فى الآونة الأخيرة، خرجت بعض الأصوات فى الخارج تفتح الملفات المغلقة لشخصية الراحل أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رجل المخابرات المصرية فى حرب أكتوبر 1973، تتهمه بأنه عميل مزدوج بين الجانبين، المصرى والصهيونى، خصوصًا بعد صدور كتاب الملاك الجاسوس المصرى الذى أنقذ إسرائيل. وبدأت الاتهامات تشير إلى أن التجهيزات التى أعلنت عنها الشركة الإسرائيلية، نهاية يونيو الماضى، بتصوير فيلم «الملاك» فى لندن، والذى يروى قصة حياة أشرف مروان، رجل الأعمال المصرى، وصهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومدير مكتب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وفقًا لما نشرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، بالزاوية التى تراها المخابرات الإسرائيلية. قصة الفيلم مأخوذة من كتاب «الملاك: أشرف مروان والموساد وحرب أكتوبر» من تأليف أورى بار يوسف، ضابط جهاز المخابرات العسكرية فى الجيش الإسرائيلى، والذى عمل تحديدًا كمحلل استخبارات بوحدة الأبحاث بالجهاز، وتدعى إسرائيل فى الفيلم الجديد أن مروان كان عميلًا لصالح الموساد الإسرائيلى وأنه سرب معلومات حول نية مصر الهجوم على إسرائيل خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973. فى السياق ذاته، اتجهت صحف عالمية مثل الجارديان وهاآرتس دخلت على خط الصراع حول حقيقة العمالة المزدوجة لأشرف مروان رغم مرور أكثر من عشر سنوات على وفاته. «الصباح» فى هذا التقرير حاولت البحث عن حقيقة الأمر، وتحدثت لأسرة أشرف مروان وتوصلت لأحد أهم أفراد عائلة أشرف مروان للكشف عن أسرار جديدة فى حياة الرجل الذى حير العالم. كانت بداية الأمر مع منى جمال عبدالناصر، زوجة مروان، للاتفاق حول تنسيق ندوة لتفنيد كل ما قيل عن أشرف مروان مؤخرًا وعن اتهامه بالعمالة لصالح إسرائيل، بجانب مصر، إلا أنها طلبت مهلة للتفكير، مؤكدة أن هذا الموضوع محسوم منذ زمن ولا داع لفتحه من جديد. منى أوضحت ل«الصباح» أن أبلغ رد على تلك الاتهامات هو تكريم زوجها من رئيسين سابقين لمصر وهما أنور السادات، وحسنى مبارك، فالأخير قال عنه إنه كان «وطنيًا مخلصًا» و«قام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها، ولكنه كان بالفعل مصريًا وطنيًا ولم يكن جاسوسًا على الإطلاق لأى جهة». ونوهت إلى أن مبارك رد على ما نشر عن الراحل أشرف مروان وإبلاغه إسرائيل بموعد حرب أكتوبر 1973 بأنه لا أساس له من الصحة، وشدّد على أنه لم يكن هناك أحد يعلم ساعة الصفر فى الحرب سوى الرئيس السادات وبعض القادة العسكريين. وأشارت إلى أن مبارك قال عنه أيضًا إنه «لا أشك إطلاقًا فى وطنية أشرف مروان وكنت أعلم بتفاصيل ما يقوم به لخدمة وطنه أولاً بأول». وأضافت منى عبدالناصر أن الرئيس الراحل أنور السادات، كرم زوجها أشرف مروان، ومنحه أكبر وسام عسكرى مصرى ل«دوره فى حرب أكتوبر»، متسائلة «كيف يتهمونه بتلك التهم وهو خلال جنازته الرسمية شيعوه ملفوفًا بالعلم المصرى كالأبطال والشهداء». وحول ما نشر بالصحف الأجنبية والإسرائيلية، قالت منى عبدالناصر، إنها لن تسمح للصحف الإسرائيلية والأجنبية بفبركة تاريخ زوجها، ولن تستمع لهم، لأن الموضوع محسوم – حسب قولها. وطالبت الإعلام بالبحث عن الحقائق وإظهارها وعدم ترك تلك الأكاذيب وتروج لأهداف محددة.