التقت «الصباح » الدكتور يونس خضر أستاذ التاريخ بقسم الدراسات الاسلامية، واللغة العربية بكلية الآدب جامعة المنيا، وصاحب كتاب «دراسات فى تاريخ الدولة العربية »، الذى أثار جدلا فى الفترة الأخيرة، بسبب اتهام طلبه الكلية لخضر بأنه يهين السيدة عائشة وآل البيت. قال خضر: «إن كتابه موثق، ومعتمد بمصادر تاريخية، ويدرس منذ عام 2000 ، ولم يتقدم أى طالب أو أستاذ جامعى بشكاوى ضده، إلا هذا العام .» ونفى خضر وجود أى مصطلحات، أو عبارات تهين السيدة عائشة، أو آل البيت، أو أى جهة أخرى، مضيفا: «جميع ما هو مدون بالكتاب حقائق تاريخية، مثبتة، مثل تآمر السيدة عائشة، وطلحة، والزبير على الخلافة الشرعية »، وأوضح أن جميع المعلومات المدونة والواردة بالكتاب رويت على لسان مؤرخين قاموا بتفسير القرآن، وهم من «فطاحل »العلماء مثل محمد بن جرير الطبرى المؤرخ السنى، والمؤرخ ابن كثير الدمشقى، وله أربعة مجلدات فى تفسير القرآن، وأضاف خضر: «هل يعقل أن مثل هؤلاء العلماء، إذا قالوا شيئا، أخالفه، أو أنكره .» كما نفى أن يكون قد ذكر بالكتاب أن السيدة عائشة اتهمت على بقتل عثمان، كذبا وافتراء، وانتقاما منه على حادثة الإفك، وأنكر تماما أن يكون أثناء المحاضرات قد ذكر أى عبارات تهين السيدة عائشة، أو آل البيت. وأوضح خضر أن الاتهامات التى تعرض لها من قبل الط اب وراءها بعض الخ افات الإدارية داخل القسم، مشيرا إلى أن منصب وكيل الكلية لشئون الطلاب شاغر منذ 25 / 10 / 2012 ، ويوجد أكثر من أستاذ جامعى بالقسم يتطلعون إلى هذا المنصب، قائلا: «إنه تعرض لحملة من قبل زملائه لإقصائه عن منصب وكيل الكلية، مستخدمين ط اب الفرقة الثانية للقسم » وأضاف: «الكتاب يدرس منذ 11 عاما، ولم يتقدم أحد بالشكوى، فضلا عن أن الكتاب لم يوزع أص ا، حتى الآن، على الط اب بشكل رسمى، موضحا أن الأجزاء التى ينتقدها الطلاب بالكتاب لم يقم بتدريسها حتى الآن، وتساءل خضر: كيف لهم أن يعلموا أننى أوافق عليها، أو سأقوم بتدريسها؟، وأكد أن ما يثير اللغط بين الطلاب، حقائق تاريخية بالفعل، ولا يمكن الجدال فيها بسبب الثقة فى مؤرخيها. وحول تعقيبه على قرار الدكتور محمد الشريف رئيس الجامعة تشكيل لجنة لفحص الكتاب قال خضر: «إنه يرفض أن يكون من داخل الكلية، أى أستاذ ضمن اللجنة المشكلة، حتى لا يقال إنه تمت مجاملته »، وطالب خضر أن تشكل اللجنة من جميع أساتذة التاريخ الإسلامي من خارج أسوار جامعة المنيا. حصلت «الصباح » على نسخة من الكتاب، المثير للجدل، للدكتور خضر والذى اتهمه الطلاب بالتشيع، وإهانة السيدة عائشة، وآل البيت واتهامهم بالكذب والتآمر على الخلافة الشرعية ، وأن الإمام على بن أبى طالب هو من قتل الخليفة عثمان ابن عفان. وجاء فى الكتاب، تحت عنوان بيعة العقبة الأولى: «بعد أن فشل النبى فى رحلته إلى الطائف، وبعد عودته إلى مكة بدأ ينشر دعوته ب ن عامة القبائل العربية المتدفقة على مكة فى موسم الحج »، وهذا ما اعتبره الطلاب إهانة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، لكونه وصف إحدى رحلات الرسول، التى كان يهدف منها نشر دعوته الإسلامية، بالفشل. من جانبه أصدر الدكتور محمد أحمد السيد عميد كلية الآداب قرارا باستبعاده من تدريس مادة التاريخ بالفرقة الثانية بقسمى الدراسات الإسلامية واللغة العربية وإسناد المادة لدكتور آخر بمقرر جديد واستبعاده من المشاركة فى كنترولات هذه الفرق للمحافظة على مصلحة الطلاب.