«منتخبات النجم الأوحد».. ربما هذا هو الوصف الأدق لما أظهرته فترة التوقف الدولية الأخيرة، والتى استغلتها المنتخبات المتأهلة لبطولة كأس العالم المقبلة فى روسيا يونيو القادم للاستعداد جيدًا للمونديال، وخاضت المنتخبات مباراتين لكل منها استعدادًا لهذا الحدث العالمى الكبير. لكن بعض المنتخبات أثبتت فى هذا التوقف أنها منتخبات تعتمد على نجم وحيد، يبنى عليه المدربون خطط اللعب، وحينما يغيب هذا النجم ترتبك الخطط تمامًا ويبحث الجميع عن النجم الأوحد. منتخب مصر الوطنى كان تأكيدًا لهذه القاعدة فى التوقف الدولى الأخير. الفراعنة خسروا أمام البرتغال بهدفين لهدف، فى مباراة شهدت تقدم منتخب مصر بهدف لنجم ليفربول محمد صلاح حتى الوقت بدل الضائع، حين انتفض منتخب البرتغال بطل أوروبا ليسجل هدفين عبر أفضل لاعب فى العالم كريستيانو رونالدو ويخطف الفوز من كتيبة الفراعنة. صلاح سجل هدف مصر فى المباراة، وظهر بصورة طيبة حتى خرج من الملعب قبل النهاية بعشر دقائق، ومع خروجه مالت الكفة لصالح المنتخب البرتغالى الذى حقق الفوز فى النهاية. وبقرار من المدير الفنى للفراعنة هكتور كوبر غاب صلاح عن مباراة مصر الودية الثانية أمام اليونان، ليخسر الفراعنة بهدف وحيد وبأداء متواضع جعل المنتخب عرضة لانتقاد الجميع، ويبدو أن منتخب مصر الذى عرفه البعض فى التصفيات بمنتخب «باصى لصلاح» بعدما سجل أفضل لاعبى إفريقيا خمسة أهداف من أصل ثمانية سجلها المنتخب فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم سيستمر طويلاً بهذا المسمى، بعدما بدا للجميع التأثير الذى يتركه هداف الدورى الإنجليزى الممتاز على الفريق، ويختفى تمامًا بغيابه. منافس مصر فى المباراة الأولى المنتخب البرتغالى لم يختلف كثيرًا، بطل أوروبا عانى طويلًا أمام الفراعنة حتى استيقظ كريستيانو رونالدو من سباته فى الوقت بدل الضائع ليمنح البرتغال الفوز على الفراعنة، لكن كريستيانو لم ينجح فى حماية منتخب بلاده من الخسارة أمام هولندا (التى لم تتأهل لكأس العالم من الأساس) فى المباراة الودية الثانية وبثلاثية دون رد. الدفاع الهولندى بقيادة لاعب ليفربول وزميل صلاح وأغلى مدافع فى العالم فيرجيل فان دايك فرض على كريستيانو رقابة لصيقة للغاية، ولم ينجح رونالدو فى تسديد ولو كرة واحدة على مرمى المنتخب الهولندى، لتفقد البرتغال بغياب رونالدو الإجبارى (رغم وجوده فى الملعب) كل قوتها وتخسر بنتيجة ثقيلة. أما المثال الأبرز فظهر فى المنتخب الأرجنتينى، الذى غاب عنه قائده ونجمه ليونيل ميسى بسبب الإصابة فى مباراتيه الوديتين أمام كل من إيطاليا وإسبانيا. وبرغم الفوز على إيطاليا بهدفين فى المباراة الأولى، إلا أن الفريق الأرجنتينى ظهر بصورة سيئة للغاية فى الودية الثانية أمام المنتخب الإسبانى ليخسر بنتيجة قاسية بلغت ستة أهداف مقابل هدف وحيد، ليخرج ميسى الذى تابع المباراة من المدرجات قبل نهايتها غاضبًا على الصورة التى ظهر بها منتخب بلاده فى غيابه، وليبقى منتخب التانجو هو منتخب يدور حول ميسى فقط.