سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تليفزيون «الفقى»: قرآن على روح حفيد مبارك.. وتليفزيون «الإخوان»: مسلسلات على روح شهداء رفح «الشوبكى»: لا يراعون مشاعر الشهداء.. و«الشريف»: موقف التليفزيون كان فاضحاً.. و«العالم»: الحداد أصبح شو إعلامى
فى الوقت الذى أعلنت فيه الدولة رسمياً حالة الحداد العام لمدة 3 أيام إثر مقتل الجنود المصريين فى رفح، كان للتليفزيون المصرى والفضائيات وجهة نظر أخرى لم تراع فيها حالة الغضب السائدة فى الشارع المصرى، وتعاملت بمبدأ «الحى أبقى من الميت»، فيما اكتفت القنوات الأرضية والفضائية بمختلف توجهاتها بوضع شريط أسود على يسار الشاشة، ليتم رفعه أثناء الفاصل الإعلانى ويعود للظهور ثانية أثناء عرض المسلسلات والبرامج التى لم تخل من الغناء والرقص، الأمر الذى تسبب فى حالة من الاستياء لدى الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعى التى انشغلت بعقد مقارنات بين الحداد الذى طبقه أنس الفقى عند وفاة حفيد مبارك والحداد الذى طبقه صلاح عبدالمقصود بعد سقوط 16 شهيدا على الحدود. واعتبر الدكتور عمرو الشوبكى نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إعلان الحداد الذى صاحب حادث رفح بأنه حداد رمزى لم يتجاوز التصريحات الإعلامية وتنويهات وسائل الإعلام المختلفة، فلم يتم تنكيس العلم مثلما يحدث فى أى دولة تعلن الحداد وتحترم دماء مواطنيها، منتقدا استمرار وسائل الإعلام فى عرض برامجها الترفيهية دون أدنى مراعاة لمشاعر أهالى الشهداء. وقال سامى الشريف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن كلا من الإعلام الرسمى والخاص لم يشهد أيا من مظاهر الحداد، فى الوقت الذى كان يفترض أن يحظى تليفزيون الدولة الرسمى باعتدال أكثر فى تغطية الحدث الجلل. وقال الشريف: «كان من المنتظر أن يقدم تليفزيون الدولة على الأقل آيات قرآنية وأدعية دينية، مثلما حدث عند وفاة حفيد مبارك منذ 3 سنوات، حيث أوقفت قنوات الغناء والرقص عروضها تماما وبثت القرآن»، مضيفاً: «كان موقف تليفزيون الدولة والفضائيات الخاصة فاضحا». وترى الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميدة كلية إعلام القاهرة السابقة، أن هناك أسبابا اقتصادية دفعت أصحاب القنوات لتجاهل تطبيق حالة الحداد الحقيقى، وهى أنها تنتظر هذا الشهر باعتباره موسما لا يتكرر، كما أن هناك قنوات لاتعمل إلا فى شهر رمضان، مما يجعل خريطة التليفزيون فى هذا الشهر تختلف عن أى وقت آخر نظراً لارتباط القنوات بحملات إعلانية بغض النظر عن الحادث الجلل. وتؤكد «ليلى» أنه كان من المفترض إلغاء القنوات لبعض الفقرات وتخصيص مساحتها لتغطية الحدث وبث الأدعية الدينية والآيات القرآنية، مضيفة أن حالة الحداد تعنى إذاعة فقرات من آيات القرآن الكريم وبرامج وأغان دينية وأن تتم إتاحة مساحة أكبر على شاشة التليفزيون لتغطية الحدث. ويتفق معها فى الرأى الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مضيفا أن إعلان حالة الحداد العام فى الدولة جاء متأخرا ولا يتجاوز حدود «الشو» الإعلامى سواء على التليفزيون الرسمى أو الفضائيات الخاصة. وأشار إلى أن التليفزيون الرسمى ظل يذيع مسلسلات وبرامج بالرغم من إعلان حالة الحداد، موضحاً أنه لا توجد رؤية لدى القائمين على الإعلام الرسمى فى الدولة، وأن التعامل مع تلك الأحداث يقابل بردود فعل تشير إلى عدم وجود سياسة إعلامية واضحة، فلم نجد تغطية على قدر الحدث، وفشل الجميع فشلا ذريعا على مستوى التغطية أو مشاركة الناس أحزانهم على الشهداء الذين قضوا غدرا.