فى دول العالم يعترف الوزراء بالمسؤولية الكاملة عن الحوادث العامة والكوارث، حتى إن كانت كوارث طبيعية ليس لديهم يد فيها. ويقومون بتقديم استقالتهم كأقل تعبير واستحقاق عن هذا الذنب وربما يصل الشعور بالذنب إلى انتحارهم. فى كوريا الجنوبية استقال وزير التعليم كيم جين فى عام 2006 بسبب حالات تسمم جماعية فى المدارس الحكومية، وقد قدم «جين» اعتذارا علنيا عن حادثة تسمم الطعام والتسمم الجماعى الذى ضرب نحو 36 مدرسة فى سول ومقاطعة جيونجى، وتسبب هذا الحادث فى إصابة أكثر من 3 آلاف طالب، ولم تستطع الحكومة حتى الآن معرفة سبب التسمم الجماعى، وأيضا كان سبب الاستقالة الارتباك الذى حدث فى عهده فى السياسات المتعلقة بنظام الالتحاق بالمدارس الثانوية. ومن بين تلك الاستقالات العالمية، قدم ناوتو كان، رئيس وزراء اليابان؛ استقالته بعد مرور 15 شهرًا فقط على توليه هذا المنصب، وذلك بعد كوارث الزلزال المدمر وتسونامى الذى خلفت ما يصل إلى 20 ألف شخص بين قتيل ومفقود، وذلك بعد فشله فى استيعاب الخسائر، وذلك عام 2011. وقد استقالت وزيرة العمل فى نيوزيلندا كيت ويلنسكون فى عام 2010 فى أعقاب كارثة التعدين فى منجم بايك ريفر، حيث قالت إنها فشلت فى مواكبة أفضل الممارسات الدولية لسلامة المناجم، حيث وقع انفجار ضخم فى المنجم الواقع فى الجزيرة الجنوبية والذى أدى إلى مقتل 29 شخصًا، وكانت هذه أسوأ كارثة للمناجم فى تاريخ نيوزيلندا فى نحو قرن من الزمان. وفى إيطاليا استقال أعضاء بارزون فى اللجنة القومية للتنبؤ بالأخطار الكبرى والوقاية منها فى إيطاليا، وذلك لإخفاقهم فى توجيه تحذير الزلزال الذى ضرب البلاد عام 2009 والذى وقع فى مدينة لاكويلا الأثرية. وقال لوتشيانو مايانى رئيس اللجنة إنه لن يستمر فى مباشرة مهام منصبه، لأنه لم يؤد واجباته على نحو سلس يتسم بالكفاءة. وكان الزلزال الذى بلغت قوته 6.3 درجة قد ضرب مدينة لاكويلا وأدى إلى تدمير عشرات الآلاف من المنازل وقتل 308 أشخاص وإصابة ألف آخرين.