يبدو أن حركتى فتح وحماس؛ اتفقتا على ألا تتفقا، حتى فيما يتعلق بذكرى رحيل ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث حذرت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» من أنها «ستقمع» أى مظاهر احتفالية بذكرى عرفات، بالقوة المسلحة، فى الوقت الذى دعت فيه «فتح» كل الفلسطينىين إلى إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد ياسر عرفات، فى الساحات العامة والميادين فى المدن والمخيمات والقرى والتجمعات السكنية. وأعلنت قيادات فى حركة حماس أنها اتصلت بعدد من أعضاء الهيئة القيادية لحركة فتح وحذرتهم من القيام بفعاليات لإحياء ذكرى ياسر عرفات التى تصادف الذكرى الثامنة لاستشهاده. مشيرة إلى أنها هددت بقمع أى فعاليات ستخرج إلى الشارع بقوة السلاح. ودعت خديجة عرفات، الشقيقة الوحيدة المتبقية للرئيس الراحل ياسر عرفات، المسئولين إلى الكشف عن ملابسات وظروف وفاته الغامضة، لكنها اشترطت أن يتم ذلك من دون فتح قبره، وهو الطلب الذى تصر عليه زوجة عرفات «سها عرفات»، بناء على طلب زوجته لتمكين وفدين سويسرى وفرنسى من أخذ عينات من جثته، ما يجعل الزعيم المثير للجدل حيّا، قادرًا على إثارة ذات الجدل فى مثواه الأخير. وقالت وكالة «معا» الفلسطينية إن خديجة عرفات تذكرت أخاها فى ذكرى وفاته. مشيرة إلى أن هدفه الأوحد كان أن يجعل الشعب الفلسطينى يحب بعضه بعضًا. ويتهم الفلسطينيون الاحتلال الإسرائيلى بالتورط فى اغتيال ياسر عرفات عبر تسميمه، وهى تهمة لا ينفيها الاحتلال ولا يؤكدها. واعتبر الإعلام الفلسطينى «أبوعمار»؛ قائدًا للشعب الفلسطينى، ومفجر ثورته الحديثة، وأحد أبرز القادة العظام فى العالم خلال القرن العشرين، هذا فى الوقت الذى أكدت فيه القناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلى أن سكان الضفة الغربية وقطاع غزة يرون فى عرفات بطلا بلا منازع وقائدًا للقضية الفلسطينية لعدة عقود، ورغم أن حركة حماس منعت قيام احتفالات رسمية فى غزة ومن بينها إحياء ذكرى رحيل عرفات؛ فإن سكان الضفة الغربية أصروا على إقامة احتفالات. ونقلت وكالة «زمان برس» الفلسطينية عن ناصر القدوة، ابن شقيق «أبو عمار»، إنه يرفض هو الآخر فكرة فتح قبر عمه خلال مهرجان أقيم فى رام الله بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيله، قائلا: إن فكرة نبش القبر «عنيفة وغير مقبولة بالنسبة لنا، ولا مبرر لها».