تقدم برامج مستحيلة لزيادة الطول وتقليل الوزن فى 15 يومًا الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية والشرطة، حلم 90 فى المائة من طلاب الثانوية العامة، فما أن تنتهى الامتحانات وقبل أن تظهر النتيجة يبادر كل طالب بالالتحاق بمركز من مراكز التأهيل للالتحاق بالكليات العسكرية، والتى تنتشر إعلاناتها فى المواصلات العامة، ويقدم كل مركز نفسه بأنه صاحب الفضل فى تأهيل 99 فى المائة من الطلاب، لإضفاء نوع من أنواع الترغيب للالتحاق به، رغم أنها لا تختلف عن غيرها، فالتدريبات بشكل واحد، كذلك المدربون، وهو الأمر الذى دفع نقابة المهن الرياضية فى وقت سابق إلى إصدار بيان بالمراكز المرخصة والمعتمدة، والتحذير من التعامل مع مراكز أخرى غير مرخصة وتعمل بالمخالفة للقانون. محمود أحمد طالب بالفرقة الثانية حقوق القاهرة، كان واحدًا ممن حلموا بالانضمام إلى العسكرية المصرية، بعد أن حصل على مجموع 80 فى المائة بالثانوية العامة، لكنه لم يتمكن من تحقيق حلمه حيث يعانى من تقوس بقدميه، وهو الأمر الذى سيؤدى بنهاية المطاف إلى عدم اجتيازه الكشف الطبى، إلا أن مركز «العالمى» للتأهيل للكليات العسكرية، أوهم الطالب وقتها بأن لديه فريقًا طبيًا متكاملًا يتعامل مع مثل هذه الحالات وفريق من المدربين سيخضعه لتدريبات رياضية لتجاوز المشكلة. محمود روى ل«الصباح»، عملية النصب التى تعرض لها، قائلًا، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قرأت إعلانًا لأحد مراكز التأهيل ويسمى «العالمى» يؤهل الطالب بدنيًا وعقليًا وطبيًا للكليات العسكرية، ولم أتردد لحظة للاتصال برقم الهاتف المدون بالإعلان، وتم تحديد موعد لمقابلة بالمركز الواقع فى منطقة عين شمس، وبالفعل ذهبت إلى هناك فوجدتها أرض فضاء بها حمام سباحة و«تراك رياضى» وبعض المنصات الرياضية للتدريب على «العقلة والضغط» وألعاب القوى التى نخضع لها خلال الاختبار الرياضى، كما لاحظت عددًا كبيرًا من الطلبة يقومون ببعض التمارين الرياضية، ودفعت المصروفات التى طلبها المركز وهى 2000 جنيه شاملة كل الاختبارات، وتم توقيع الكشف الطبى كمرحلة أولى وتم اكتشاف تقوص فى القدمين ورغم ذلك تم إيهامى بأن فترة التدريب ستزيل هذه العقبة، وهو ما لم يحدث ولم أوفق فى الكشف الطبى لذات المشكلة، وحينما عدت إلى المركز أطالب ببقية المبلغ الذى سددته على سبيل التأهيل لمدة شهرين لم أحصل على «مليم واحد» فحررت محضرًا فى قسم الشرطة ضد المركز. لم يكن محمود الحالة الوحيدة التى تواصلت معها «الصباح»، بعد أن تم رصد 10 حالات أخرى تعرضت للنصب من قبل المراكز غير المُرخصة. إبراهيم المتولى، طالب بالفرقة الأولى تجارة عين شمس، خاض تجربة التأهيل للكليات العسكرية، من خلال واحدة من المراكز التى نشرت إعلانات على جدران المدارس بالمطرية، على الفور التقط رقم الهاتف، وتواصل مع القائمين على إدارة المركز، وبعد أن سدد المصروفات المقررة، تم توقيع الكشف الطبى عليه. المتولى قال، تم إجبارى على تسديد مصاريف إضافية مقابل الملابس الرياضية وملابس السباحة، ورغم أن برنامج التأهيل تضمن محاكاة واقعية للاختبارات وتوقيع الكشف الطبى، وملأ الملف، وهو ما لم يتم، حيث اكتفى المركز ببعض التمارين الرياضية كالجرى والسباحة، ولم يستكمل باقى البرنامج وهو ما يعتبر نصبًا، خاصة أن جميع المتقدمين سددوا مبالغ إضافية مقابل كل مرحلة من مراحل التأهيل. مراكز بير سلم الكابتن عماد وهدان، مدرب بأحد مراكز التأهيل المعتمدة من نقابة المهن الرياضية، قال ل«الصباح»: انتشرت هذه المراكز فى الأقاليم بعيدًا عن عيون نقابة المهن الرياضية وقدمت برامج للطلبة لزيادة الطول وتقليل الوزن فى أقل من شهر، وهو نصب ولا يمكن لعاقل أن يستوعب هذا الكلام، فهناك رغبة للثراء السريع من قبل بعض الأشخاص فيكون الطريق هو لصق بعض الدعاية على جدران المدارس والمترو، وتأجير شقة بإحدى المناطق الراقية لاستقبال المتقدمين بغرض التأهيل والاستعانة ببعض خريجى كليات التربية الرياضية والتعاقد معهم بنظام الموسم، حيث إن مثل هذه المراكز تعمل خلال موسم الصيف فقط، ويتم تأجير أحد الملاعب المملوكة للمحليات، ويفضل أن يكون بها حمام سباحة. وتابع وهدان، هناك دعاية كاذبة يتم الترويج لها وهى علاج التشوهات الخلقية كالتصاق الفخذين والتواء الصاقين، وإذا كانت من الدرجة الأولى فيمكن علاجها لكن إذا كانت من الدرجة الثانية والثالثة فمستحيل علاجها وعليه فإن الترويج لحل مثل هذه المشاكل هو نصب من الدرجة الأولى ولابد من وجود رقابة حتى لا يقع أبناؤنا ضحية لعمليات النصب تلك. واستطرد وهدان، هناك دور غائب لنقابة المهن الرياضية التى ينبغى عليها محاربة هذه المراكز والحد من انتشارها، بعد أن أصبحت تستعين بمسجلين خطر وبلطجية لاستقطاب الطلاب أثناء حصولهم على ملفات التقديم بالكليات العسكرية. المراكز المعتمدة فى سياق متصل، أكد مصدر مطلع بنقابة المهن الرياضية، أن عدد المراكز المعتمدة لدى النقابة محدود، وهم: أكاديمية الرواد، أكاديمية الروبى، المركز الرياضى الدولى، المركز الأوليمبى الرياضى، أكاديمية الديب. وتابع المصدر، هناك إجراءات يتم اتخاذها بشكل دورى للحد من انتشار هذه المراكز غير المعترف بها. من جانبه أكد اللواء محمود زاهر الخبير العسكرى، أن القوات المسلحة ليس لهم دور رقابى على تلك المراكز فهى مهمة منوطة بقوات الشرطة والأجهزة المدنية ونقابة المهن الرياضية، وجميع الشعارات التى ترفعها تلك المراكز ما هى إلا وسيلة للنصب على الطلبة، فكيف يعقل أن يتم تأهيل طالب بدنيًا رغم إصابته بالتواء فى القدم أو فلات فوت. وتابع زاهر، الكلية الحربية لديها حاجز علمى وبدنى وجميع الطلاب عليهم اختراق هذا الحاجز من خلال اجتياز الاختبارات وأن يكونوا جديرين بالانضمام للجيش، وحينما تكتمل المنظومة البدنية والنفسية والعقلية والعلمية لدى الطالب يكون وقتها مؤهلًا لدخول الكلية العسكرية.