فى الوقت الذى يحاول فيه البعض المراوغة والتشويش على التراث المصرى «القبطى» تحل علينا رأس السنة المصرية القبطية، تقويم الشهداء. أكد المؤرخون أن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين فى كل العالم، النيروز، أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، وقد أتت لفظة «نيروز» من الكلمة القبطية «نى - يارؤو» وتعنى الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل. إذن، فالمصريون يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن، ومن ثم فهم أكثر الأمم احتفالًا بالأعياد «33 عيدًا» على مدى العام، أهمها الأعياد الدينية، مثل: رأس السنة القبطية والهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء «ذكرى وفاتها»، عيد العنصرة، عيد الصعود. ومازالت الكنيسة تتذكر شهداءها بالقراءة اليومية فى «السنكسار»، وهو كتاب يحوى سير القديسين والشهداء، وتذكارات الأعياد، ومازال الأقباط يدفعون الشهداء من أجل الوطن جنبًا إلى جنب مع أشقائهم من المواطنين المصريين المسلمين، فى القوات المسلحة والشرطة، ومن المدنيين ضد الإرهاب، وللكنيسة صلوات يومية من أجل الوطن، ومن أجل النيل، ومن أجل الجيش والجنود، والرؤساء، والكنيسة تعريفها الوطنى يسبق تعريفها العقيدى «القبطية الأرثوذكسية، أو الكاثوليكية، أو الإنجيلية». فالنيروز.. عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة... وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية «نى - يارؤو» = الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة فى مصر.. ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السى للأعراب كعادتهم (مثل أنطونى وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية.. ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس ومنها اشتق العرب لفظة النيل العربية. أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الإله تحوت إله المعرفة وهو حكيم مصرى عاش أيام الفرعون مينا الأول وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن.. وقد اختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعرى اليمينية تبرق فى السماء بوضوح فى هذا الوقت من العام.. مما يعنى أن السنة القبطية، سنة نجمية وليست شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التى احتاجت للتعديل الغريغورى وبالتالى لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلث مليون مرة والشعرى اليمينية تكبر الشمس ب200 مرة، مما يعنى أنها أكبر من الأرض ب260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية. ومع عصر دقلديانوس احتفظ المصريون بمواقيت وشهور سنينهم التى يعتمد الفلاح عليها فى الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولى لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا ارتبط النيروز بعيد الشهداء.. يحتفل المصريون بأكل البلح رمزًا للون الأحمر، لون دماء الشهداء، والجوافة ذات القلب الأبيض، رمزًا لقلب الشهيد، ويعتقد المؤرخون أن العيد متوارث من الفراعنة، ارتباطًا بفيضان النيل، وفى العصر المملوكى كان المصريون جميعهم يحتفلون به فى شهر توت، يتجمعون ويرشون بعضهم البعض بالمياه، ويأكلون البلح والجوافة، ويغطسون فى النيل.. شهور السنة القبطية هى بالترتيب: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى ثم الشهر الصغير «النسىء» وهو خمسة أيام فقط، أو ستة أيام فى السنة الكبيسة. وما زالت هذه الشهور مستخدمة فى مصر، على المستوى الشعبى المصرى أيضًا، خاصة فى الزراعة، والرى.