مذكرة رسمية للرقابة المالية والإدارية تكشف وجود سرقة لمحتويات المتحف خاصة سن الفيل بالصدفة دون أى مقدمات اكتشف مسئولو المتحف الزراعى بالدقى التابع لوزارة الزراعة، سرقة قطع أثرية من المتحف، وتقدموا ببلاغ إلى قسم الدقى، عن سرقة 6 قطع أثرية من المتحف، أثناء عمليات الجرد السنوى، ليبدأ تحقيق الجهات المعنية بالتعاون مع لجنة من وزارة الآثار فى الواقعة. «الصباح» حصلت على مستندات تكشف الأزمة كاملة من البداية، وتورط عدد من المسئولين فى رفض جرد مقتنيات المتحف، وحسب مصادر فإن القطع تمت سرقتها عن طريق عاملين بالمتحف. البداية بوصول معلومات لهيئة الرقابة الإدارية بوجود عجز فى حرز عاج الفيل وموجودات المتحف، وتم تشكيل لجنة تختص بجرد مخازن المتحف الزراعى بما فيها من مضبوطات. فى 16 مارس الماضى، أرسلت الرقابة المالية والإدارية بوزارة الزراعة، مذكرة عاجلة إلى مدير المتحف الزراعى الحالى، طالبت فيها موافاتها بحصر وجرد موجودات المتحف، وكذلك حضر العاج الموجود به. وتم تشكيل لجنة لهذا الغرض ولكن لم تقم بدورها، طلبت الإدارة العامة للرقابة المالية، على إثر ذلك هذا الحصر لمتابعته وإجراء مطابقة بين المقيد بدفاتر مخازن المتحف وتم تشكيل لجنة أخرى تكون مهمتها جرد مخازن المتحف الزراعى بما فيها من مضبوطات، يشترك فيها عضو من قبل الإدارة العامة للرقابة المالية بالوزارة وطلبت الرقابة الإدارية مذكرة تفصيلية عن الموضوع. جاء رد مدير المتحف، عبارة عن محضر خاص بلجنة مشكلة لحصر العاج بالمتحف، حصلت «الصباح» على نسخة منه، حيث أفاد المحضر بأنه فى يوم الأربعاء الموافق 4 يناير 2017 اجتمعت اللجنة بتاريخ 1 يناير 2017 وأكدت اللجنة المشكلة أنه تم فتح حجرة السودان فى الساعة التاسعة صباحًا وتم غلقها تمام الساعة الحادية عشر صباحًا. كما حصلت «الصباح» على محضر تسليم وتسلم الخاص بمدير المتحف الحالى. استلم ممدوح مصطفى عبدالمجيد كل الأنواع الموجودة فى (غرفة السودان – غرفة الثعالب – غرفة المعمل) من العاج والمحنطات والتى تم تصنيفها وفحصها وحصرها ووزنها من قبل اللجنة المشكلة بالقرار الإدارى الصادر من الدكتور خالد عبد العزيز الحسنى رئيس قطاع الهيئات ومدير مكتب الوزير، ويتبين من تلك المستندات الرسمية، أن اللجنة المشكلة وفقًا للأمر الإدارى الصادر من رئيس قطاع الهيئات وشئون مكتب الوزير، لم تقم بأى عمل. وحسب مصادر رقابية بالوزارة، فإنه تم طلب جرد محتويات المتحف أكثر من مرة، إلا أن مدير المتحف والمسئولون عنه رفضوا القيام بالجرد، وأوضحت المصادر أن مدير المتحف الحالى ممدوح مصطفى رفض طلب الرقابة بالجرد بعد توليه منصب مدير المتحف، واكتفى بإرسال خطاب يؤكد فيه أنه تم عمل محضر تسليم واستلام مع مدير المتحف السابق، ولا توجد أى مشكلات فى مقتنيات المتحف. وحسب مصادر بالوزارة، فإنه على الرغم من إبلاغ البعض بوجود سرقات فى المتحف قبل تولى مدير المتحف الحالى الوزارة إلا أنه رفض الجرد واستلم بدون أى عمل جرد للمتحف، موضحًا أنه اكتفى بعمل محضر تسليم وتسلم مع مدير المتحف السابق. وقال مصدر مسئول، إن مدير المتحف هو السبب فى سرقة مقتنيات المتحف؛ لعدم حصر وجرد المتحف قبل الاستلام، مشيرًا إلى عدم وجود أى مستندات أو كشوفات لمقتنيات المتحف، وأن الكثير من مقتنيات المتحف غير مسجلة كأثر، متوقعًا غلق القضية الحالية بسبب عدم وجود مستندات وأدلة كافية. أفادت مصادر بالمتحف، بأن نيابة أسوان ضبطت كميات كبيرة من سن الفيل أو العاج، وهو لا يقدر بثمن. مشيرًا إلى أن سن الفيل المخزن فى أجولة تعرض للتسوس والسرقة على مدار السنوات الماضية، لعدم وجود حصر به. وأوضح المصدر المسئول، أن هناك فنيين بالمتحف قادرين على حصر كل مقتنيات المتحف، ولفت إلى أنه تم إهداء أحد الوزراء الأجانب تمثالًا من المتحف، وبالتحقيق فى القضية تم اكتشاف أن هذا التمثال صنعه أحد العاملين بالمتحف من الفنانين، وأن التمثال غير مدرج فى أثر بالمتحف، وبالتالى من الممكن التلاعب أيضًا حسب المصدر فى مقتنيات المتحف، وقال: «مجموعة حرامية اختلفوا مع بعض، وقام بعضهم بإبلاغ قسم الدقى لاختلافهم فى التقسيم». وحسب مصادر بوزارة الزراعة فإنه تم حبس مدير المتحف 4 أيام للتحقيق فى اختفاء قطع أثرية من المتحف، بالإضافة إلى عدد آخر من العاملين، والتحقيق مع آخرين من المتحف، وتفريغ الكاميرات. بينما قالت الدكتورة دينا ذو الفقار، العاملة فى حقوق الإنسان، إن هناك فوضى كبيرة فى ملف العاج وأنياب الخرتيت، وأوضحت أن الموضوع لا يقتصر فقط على العاج، ولكن أيضًا هناك قرون الخرتيت يتم سرقتها من مخازن حديقة الحيوان والمتحف الزراعى. أما الدكتور سيد خليفة، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى، بوزارة الزراعة، قال إن الجهات المعنية تتابع واقعة السرقة التى تعرض لها المتحف الزراعى، وأنه لا يستطيع التصريح بأى معلومات حول الواقعة. بينما قال الدكتور حامد عبد الدايم المتحدث الإعلامى لوزارة الزراعة، إن واقعة السرقة التى تمت على المتحف الزراعى المصرى بالدقى، نتج عنها سرقة 6 قطع من متحف الحضارة المصرية القديمة.