الحياة الجامعية التقليدية تبدأ من الصباح الباكر، والطالب المجتهد هو من يصحو مبكراً ليلحق بالمدرج قبل بدء المحاضرات، لكن الحياة الجامعية لا تعنى فقط الدراسة والمذاكرة والمحاضرات والقبة والساعة، فطبقا لمقولة ماخفى كان أعظم هناك جانب آخر من الجامعة لا يمكن أن تتخيله هو الجامعة ليلا، عندما يسود الضوء الأحمر الممرات، وليس ضوء الشمس الساطع، فهى مكان مختلف تماما. فى الصباح يدور الطلبة فى حركة سريعة بين القاعات لحضور المحاضرات والسعى وراء العلم، أما بالليل فتتحول الجامعة إلى مايشبه النادى الاجتماعى، فترى مجموعة من الشباب والشابات وهم يلعبون الاستغماية وكرة القدم و«صلح» وكل ألعاب الرحلات الترفيهية، وعندما يشعرون بالتعب يتناولون وجبة من أحد المطاعم القريبة لتعويض ما فقدوه من طاقة ثم يعاودون مرة أخرى استكمال مابدأوه من لعب. والجامعة تطبق الاختلاف ليلا كما تطبق اختلاف مستوى الطلبة الدراسى نهارا، فإلى جانب من يلعب بصخب ستجد ثنائيات يجلسون بكل هدوء وسكينة، فالجامعة تعد «نادى» لهم وتمثل «كورنيش النيل»، فالحب فى الجامعة سمة من السمات الأساسية، ولو مر على بعض الطلبة أسبوع دون أن يقع فى الحب يشعر بالذعر ويستشير الطبيب. أيضا لا تخلو الجامعة بالليل من فقرة «الجامعة got talent» فالساحة مفتوحة وكل من لديه موهبة يستطيع أن يقدمها بين زملائه دون حرج من تمثيل وغناء وشعر ورواية القصص ومؤخرا الرقص الغربى. وقد تصبح الجامعة- أيضا- استاد القاهرة الدولى ولكن فى صورة مصغرة، فالفريق هنا يتكون من لاعبين أوثلاثة على الأكثر يشجعهم جمهور يقدر بالعشرات والحكم غالبا ما يكون أسوأ اللاعبين مستوى. وهناك ظاهرة حديثة فى الجامعة ظهرت نتيجة تأثير شبكات التواصل الاجتماعى حيث التصوير فى الجامعة فلا تكاد تخطو خطوة واحدة إلا وتجد شخصا أو مجموعة وهم فى أتم الاستعداد لالتقاط الصور التى يتسارعون فى إنزالها على الإنترنت . فى ليالى الجامعة ستتعثر فى أعداد كبيرة من الباعة المتنوعين والذين لا نجدهم فى النهار من بائعى الترمس وغزل البنات والذرة المشوى، يعتبرون أن جمهور الليل استهلاكى أكثر من جمهور النهار الذى يبحث عن الدروس والمستقبل. محمود أحمد، 21 سنة، كلية دار علوم: عادى بنيجى بالليل مش لسبب محدد يعنى إحنا بنتجمع ونقعد سوا نهزر ونضحك شوية وبعدين بنكمل القعدة فى مكان تانى عشان الحرس بيمشونا. إسلام مصطفى، 19 سنة: نزول الجامعة بالليل حاجة أساسية بالنسبةلى، لأننا نتجمع كلنا ونلعب كرة وحتى أحيانا أما الحرس بيخرجنا بنكمل لعب برة حوالين الجامعة، أصل أكيد مش هنيجى نلعب الصبح وقت المحاضرات مثلا! الخلاصة أن الجامعة أصبحت مجتمعا متكاملا بكل أطيافه، نهارا تجد العلم والثقافة، وليلا تجد الترفيه والمرح بكل ما تحمله الكلمة من معان تتنوع بين الصالح والطالح.