من الواضح أن مسلسل الخلافات في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لن ينتهي، فرغم محاولة أعضاءه التصالح والاتفاق والوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، إلا وسرعان أن تشتعل لتهدد بفشله الذي يترقبه الكثيرون، وذلك في ظل وجود العديد من الدعاوي القضائية التي تطالب بحلها، وأخر تلك الخلافات هي اكتشاف بعض الأحزاب السياسية لوجود تلاعب في صياغة مواد الدستور، مما دفع حزب النور بتقديم مذكرة للمستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية تطالبه فيه بحل لجنة صياغة الدستور. بينما هددت أحزاب الوفد والإصلاح والتنمية والمؤتمر المصري بالانسحاب من الجمعية؛ نتيجة لسيطرة التيار الإسلامي وخصوصاً حزب الحرية والعدالة على الدستور، من خلال وضع مواد تخدم نظام الحكم الإخواني، إضافة إلى تجاهل مقترحاتهم في نظام الحكم. المستشار نور الدين على عضو لجنة نظم الحكم بالتأسيسية، نفى وجود أى من تلك الادعاءات التي ترددها الأحزاب، واصفاً دعواتهم بإسقاط لجنة صياغة الدستور وتهديداتهم بالانسحاب بالغير مبرر، لأن سبق وأن دعتهم الجمعية إلى اجتماع للاستماع إلى مطالبهم، لكنهم رفضوا، مشيراً أن الجمعية حرصت منذ بدايتها على تحقيق العدالة الاجتماعية وكفالة الحريات للمواطنين.