قتل 110 أشخاص على الأقل في سوريا أمس السبت، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات جنوب العاصمة دمشق وداخل أحياء في مدينة حلب بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة، مع توقعات طهران انتصار الأسد في المعارك الدائرة، معتبرة أن ذلك سيكون انتصارًا لها. وكانت إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان قد تحدثت عن أن 94 شخصا على الأقل قتلوا أمس في سوريا معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور، وسط استمرار الغارات الجوية على دير الزور ودرعا وإدلب وريف حلب، في حين أحرقت قوات النظام بساتين زيتون وهدمت منازل في دمشق.
وأفاد ناشطون بأن من بين القتلى ثمانية أشخاصًا أعدمهم عناصر الأمن والشبيحة ذبحًا بالسكاكين في بلدة قدسيا بريف دمشق، بينما أعدمت القوات ذاتها خمسة أشخاص ميدانيًا في معربة بريف دمشق.
في هذه الأثناء، شهدت أحياء في العاصمة السورية اشتباكات السبت وخصوصا في جنوبها، تزامنا مع تصعيد القوات النظامية هجماتها على مناطق في ريف دمشق قريبة من شرق العاصمة، عزز المقاتلون المعارضون تواجدهم فيها.
وأفاد ناشطون بأن قوات النظام اقتحمت حي برزة الدمشقي بالدبابات وقامت بحملة هدم للمنازل. كما أحرق عناصر الأمن والشبيحة أكثر من عشرين من بساتين الزيتون، وفق الهيئة العامة للثورة السورية.
وتتواصل في حي القابون الدمشقي وبعض الأحياء الجنوبية بالعاصمة حملة هدم للمنازل تقوم بها قوات الأمن. وقد بث ناشطون صورًا تظهر اقتحام الجرافات والدبابات التابعة للجيش النظامي حيَ القابون وانتشار الحواجز الأمنية هناك.
وتزامنت هذا الأحداث مع تباينات إضافية في الموقفين الأميركي والروسي من النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من 18 شهرًا، إذ أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية تقديم مساعدات إضافية "للمعارضة غير المسلحة"، بينما اتهم نظيرها الروسي الغرب بتعميق الأزمة في سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت ب'اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي العسالي' جنوبدمشق، بعدما شهد حي التضامن في جنوب العاصمة اشتباكات مماثلة صباحا 'تبعها انتشار للقوات النظامية في الحي وحملة مداهمات'.
وفي حلب، التي أعلن الجيش الحر قبل يومين بدء معركة الحسم فيها ضد قوات النظام، سقط قتلى وجرحى في قصف جوي ومدفعي على المدينة وريف المحافظة.
وقال ناشطون إن حريقاً اندلع في السوق الأثري القديم في حلب نتيجة قصف قوات النظام السوري. وأكدوا أن عشرات المحلات احترقت مع محاولات لعناصر من الجيش الحر السيطرة على الحريق تحت نيران القناصة المنتشرين على سطح الجامع الكبير، الأمر الذي يهدد بتدمير موقع تاريخي عالمي مسجل في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وفي محافظة درعا (جنوب)، أفاد المرصد عن استهداف آلية للقوات النظامية عند مدخل بلدة المزيريب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود نظاميين على الأقل، مشيرًا إلى تعرض البلدة للقصف وتسجيل "اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل شهاب والمزيريب".
وأوضحت الهيئة العامة للثورة أن "الطيران المروحي يقصف بلدة المزيريب" ويمشط البساتين بين تل شهاب والمزيريب برشاشات الطيران.
إلى ذلك نقل عن أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الخارجية للزعيم الأعلى لإيران علي خامنئي أمس السبت، قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد سيدحر الانتفاضة عليه، محققًا نصرًا على الولاياتالمتحدة وحلفائها في خطوة ستكون أيضًا نصرًا لإيران.
ودعمت طهران جهود الأسد لقمع الانتفاضة التي تدخل فيها اطراف اقليمية حيث تتهم ايران قطر والسعودية وتركيا بتسليح المعارضة التي تسعى لإسقاط الرئيس السوري.