أنهت العاصمة العراقية بغداد وعموم المحافظات العراقية، خاصة التي يتواجد فيها أتباع" آل البيت "، إستعداداتها الأمنية والخدمية والطبية لتوفير الأجواء المناسبة لملايين الزائرين والوافدين بمناسبة ذكرى واقعة "الطف " التاريخية التي إستشهد فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وجمع من أهل بيته وصحبه ، حيث سبيت نساؤه على يد الجيش الأموي سنة 61 للهجرة في يوم عاشوراء. فعلى الجانب الأمني من الاستعدادات المكثفة لزيارة عاشوراء أعلنت قيادة عمليات بغداد أنها باشرت في تنفيذ خطة أمنية موسعة لحماية زوار عاشوراء، شملت قطاعات القوات المسلحة وقيادة عمليات بغداد والاجهزة الامنية في وزارتي الداخلية والدفاع والقوى الساندة . وقال المتحدث الرسمي باسم القيادة العقيد ضياء الوكيل، إن الخطة تهدف الى تأمين الحماية والنقل والخدمات لحشود الزائرين والوافدين المتوجهين الى مدكربلاء المقدسة لاداء مراسيم زيارة عاشوراء ولمواكب العزاء والحسينيات والعتبات المقدسة . فيما أعلنت قيادة عمليات الفرات الأوسط عن وجود تنسيق عال بين وزارتي الدفاع والداخلية وباقي القوى الساندة لتوفير الأجواء الأمنية لحشود الزائرين الذين يقدر عددهم بأكثر من أربعة ملايين زائر ووافد من داخل العراق ومن خارجه. وقال قائد العمليات الفريق الركن عثمان الغنمي، إن هناك إسنادا كبيرا للخطة الأمنية الخاصة بزيارة العاشر من محرم من قبل قطاعات الدفاع والداخلية والقوى الساندة، مشيرا الى ان الأجهزة الأمنية والبالغ تعدادها 30 ألف عنصر أمني بمختلف صنوفها دخلت حالة الإنذار والإستنفار القصوى بالإضافة الى دعمها بأربعة أفواج من وزارتي الداخلية والدفاع. وأوضح الغانمي، أن الخطة تتضمن تسيير الطيران الحربي والاستطلاعي لإرسال صور من الجو لمركز القيادة لمراقبة الشبكات الإرهابية، مشيرا الى أنه تم إلقاء القبض على 62 مطلوبا وفق المادة الرابعة إرهاب في شمال محافظتي كربلاء وبابل خلال الايام الماضية وذلك ضمن العمليات التي تنفذها كإجراءات استباقية، تحسبا لوقوع عمليات إرهابية. وتزامنا مع الاستعدادات الأمنية لأداء مراسم زيارة عاشوراء، دعت وزارة الصحة العراقية المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر من وجود محاولات إرهابية تستهدف زوار عاشوراء، عبر الاطعمة والمشروبات والادوية المسمومة. وقالت الوزارة في رسالة نصية أرسلتها عبر الهواتف النقالة الى المواطنين ، إنها تدعو المواطنين لاتخاذ الحيطة والحذر من وجود محاولات إرهابية تستهدف الزوار من خلال الطعام والشراب والدواء بمواد شديدة السمية، داعية إلى إبلاغ السلطات المختصة عن جميع الحالات المشبوهة. فيما أعلنت دائرة صحة كربلاء عن تشكيل خطة طوارىء ضمن محورين طبي وعلاجي وتشكيل 35 وحدة طبية لخدمة الزائرين، كما تم تخصيص 80 سيارة إسعاف و130 سيارة إسعاف عسكرية أخرى إستعدادا لأي طارىء . وقال مدير عام دائرة صحة كربلاء علاء بدير انه تم وضع سيارات الإسعاف عند مداخل المدينة تحسبا لوقوع حوادث حتى تقوم هذه الاسعافات بنقل الضحايا الى المستشفيات في المحافظات الأخرى، وأضاف بدير أنه تم إخلاء المستشفيات ورفع حالة الانذار والطوارىء بالنسبة لدوام الكوادر الى 50\%، مشيرا الى أنه سيتم إستقبال الحالات الطارئة فقط في المستشفيات. وتابع إنه تم أيضا تعزيز دائرة صحة كربلاء بكوادر طبية تابعة لمدينة الطب ببغداد في اختصاصات الاوعية الدموية وجراحة القلب لسد النقص في الكوادر الطبية في مستشفيات المحافظة ، وأشار مدير عام صحة كربلاء إلى أن الخطة تشمل فحص الاغذية والاطعمة التي يتم تقديمها لزوار عاشوراء وتشديد الرقابة عليها اضافة الى مراقبة مياه الشرب . وفيما يتعلق بعمليات نقل الزائرين والوافدين لمدينة كربلاء بمناسبة يوم عاشوراء، شكلت وزارة النقل العراقية غرفة عمليات للاشراف على عمليات نقل الزائرين للمدينة ، بتوجيه من وزير النقل العراقي هادي العامري. وذكرت وزارة النقل العراقية في بيان لها بهذه المناسبة إنها سخرت كل آلياتها وكوادرها في خدمة الزائرين للمدينة المقدسة وبواقع 400 شاحنة وحافلة مختلفة الأحجام والأنواع تابعة لتشكيلات الوزارة . وأضاف البيان أن الوزارة قامت بإشراك الشركة العامة لإدارة النقل الخاص في عمليات نقل الزائرين جنبا الى جنب مع سيارات الوزارة الأخرى حيث ستقوم الشركة بتأمين أكثر من 700 حافلة وباص سعة 25 راكبا فما فوق . من جانبه، قال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف جاسم الخطابي إن المحافظة استعدت لاستقبال ملايين الزوار الذين بدأوا بالتوجه اليها مشيا على الاقدام من مختلف المحافظات لإحياء زيارة العاشر من محرم الحرام، متوقعا أن يبلغ عدد الزوار العرب والأجانب الذين حجزوا في وقت مبكر أماكنهم في فنادق المدينة الى أكثر من 400 ألف زائر من 28 دولة. وأضاف، إن المحافظة أقرت ، خطة للاعتماد على 800 سيارة من القطاع الخاص خلال زيارة عاشوراء، مشيرة الى عدم كفاية السيارات الحكومية لنقل الزائرين، بدوره قال رئيس لجنة النقل في مجلس محافظة كربلاء سامي الفتلاوي، إن المجلس منح إجازة التحرك ل800 سيارة من القطاع الخاص لنقل الزائرين خلال عاشوراء من كربلاء إلى المحافظات الأخرى، موضحا أن قطاع النقل الحكومي غير قادر على نقلهم لعدم توفر العدد الكافي من السيارات. وأضاف الفتلاوي، أن الحكومة توفر نحو 1500 سيارة لنقل الزوار، لكنها لا تغطي الحاجة الفعلية ، لافتا إلى حدوث مشاكل حقيقية في مواسم الزيارة للسنوات الماضية ، وأوضح أن الحكومة المحلية في كربلاء منحت السيارات الخاصة المجازة أوراقا تمكنها من المرور خلال السيطرات "نقاط التفتيش" والحواجز الأمنية، معربا عن أمله في أن يساعد هذا الإجراء على تلافي أزمة النقل في المحافظة. أما في مجال الخدمات العامة، فقد أعلنت لجنة الخدمات في مجلس محافظة كربلاء الإنتهاء من الاستعدادات الخدمية في المحافظة لزيارة العاشر من محرم، قال رئيس اللجنة علي اليساري انه تم توفير عشر ساحات خاصة لوقوف المركبات المخصصة لنقل الزائرين وذلك على مداخل المدينة الاربعة . وأضاف اليساري إنه تم أيضا توفير كميات من الوقود لاصحاب الافران وأصحاب المواكب حتى لا تحدث أي أزمات في هذا الشأن، كما سيشارك أكثر من 2000 من عمال النظافة ومن كوادر بلدية كربلاء في خطة تنظيف المدينة وتقديم الخدمات البلدية وعلى مدار 24 ساعة ولثلاث ورديات . على صعيد ذي صلة، أعلن أمين عام مؤسسة المواكب الحسينية في كربلاء الشيخ عبد العلي عبد الخالق الحميري أن نحو 650 موكبا حسينيا من أهالي محافظة كربلاء تستعد لتقديم خدماتها الى زوار عاشوراء. وقال الحميري، إن المواكب المذكورة وهى لأهالي كربلاء فقط، ستؤمن المأكل والمشرب والمنام فضلا عن قيامها بأعمال التنظيفات في المدينة، مؤكدا حصول جميع تلك المواكب على الموافقات الأمنية والإدارية التي سينتهي عملها بعد زيارة العاشر من المحرم، مشيرا إلى أن عدد المواكب الحسينية العربية والاجنبية يبلع ما بين 10 الى 12 موكبا منها مواكب من البحرين وسوريا وإيران. يذكر أن أجواء الحزن تخيم على العاصمة العراقية وعموم المحافظات بمناسبة ذكرى عاشوراء، حيث تشهد الشوارع مسيرات لمواكب عزاء حسينية اعتاد العراقيون إحيائها كل عام في ذكرى واقعة "الطف " التي استشهد فيها الإمام الحسين، ويقول العراقيون الذين يحيون هذه الذكرى إنهم أضحوا يمارسون شعائرهم الدينية بحرية تامة عقب عام 2003، بعد أن كان النظام السابق يمنعهم من إجرائها لعقود مضت.