعلن مجلس النقابة أن الجماعة الصحفية لن تسكت تجاه هذه الجريمة البشعة التي تمثل ذروة الاعتداءات التي يتعرض لها صحفيون على يد مجموعات فاشية، ويؤكد المجلس أنه لن يدخر جهداً لملاحقة من اقترف هذه الجريمة.
وذكر مجلس النقابة أن الزميل أحمد محمود الصحفي بالأهرام، الذي استشهد خلال أحداث ثورة يناير، لم يتم حتى الآن تقديم قاتلة للعدالة برغم تسليم صور القناص الذي استهدفه.