فيما بدى أنه مذبحة للصحفيين .. تخضبت الليلة الماضية بدماء الصحفيين المصريين أياً كانت انتماءاتهم أو اتجاهاتهم، إذ تم الاعتداء بالضرب على الزميل محمد أبوضيف الصحفي بجريدة الوطن وطاقم تصوير قناة سي بي سي وحطموا معدات التصوير الخاصة به، كما اعتدوا بالضرب المبرح على مراسل قناة بي بي سي البريطانية. واعتدى أنصار الرئيس على كل من الزميلان علي الحوفي ومايكل عادل الصحفيان بجريدة ، والزميلة أمينة عبد العال من جريدة "المصريون"، والزملاء أحلام حسين وهناء حبيب و أدهم رشدي ودعاء أحمد من جريدة "الدستور"، وقذفوهم بالطوب مما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح قطعية وشدوا الفتيات منهن من حجابهن، وسبوهن ونعتوهن ب"الكفار"، وذلك خلال تصويرهم لهم وهم يقومون بإمساك أحد المتظاهرين المعارضين وإصرارهم على تخطيه الجانب الآخر من وسط الأسلاك الشائكة أمام أعين قوات الحرس الجمهوري دون تدخل منهم. كما تعرّض له الزميل محمد عزوز الصحفي بجريدة الجمهورية، إلى الاعتداء بالضرب وأحدثوا به إصابات بالوجه والرقبة والقدم، وتم نقله إلى مستشفى الدمرداش لتلقي العلاج، وقد تقدمت نقابة الصحفيين ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبدالله للتحقيق في هذه الواقعة. إضافةً إلى إصابة الحسيني أبوضيف الزميل بجريدة "الفجر" بإطلاق خرطوش على رأسه من مسافة مترين، في تقاطع شارعي الميرغني والخليفة المأمون أثناء تصويره للأحداث. ما دعا مجلس نقابة الصحفيين تستشعر وجود عملية استهداف منظمة للصحفيين تحديداً من قِبل جماعة الإخوان المسلمين، لمنعهم من القيام بواجبهم المهني بتصوير وتسجيل وتوثيق الاعتداءات الغاشمة التي قام بها أنصار الرئيس ضد معتصمي الاتحادية الليلة الماضية. وأكدت النقابة في بيان لها اليوم أن الانتهاكات التي وقعت ضد عدد من الصحفيين خلال اليومين الماضيين ترقى في توصيفها لمستوى جرائم ضد الإنسانية، وعبرت عن استيائها الشديد من محاولة اغتيال صحفي الفجر أبوضيف. وكشفت النقابة عن تقارير الأطباء بمستشفى الزهراء بخصوص دخول الحسيني في حالة حرجة إثر إطلاق المقذوف عليه، مما أسفر عنه تهتك بالفص الأيمن بالمخ وكسر بقاع الجمجمة والفقرة الأولى من الرقبة. من جانبه صرح كارم محمود سكرتير عام النقابة أن عدداً من أعضاء مجلس النقابة تقدموا ببلاغ لقسم شرطة الوايلي، وببلاغ آخر للنائب العام صباح أمس الخميس، للمطالبة بفتح تحقيق فوري واستدعاء الأطراف المتهمة بالتحريض على اغتيال الزميل، ومنهم قيادات من حزب الحرية والعدالة حددهم شهود الواقعة بالاسم، كما قرر المجلس عقد جلسة طارئة لبحث الاعتداءات المتكررة على الصحفيين. ودعا مجلس النقابة المنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية والدولية لزيارة مصر ومتابعة ما يجري من اعتداء وحشي على المتظاهرين واستهداف للصحفيين بدم بارد. يُذكر أن الحسيني أبوضيف شارك في تغطية كل فاعليات ثورة 25 يناير في جميع ميادين الثورة مسجلاً وناشراً، كما أعلن مجلس النقابة أن الجماعة الصحفية لن تسكت تجاه هذه الجريمة البشعة التي تمثل ذروة الاعتداءات التي يتعرض لها صحفيون على يد مجموعات فاشية، ويؤكد المجلس أنه لن يدخر جهداً لملاحقة من اقترف هذه الجريمة. وذكر مجلس النقابة أن الزميل أحمد محمود الصحفي بالأهرام، الذي استشهد خلال أحداث ثورة يناير، لم يتم حتى الآن تقديم قاتلة للعدالة برغم تسليم صور القناص الذي استهدفه.