أثار إصدار الأنبا «بفنوتيوس»، مطران أسيوط، كتابه «المرأة فى المسيحية.. قضايا مثيرة للجدل»، أزمة داخل المجتمع الكنسى، معتبرين ما جاء فيه يتصادم مع فكر وإيمان وتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، خاصة أن «بفنوتيوس» معروف بكتابته فى القضايا الخلافية داخل الكنيسة، ويلقبه البعض ب«المطران الثائر» نظرًا لآرائه الإصلاحية. الكتاب الذى جاء فى 151 صفحة، ومن إصدار مطرانية سمالوط، أثار جدلًا كبيرًا باعتباره يمثل باب عودة «بفنوتيوس» للكتابة، ورغم اشتماله على نقاط اتفاق مع أفكار الكنيسة، ومنها تحريم الإجهاض، وتجريم ختان الإناث، إلا أنه شكك فى «الدسقولية»، والتى تعنى «قوانين الرسل». وتطرق مطران أسيوط فى كتابه إلى مجموعة من القضايا الشائكة، المتوقع أن تتسبب فى موجة من التراشقات مع التيار المحافظ، ومنها منع تناول المرأة، وموضوع الأربعين والثمانين يومًا، والتشكيك فى الخطية الأصلية ووراثتها، بجانب الحديث عن معمودية الأطفال، وتبريره إباحة العلاقة الزوجية مع التناول. من جهته، أيد كمال زاخر، المفكر القبطى، ما جاء فى طرح «بفنوتيوس» عن «تناول المرأة»، موضحًا: «فكرة أن المرأة بها نقص عن الرجل تعبر عن خلل فى المفهوم المسيحى لدى التيار المحافظ، الذى يمنع المرأة من التناول لأسباب معينة، فالمسيح جاء بمفهوم الخلاص للإنسان دون التمييز بين رجل وامرأة». وأكد أن القضية ليست سوى جزء من الصراع المكتوب بين جناحى الكنيسة، وهى محاولة لنقل الصراعات عبر أفكار مختلفة، مشيرًا إلى أن الأنبا «بفنوتيوس»، والراهب يوئيل المقارى، وغيرهما من الشباب المثقف داخل الكنيسة نتاج طبيعى لثورة الراهب «متى المسكين»، وهى قراءة جديدة فى القضايا الخلافية. إلا أن مينا أسعد كامل، المتحدث الرسمى باسم «رابطة حماة الإيمان» عارض تلك الأطروحات، وقال: «الأنبا بفنوتيوس يحاول التشكيك فى (الدسقولية) مجملًا فى 10 نقاط على غرار (يظن بعض العلماء، بحسب ما يظن، تنسب إلىّ)، ولم يشر إلى من هم العلماء، ولا إلى الرأى الآخر، ولم يضع حتى مرجعًا يمكن الرجوع إليه، وهى بالتأكيد خطأ أكاديمى غير مقصود منه»، منتقدًا تبريره إباحة العلاقة الزوجية مع التناول. ويعد «بفنوتيوس» أول «مطران» رسمه البابا تواضروس الثانى، وكان مرشحًا لكرسى «البطريرك» عام 2012، إلا أنه تمت الإطاحة به حينها خوفًا من «تغييره فى تعاليم الكنيسة»، حسبما قال حينها، وكثيرًا ما قاد حروبًا فكرية تسببت له فى عداوات، أبرزها خلافه الشهير مع الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس السابق. وكان كتابه «حتمية النهوض بالعمل الكنسى»، الذى دعا فيه لجعل منصب سكرتير المجمع المقدس 3 سنوات فقط، سببًا فى إقصائه، حيث أشار فيه إلى ضرورة تقليص صلاحيات الأنبا بيشوى، قاضى المحاكمات الكنسية، وإلى إرساء قواعد جديدة لمحاكمة القساوسة، واستحداث عقوبات جديدة نظرًا لتزايد عقوبة «الشلح» بشكل ملحوظ. وطالب أيضًا بتغيير «لائحة 1957» الخاصة باختيار البابا، معتبرًا قوانين الكنيسة قديمة تجاوزها الزمن، ودعا لأن يكون الانتخاب عبر صناديق فى جميع الكنائس، حتى لا يحدث تزوير فى اختيار البابا، معتبرًا «القرعة الهيكلية» إجراء مُختلَق ولا أساس له لاهوتيًا، ولا يوجد نص قانونى كنسى يُبرر إجراءه، فضلًا عن مطالبته البابا شنودة بإلغاء موائد الرحمن التى اعتبرها «نفاقًا». ومن أهم مؤلفاته: «حتمية النهوض بالعمل الكنسى، ومقومات الأسقف وركائزه، وهل الأسقف رئيس أعمال الكهنوت أم رئيس سر الكهنوت، وحرية، والتزام كنسى، والكتابة مسيحيًا فى نقاوة ووقار».