وعبده جمال ونورا طارق الهجوم الإرهابي على الجنود المصريين في رفح كان محط إهتمام وأنظار كافة المنار الإعلامية في العالم عدا التلفزيون المصري الذي إستمر طوال الأحد الماضي بعد الأحداث مستمرا في إذاعة مسلسلات رمضان وبرامج رياضية تناقش هزائم المنتخب الأوليمبي حتى راديو مصر وهو بالأساس الراديو الإخباري الأول في ماسبيرو لم يعير الأحداث أية أهمية وظل يذيع أغاني عاطفية وإكتفى بموجز مختصر للأنباء ،غير مباليا بمشاعر الشعب المصري الذي خيمت عليه الأحزان وعدم الإحساس بالأمان لهذا الحادث المروع التلفزيون المصري الذي من المفترض أن يكون مصدرا رئيسيا للتغطية الإخبارية للحادث بطبيعة الحال إلا أنه حتى عندما تناولت نشرات الأخبار الحادث كان معتمدا على المراسلين الصحفيين والقنوات الأجنبية بالإضافة إلى كم الإعلانات التى أذيعت فى وقت الهجوم المسلح. وعلى الرغم من الآمال التي كانت متعلقة على وزير الإعلام الجديد صلاح عبد المقصود إلا أنه رسب فى أول اختبار له منذ توليه وزارة الإعلام ولم يفلح في إدارة منظومة الإعلام الرسمي والتي مسك بزمام الأمور فيها فعلا منذ أول أيام توليه المسئولية. الصباح إستطلعت أراء وتحليل عدد من الغعلاميين وخبراء الإعلام حول أداء الإعلام الرسمي في تغطية أحداث رفح في هذا التحقيق أكد الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز أن صناعة الإعلام فى مصر تعرت من خلال هذا الحدث القوى الذى سقط من حسابات الإعلام المصرى, دون أن يكشف عن خطورة الهجوم , مؤكدا أنه فشل فى أن يعتمد على طاقمه الفنى فى تغطية الحدث فى سيناء واعتمد على فقط على متابعة الأخبار الراصدة لعدد حالات القتلى والمصابين. وعن عدم إعلان حالة الحداد على ضباط وجنود الجيش عى التلفزيون الرسمي أكد عبدالعزيز أن هذا إهمال واضح نظرا لطبيعة النكسة العسكرية التى تعرضت لها القوات المسلحة , رغم ما ينص عليه الدستور بإعلان خالة الحداد 3 أيام على أرواح الشهداء العسكريين. وأشار عبدالعزيز إلى حق الشعب المصرى فى كشف عيوب المنظومة الإعلامية الوطنية وعدم الوفاء بمسؤوليتها وغرقها فى الخرائط الترفيهية , طيلة شهر رمضان. واوضح ياسر أن ماكينات العمل فى ماسبيرو يبدو أنها توقفت وباتت غير قادرة على التعامل مع مستجدات الاحداث , مشيرا إلى أن المواطن المصرى أثناء وقوع الهجوم على جنوب رفح لم يكن أمامه سوى متابعة المسلسلات الهزلية التى تعرضها عليه القنوات , لافتا إلى عدم وجود أى أخبار عن الحادث حتى فى شريط الأخبار أسف شاشة القناة. " أطقم الأخبار خارج الخدمة " بهذه العبارة أكد عبدالعزيز أن التغطية الإخبارية فى منتهى الهزل وعدم الجدية , لافتا إلى فشلها أيضا فى تغطية التشكيل الحكومى الذى كلف به الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء. من جانبه قال صفوت العالم أن ماحدث هو خطأ مهنى يندى له الجبين فى المنظومة الإعلامية, الأمر الذى أظهر الإعلام المصرى أمام العالم بصورته الضعيفة المتجاهلة لقوة وطبيعة الحدث, مما أدى إلى نقل القنوات العالمية للحدث من وسائل أخرى غير التليفزيون ووسائل الإعلام لمصرية. ولفت العالم إلى أن القناة الرابعة والتى تختص بتغطية سيناء فشلت هى الأخرى فى نقل الحدث حتى بعد ساعات متأخرة من وقوع الهجوم المسلح فى جنوب رفح , مؤكدا أن الإعلام المصرى لا زال متأخرا. وحمل العالم المسئولية الكاملة لرئيس قطاع الأخبار ورؤساء القطاعات الأخرى لتافنيهم فى عملهم والتباطئ الواضح فى تغيير الخريطة البرامجية التى انتهجها ماسبيرو وقت وقوع الحدث. يأتى هذا فى الوقت الذى اهتم فيه الجانب الإسرائيلى بمتابعة الحادث المصرى لحظة بلحظة , حيث عرضت القناة السابعة الإسرائيلية صورا وخرائط عن منطقة سيناءوجنوب رفح المصرية التى وقع بها الحادث , بالإضافة إلى عرض فيديو مصور يبين الدفاع الإسرائيلى عن حدودها إثر محاولة تسلل الجماعات الهجومية المسلحة إلى إسرائيل وتدمير مدرعة الجيش المصرى التى استقلها منفذوا عملية الهجوم. أما إذاعة راديو مصر والتى من المفترض أن يكون أقرب للحدث من التليفزيون أذاع هو الأخر الأغانى العاطفية , فى سقطة أخرى وقع فيها إثر تجاهل هذا الوصمة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية والتى راح فيها شبابا من جنود الجيش المصرى الأبرياء. قالت الأعلامية درية شرف الدين بأن ماحدث يعتبر شىء يخلو من الذوق وحسن تقدير وهذا يرجع لأعتبارات مالية خاصة بالأعلانات وتأجيل الحداد يعتبر تصرف غير مقبول ومأساة وجديد لم نعتاد عليه يرى الدكتور هشام عطية أستاذ الصحافة بكلية الأعلام بجامعة القاهرة أن الأعلام المصرى كله ليس مملوك للدولة فقط بل مملوك للشعب أيضاً لذا كان يجب أن يعلن الحداد ويلتف مع الجماهيير لكن ويتفق مع الحدث المأساوى لكن يبدو أن تقاليد الأعلام فى مصر تحتاج الى انضباط ومراعاة للصالح العام ويبدو أيضاً ان الأعلانات تهزم الأخلاق ومشاعر المواطنين ولا تتيح أى مساحة لمراعاة مشاعر المواطنين وأحزان أسر الشهداء المصريين الذى ماتوا دافعاً عن الحدود المصرية فلابد أن يراعى الأعلام مشاعرهم لكن يبدو أن معظم العامليين بالأعلام هم تربية عصر مبارك وخريجى مدرسة النظام الأعلامى السابق الذى لايهتم بمصالح الشعب ويهتم فقط بالدعايا للحاكم يرى الدكتور سامى الشريف أستاذ الأعلام بكلية الأعلام بجامعة القاهرة أنه تجاوز كبير وأستهتار بقيمة الحدث وكان ينبغى أن يكون هناك وقف لعرض المسلسلات والبرامج على كافة القنوات التلفزيون المصرى والفضائيات الخاصة حزناً على أرواح الضحايا أكد الدكتور محمد شومان أستاذ الأعلام بكلية الاعلام بجامعة القاهرة بأن ماحدث شىء غير ذوقى وعدم تقدير لأهمية الحدث وعدم أحترام وتقدير للشهداء الذين راحوا ضحية الواجب والدفاع عن حدود الوطن وعدم تقدير لحزن الأسر التى سقط أبنائها ولابد ان تبادر وسائل الأعلام بتغير برامجها ومتابعة وحشد الرأى العام واراء القيادة السياسية والعسكرية لمواجهة الفوضى التى تحدث بسيناء