أعلن كبير أعيان قبائل الطوارق فى ولاية تمنراست الواقعة فى أقصى جنوبالجزائر رفضه للتدخل العسكرى فى شمال مالى، مطالبا الحكومة الجزائرية بالصمود على موقفها مع زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للبلاد لمناقشة أزمة مالى. وقال محمود قمامة كبير أعيان طوارق منطقة (الاهقار) المحاذية لشمال مالى – في تصريحات نشرها الموقع الإلكترونى لصحيفة (الخبر) الجزائرية اليوم الاثنين - "إن ما تطلبه أمريكا وفرنسا من تدخل أجنبى سيخلق الكثير من المشاكل". وأضاف "نحن كأعيان منطقة الاهقار نطالب الجزائر بالصمود فى موقفها ضد التدخل الأجنبى حيث أن الموقف الصحيح هو رفض التدخل الأجنبى والإصرار على الحل السياسى وطلب الحوار لأننا نعرف وفق كل التجارب السابقة بداية التدخل الأجنبى، لكننا لا نعرف له نهاية وما حدث فى ليبيا خير دليل على ذلك". وجاءت تصريحات كبير أعيان قبائل الطوارق فى ولاية تمنراست الجزائر فيما بدأ الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة بعد ظهر اليوم مباحثات مهمة مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، التى وصلت فى وقت سابق اليوم إلى الجزائر العاصمة فى زيارة تستغرق عدة ساعات. وتم خلال المباحثات بين الجانبين بحث القضايا التى تهم البلدين وخاصة الوضع في شمال مالى فى ضوء التدخل العسكرى الوشيك للقضاء على الجماعات المسلحة التى فرضت سيطرتها على شمال مالى منذ أبريل الماضى عقب انقلاب عسكرى أطاح بالرئيس المالى تومانى تورى وانسحاب الجيش النظامى من الشمال. حضر المباحثات من الجانب الجزائرى كل من وزير الشئون الخارجية مراد مدلسى والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطنى عبدالمالك قنايزية ووزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفى والوزير المنتدب المكلف بالشئون المغاربية والأفريقية عبدالقادر مساهل. وكانت الجزائر ترفض بشدة التدخل العسكرى شمال مالى وطالبت بمنح المزيد من الوقت للبحث عن حل سياسى للأزمة، غير أنها غيرت رأيها فى الآونة الأخيرة بعد أن انحازت واشنطن هى الأخرى إلى خيار التدخل العسكرى. يشار إلى أن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى كان قد أكد استعداده لمواجهة التدخل العسكرى الذى يجرى التحضير له من قبل فرنسا ودول إفريقية بشمال مالى. وقال يحى أبو الهمام الذى يوصف بأمير منطقة الصحراء بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى - فى بيان له مؤخرا - "إن دق طبول الحرب ضدنا ليس وليد اللحظة والمتغير الجديد هو محاولة فرنسا إقحام بعض الأنظمة التابعة لها بشكل مباشر في هذه الحرب متذرعة بسيطرة الجماعات الإسلامية وتطبيقها للشريعة فى إقليم أزواد".