في وزارة الزراعة عشرات الأسئلة تتردد في أروقة الديوان العام، لكن بلا إجابة، فالمسئولون يرفعون شعار "لا أرى لا أسمع لا أتكلم"، لا سيما أنهم أبعد ما يكون عن الحسم، لا يفضلون اقتحام المشكلات في محاولة إيجاد حلول لها، خوفًا من أن ينالهم قسط من الاتهامات بالفساد، رغم أنه في المقابل يحاول وزير الزراعة الدكتور عصام فايد جاهدًا تحسين سمعة الوزارة التي عرف عنها أنها معقل الفساد الحكومي في مصر. استلام عهدة العاج ومن ضمن التساؤلات التي لا جواب عنها في وزارة الزراعة، الأمر الإدارى رقم 57 لسنة 2016 والصادر عن إدارة المتاحف والمعارض الزراعية والذي يوكل إلى أحد الموظفين، سالم سيد أمين، أمين المخازن بالإدارة، استلام عهدة العاج ومصادرة مضبوطات الجمارك والأحراز بالمتحف الزراعى، وهو الأمر الذي أثار الجدل داخل المتحف لعدم وجود مضبوطات داخل مخازن وتركزها في أحراز نيابة، وهو ما عاب الأمر الإدارى الصادر، وفقًا لمصادر بالمتحف الزراعى بالدقى. مصادر مطلعة بوزارة الزراعة أكدت أن أمين المخازن بالمتحف رفض أكثر من مرة استلام الأحراز، وأن "سالم" رد على الأمر الإدارى بأسباب دونها على أصل القرار، مطالبًا بإعفائه من الاستلام لما فيه من مساءلة قانونية، وتبعها رد بمذكرة من رئيس المخازن والمشتريات موجهة إلى الدكتور فكرى كمال، المشرف على المتحف، والتي جاء فيها أن المتحف الزراعى لا توجد فيه مضبوطات بل أحراز للنيابة العامة وموجودة في مبنى متحف المجموعات العلمية وأن ضمن المضبوطات عهدة للمهندس هانى رضوان، نائب المشرف العام على المعارض والمتاحف الزراعية سابقًا وفقًا للحصر الذي تم من لجنة متخصصة في وقت سابق. ولفتت المصادر إلى أن أحد أهداف القرار الذي يعرض العاج الموجود في مخازن المتحف للخطر منع هانى رضوان من دخول المتحف مرة أخرى وإبعاده عنه من الخلافات بينه وبين الدكتور فكرى كامل. تقارير منظمة "السايتس" فيما جاء في مسببات رفض سالم سيد، أمين المخزن لاستلام العاج اعتبار الأصناف الموجودة في المخازن مادة عضوية تحتاج لصيانة ومعالجة دورية بمواد معينة، وفقًا لتقارير منظمة "السايتس" حتى لا ينتشر فيها السوس والحشرات التي تعرضها للتلف والفناء، كما لا توجد لتلك الأصناف فواتير كبقية أصناف المخازن، إلى جانب عدم مطابقة الوصف القانونى أمين مخزن عليه شخصيًا كونه استلم المخزن مؤقتًا وكان معينًا على درجة باحث ثالث. وأكدت المصادر ذاتها أن كميات العاج الموجودة بمخازن المتحف الزراعى تجاوزت ال3 أطنان لم تجرد ولم تثبت بعد في محاضر للجان الجرد، وهو ما يعرضها للخطر في حالة اختفاء أي قطعة منها دون التمكن من إثباتها في تلك الحالة، إلى جانب إمكانية تعرض تلك الكميات للتلف لتخزينها الخاطئ وعدم معالجتها بشكل صحيح وإمكانية تلفها وهو ما يعد تبديدًا للأحراز والعهد. تلف الكميات المخزنة على الجانب الآخر، أكدت مصادر مسئولة بوزارة الزراعة أن غرف المخازن ظلت مغلقة لمدة عشر سنوات ومتراكم بها العاج دون معالجة أو صيانة، خاصة أن المخازن كان بها حيوانات محنطة من أحراز النيابة العامة أيضًا، وتم استبعادها في عملية الجرد الأولى التي تمت بداية العام الجاري، بعد أن لوحظ تعفنها ووجود حشرات بها كادت أن تعرض كميات العاج الموجودة لأكثر من عشر سنوات للتلف وأدت إلى سوء حالتها. المصادر ذاتها كشفت أيضًا أن الكميات التي تم تحريزها خلال فترات قريبة ما زالت لم تجرد بعد، وتنتظر أعمال لجنة جديدة في وقت قريب إلى جانب مخاطبة النيابة العامة لفك الحرز حتى يتمكن المتحف من جردها وتضمينها في عهدته.
