وسط سفراء مصر فى الخارج من رموز الفن والرياضة والثقافة، استطاعت فرح الديبانى، أن تشق طريقها إلى العالمية وتغنى على أبرز مسارح الأوبرا فى العالم، خلال مشوار فنى بدأ من جذورها المصرية وتكلل بحصولها على جائزة أفضل مطربة شابة من أوبرا باريس، كأول مصرية وعربية تحوز على هذا اللقب.. وعن بداية تحقيق الحلم ومشروعاتها الفنية المقبلة، تحدثت «الصباح» إليها فى هذا الحوار.. * كيف بدأتى مشوارك الغنائى؟ - بدأت فى طفولتى، عندما ظهرت ملامح الموهبة على، وكنت أحب الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية وأحب الرقص والغناء وأتفاعل مع الموسيقى، فقررت عائلتى توجيهى إلى مجال الفن، وأخذت دروس فى البيانو والباليه، وفى عمر 14 عامًا كنت أغنى مع الكورال فى المدرسة الألمانية التى كنت أدرس بها. * وماذا عن خطواتك الأولى نحو الغناء الأوبرالى فى مصر؟ - أثناء الدراسة اكتشف أحد مدرسى الموسيقى موهبتى وإمكانيات صوتى المناسبة للغناء الأوبرالى ووجهنى لهذا المجال، وأخذت دروسًا فى الموسيقى مع الدكتورة نيفين علوبة سوبرانو ونجمة الأوبرا، وقدمت عددًا من الحفلات فى مكتبة الإسكندرية وحصلت على أول أدوارى على خشبة مسرح دار أوبرا القاهرة، ثم شاركت فى مسابقات ألمانية للهواة وكنت أحصل على مراكز متقدمة. * وهل اتخذت قرار دراسة الموسيقى بعد ذلك؟ - بالتأكيد، التحقت بجامعة برلين فى ألمانيا ودرست الموسيقى مع أساتذة مختلفين، ثم حصلت على شهادة البكالوريوس والماجستير فى الغناء الأوبرالى، وحصلت على شهادة البكالوريوس فى الهندسة المعمارية من نفس الجامعة، واستفدت من ذلك الأمر كثيرًا. * كيف جاء التحاقك بفرقة أوبرا باريس وهل كانت خطوة صعبة؟ - أثناء دراستى فى برلين، كان يراودنى حلم الغناء والعمل فى أشهر دور الأوبرا فى العالم، فحاولت الالتحاق بدور الأوبرا فى ألمانيا وسويسرا وفرنسا، حتى خضت اختبارات قبول أعضاء فرقة أوبرا باريس، وهو من أصعب الاختبارات فى مجال الغناء الأوبرالى، وفى ذلك العام، قدم نحو 800 مطرب من أنحاء العالم، ووقع الاختيار على 4 أشخاص فقط كنت واحدة منهم. * ما أبرز الاختلافات بين الغناء الأوبرالى والتقليدى فى رأيك؟ - أبرز الفروق أن الغناء الأوبرا يعتمد على ضخامة الصوت بدون استخدام جهاز الميكروفون أو أنظمة صوت داخل المسرح، ولابد أن يتمتع مطرب الأوبرا بموهبة التمثيل على المسرح بجانب الغناء، وهذا ما يستلزم الخضوع إلى تمرينات معينة تساعد على تقوية الصوت، أما النوع الآخر فيعتمد على الصوت مع وجود الميكروفون ويتيح للمطرب الغناء بحرية أكبر. * حدثينا عن أبرز العقبات التى مررت بها أثناء مشوارك الفنى؟ - أبرز العقبات التى واجهتها خلال مشوارى الفنى، كانت عندما تعرض صوتى للمرض أثناء الدراسة وتوقفت عن الغناء لمدة تراوحت بين 3 أو 4 أشهر، وهذا من أصعب الأمور التى تواجه مطرب الأوبرا، ومن الممكن عدم عودة الصوت كما هو مرة أخرى، وأثناء عملى فى دور أوبرا فى ألمانيا تعرض لمضايقات من بعض الزملاء، وكنت ألاحظ علامات الغيرة وعدم الرضا عن وجودى، ولكن اتخذت قرارًا بتجاهل كل ذلك. * ماذا تمثل لك جائزة أفضل مطربة أوبرا فى باريس؟ - فخورة بحصولى على الجائزة كأول مصرية وعربية، وسعيدة بكونى سفيرة لبلدى مصر فى أوروبا وشعورى بالمسئولية كان كبيرًا، أما عن الجائزة فتمثل لى تقديرًا لمجهودى وسنوات عملى فى أوبرا باريس، وأعتبرها تشجيعًا لى لأصبح أفضل فى المستقبل. * حدثينا عن طموحاتك فى المستقبل؟ - أتمنى تقديم حفلات أكثر فى مصر، وأشارك فى أحداث فنية كبيرة، مثل افتتاح أوبرا العاصمة الإدارية الجديدة، وقاعة الحفلات الرئيسية فى منتجع الجونة السياحى، وأطمح أن أحصل على دور فى إحياء فن الأوبرا فى مصر، وأشارك فى موجة عودة الفن الكلاسيكى، وأراها فرصة لتعريف الجمهور المصرى بالفن الأوبرالى العالمى، وأريد استكمال مشوارى نحو العالمية، وأجسد شخصية الملكة المصرية فى أوبرا عايدة أمام الجمهور المصرى والعربى. * ماذا عن أعمالك الفنية القادمة؟ - أجسد دور «كارمن» فى جنوبألمانيا ضمن فعاليات مهرجان غنائى أوبرالى، وفى شهر أغسطس القادم أعود إلى مصر استعدادًا لإحياء عدد من الحفلات ضمن احتفال عام مصر فرنسا الثقافى، وفى شهر سبتمبر أستعد لتقديم عدة حفلات فى فرنسا، وفى العام القادم أعود إلى عملى فى أوبرا باريس مرة أخرى.