ظاهرة جديدة انتشرت فى الآونة الأخيرة على القنوات الدينية وهي تحول بعض الدعاة من الدعوة بالموعظة الحسنة إلى دعاة يجلدون من لا يتفق مع آرائهم فيرمونه بالألفاظ البذيئة، مثلما حدث مع الفنانة إلهام شاهين عندما تحدث عنها الداعية عبد الله بدر استاذ التفسير وعلوم القران على قناة فضائية دينية ووصفها بأبشع الألفاظ، الأمر الذى قد يسيء لمفهوم الإسلام لدى العالم وينشر فكر التطرف الدينى، مما جعلنا نتسائل عن امكانية وضع رقابة من الأزهر على هذه القنوات قبل بثها. في هذا الأمر تحدثت الداعية الاسلامية ملكة يوسف زرارفقالت: الإعلام له أهداف سامية، ويكون أكثر تأثيرا اذا كان إعلاماً مرئيا بما يبثه من أفكار ومبادىء تؤثر على الشباب، والإعلام المصري فقد الكثير من الأهداف الصحيحة التى يجب أن يسير عليها وتحركه مصالحه الخاصة، وما أصاب القنوات الدينية هو ما أصاب القنوات الفضائية الأخرى، وهم جميعا يخربون عقول العامة بما يطرحونه من قضايا يحاولون فيها تحويل العقلانى الى لا عقلانى، وأعجب كيف تقول بعض القنوات أنها دينية والدين يكف عن الخوض فى الأعراض، وهناك من يعمل على تكفير الآخر والإقلال من شأنه فهو يتصور أن في يده تفويضا الهياً بإطلاق الصفات، فيقول هذا تقى وهذا فاسق فالحقيقة الكاملة هى أن الله ينظر إلى القلوب وليس إلى الوجوه .
أما عن إمكانية فرض رقابة و الحصول على موافقة من الأزهر على هذه القنوات تقول : لست مؤيدة لهذه الفكرة لأن حرية الرأى وحرية الفكر لاتقيد، لأن الله أطلقها فى قوله تعالى "أفلا تتفكرون" وقوله تعالى " أفلا تتدبرون " فنحن لسنا فى دولة دينية ليحدث ذلك كما ان الأزهر مؤسسة دينية هدفها نشر الدعوة الأسلامية.
أما أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهرعبد الفتاح إدريس أكد انه يوجد فى بعض القنوات الدينية متطرفون دينيا ، ويتحدثون عن البعض بألفاظ بذيئة لا تتفق مع الدين الإسلامى الذي يدّعون بأنهم يتحدثون عنه، ولذلك يرى ضرورة فرض رقابة، وحصول على موافقة من الأزهر الشريف، لكن يصعب تحقيقه الآن نظرا لما يعانى منه الأزهر من مشاكل، لذلك يجب أن يكون هناك رقابة من وزارة الإعلام أو وزارة الثقافة على هذه القنوات نظرا لما في بعض برامجها من ألفاظ تخدش الحياء ويترتب على بعضها نشر أخبار كاذبة عن البعض .
بينما يرى يوسف البدرى بأنه على بعض القنوات الدينية أن تلتزم بالكتاب والسنة والخلق الحسن والدعوة إلى الفضيلة، واذا واجهت مخطئاً يجب أن تواجهه بلطف ولين وبالحكمة وليس بالقسوة والعنف عملأ بقوله سبحانه وتعالى "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" ، أما الفنانات اللاتي تم سبهم من الداعية فادعوهم إلى التوبة، وعن إمكانية فرض رقابة وأخذ موافقة من الأزهر قال البدرى بأنه ضد هذه الفكرة لأن هناك حرية رأى وفكر كما أن الأزهر ليس صاحب الحق فى ذلك .