خاضت الكنيسة الأرثوذكسية خلال الفترة الماضية معارك ضارية ضد العديد من الكتب والمؤلفين بدعوي أن مؤلفاتهم تخالف التعاليم المسيحية من ناحية وتهاجم وتحرض الأقباط علي رأس الكنيسة والسلطان الكهنوتي من ناحية أخري.. وفي هذا الإطار تحركت الكنيسة كعادتها فى اتجاهين، الأول يتمثل في التحذير من تلك الكتب ومنع تداولها فى الكنائس والمكتبات التابعة للكنيسة، والثاني هو الرد على ما أتى بها من أخطاء. ويستعرض "الموجز" في هذه السطور أبرز الكتب التي أثارت جدلاً في الشارع القبطي خلال السنوات الماضية. المرأة في المسيحية.. قضايا مثيرة للجدل هو أحدث الإصدارات المسيحية التي أثارت جدلاً داخل الكنيسة وهو من تأليف الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط للأقباط الأرثوذكس والمرشح البابوى السابق، حيث أثار هذا الكتاب أزمة كبيرة عقب طرحه في الأسواق بين مؤيدين ومعارضين له. ويتناول الكتاب بعض القضايا التي فجرّت غضب كثير من القساوسة، الذين طالبوا بالتحقيق مع مطران سمالوط واتهامه بمخالفة التعاليم الكنسية فى القضايا التى ناقشها في الفصل الثاني من كتابه ومنها تناول المرأة أثناء الدورة الشهرية حيث أباح الأنبا بفنوتيوس ذلك، في حين أن تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية تمنع تناولها لعدم طهارتها وقد دافع المطران عن رأيه قائلا "الدورة الشهرية عملية فسيولوجية طبيعية خلقها الله مثل باقى إفرازات الجسم ومنها العرق أو اللعاب أو الدموع"، وتابع "النظافة الجسدية الخارجية لا تعنى أحداً، بل ما يعنيهم هو النقاوة القلبية، وهو ما أكد عليه المسيح". وأوضح مطران سمالوط أن الكتاب يضم عدداً من الأفكار المنقولة عن آباء الكنيسة حول مكانة المرأة المتميزة فى المسيحية. ومن أهم محتويات الكتاب الفصل الأولي الذي يتناول العلاقات الزوجية والتناول والصوم ويقسم الفصل إلي أجزاء الأول تحت اسم "لاهوت الأسرار"، والثاني يتناول العلاقات الزوجية و القوانين الكنسية وأقوال الآباء، أما الفصل الثالث من الكتاب فجمع فيه مجموعة من الآراء التي تمنع المرأة من دخول الكنيسة أثناء فترة الحيض. وقد أصدر المجمع المقدس بياناً أكد فيه أن الكنيسة لا توافق علي ما جاء في الكتاب، وأن الحديث عن تناول المرأة الحائض ما هو إلا اجتهاد شخصي من مطران سمالوط. كما أصدر الأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس بياناً هاجم فيه مطران سمالوط موضحاً موقف الكنيسة الأرثوذكسية مما جاء بالكتاب، وقد أصدر أسقف مغاغة ورئيس رابطة الكلية الإكليريكية دراسة تنفي كل ما جاء في الكتاب. وفي أول تعليق من البابا علي إباحة تناول المرأة الحائض أكد علي رفضه استخدام لفظ "بدعة" على تعليم أو أراء أي شخص دون صدورها من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موضحاً خلال لقائه مع مسئولي لجان الرعاية الاجتماعية بالإيبارشيات منتصف الأسبوع الماضي أنه يجب أن يكون التعليم في الكنيسة مٌعاشاً ومتطوراً ومتجدداً، وقال "لا يصح أن نقول على أحد أنه يقول بدعة ما لم يصدر المجمع قرارًا بهذا". التفسير التطبيقي للكتاب المقدس كتاب قام بإعداده فريق من الرعاة والمعلمين من مختلف الطوائف المسيحية حاولوا أن يقدموا كل ما يساعد على فهم الظروف العامة التى كتبت فى إطارها كل فقرة بالكتاب المقدس واكتشاف العلاقات بين النصوص المتفرقة. من الملامح المميزة للكتاب وجود ترتيب زمنى للأحداث الكتابية وتحديد أفكار أساسية للآيات إضافة إلى تضمنه خرائط توضيحية. وجاء اجتماع المجمع المقدس في جلسة 29 مايو 1999 ليقدم تحذيرًا من تداول الكتاب ويعلن فى مجلة "الكرازة" الناطقة الرسمية باسم الكنيسة هذا القرار فى صفحتها الأولى مقدمة لعناوين بالأخطاء الموجودة فيه، ويخرج الأنبا إبرام أسقف الفيوم بشرح الأسباب الخاصة بمنع هذا الكتاب فى كتيب أسماه "الملاحظات العقائدية واللاهوتية على كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس" قال فى مقدمته إن كتاب التفسير التطبيقى إصدار دار الكتاب اللبنانى وجدنا فيه تفسيرًا فى طابعه إيمان الكنيسة البروتستانتية، ولم يراع التفسير الأرثوذكسي، ونصح الأنبا إبرام أى قارئ للكتاب بضرورة وجود مرشد له أثناء القراءة. "العدالة الإلهية.. حياة لا موت.. مغفرة لا عقوبة" فى جلسة 29 مايو1999 للمجمع المقدس للكنيسة القبطية قدم المجمع تحذيرًا من تداول كتب الدكتور هانى مينا ميخائيل القاطن بإنجلترا وقتها لأن أعضائه وجدوا فيها مخالفات للتعليم الكنسي الأرثوذكسي، وقبل هذا التحذير ببضعة سنوات، وتحديدًا في عام 1996 صدر كتاب للمؤلف المذكور بعنوان "العدالة الإلهية.. حياة لا موت.. مغفرة لا عقوبة" وقدم الكتاب الأنبا أثناسيوس الراحل مطران بنى سويف. واستثمر البعض هذا التقديم ليروج للكتاب المخالف إلا أن الواقع أن المطران حذر ضمنيا من تعاليم مخالفة وجدها بالكتاب فى تقديمه، قائلًا "إن تعاليمه هى فكر مخالف للأرثوذكسية وأننا لا نرفض كل ما يخالفنا فى الرأى بل نقبل الآراء المختلفة". ورأى المطران أيضا فى الكتاب نغمة قاسية على تعاليم معلمي الكنيسة مثل" أغسطينس" و"أنسلم"، قائلًا "إنه رغم قراءته وتقديمه للكتاب إلا أنه شخصيًا متفق مع النظرة القبطية والشرقية ليس عن تعصب ولكن عن اقتناع". ولفت المطران القارئ إلى بعض التعليقات التى وضعها بهوامش الكتاب تصحيحًا لبعض الأفكار أو عرضًا مختصرًا لفكر آخر غير الموجود بالكتاب. وفي 23 سبتمبر 2010 عقدت اللجنة المجمعية لشئون الإيمان والتشريع بالكنيسة الأرثوذكسية اجتماعاً قررت فيه عدم الترويج لهذا الكتاب نهائيًا ومنع تداوله رسميًا فى الكنائس القبطية ووجهت النظر لمحاضرات وكتابات البابا شنودة التى فند فيها أخطاء هذا الكتاب تحديدًا وما سبقه للدكتور هانى مينا ميخائيل. "كنت أرثوذكسيا والآن أبصر" هو أحد مؤلفات حنين عبد المسيح اسم الذي يصف نفسه كشماس سابق فى الكنيسة الأرثوذكسية، ويتداول عنه أنه كان يحلم أن يكون (كاهناً أرثوذكسياً)، وأوقف له البعض مسيرة هذا الحلم فتحول من شماس إلى عدو للكنيسة. ويتناول "حنين" في هذا الكتاب قصة حياته فيقول عن نفسه أنه ولد في عائله أرثوذكسية وأنه نشأ منذ نعومة أظافره في كنيسة مار جرجس بخماروية شبرا مصر وأنه مارس طقوس العقيدة وحفظ ألحانها وتعلم لغتها القبطية وانه قرأ الكثير من تعاليمها وتاريخها وكتابات أبائها حتي صار شماساً ثم واعظا للقُداسات. ويضيف انه بعد ذلك خرج من الكنيسة ومعه زوجته وأبنائه وآخرون من أتباعه منذ أكثر من 12عاماً وذلك حينما أعلن يوم اليوبيل الفضي لجلوس البابا شنودة أن المسيح هو فقط رئيس كهنة الكنيسة وملكها الحقيقي الذي يحق له العبادة والسجود دون سواه سواء كان ذلك من الاكليروس أو القديسين . ويقول حنين في تلك النقطة "إن الكنيسة رفضت شهادتي وخرجت علي إثر ذلك من الكنيسة التي لم تقبل أن تعبد المسيح وعبدت الاكليروس والقديسين لذلك فالسبب الرئيس لخروجي أنا ومن كان معي من الكنيسة هو ممارستها لمظاهر العبادة والسجود والتمجيد لغير المسيح والتي تفشت مثل السرطان وتمثلت في العبادة والسجود والتبخير للعديد من الأصنام وعلي رأسها الصليب والقديسين والملائكة والصور التي بالكنائس والاكليروس والخبز والخمر". وأضاف حنين في كتابه إن المتأمل في عقيدة وممارسات الكنيسة الأرثوذكسية في ضوء الكتاب المقدس سيجد الكثير من مظاهر عبادة الأصنام وان تلك المظاهر تسربت من العصور الفرعونية وعبر السنين إلي الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حتي أصبح مثل السرطان الذي تفشي في جسد المريض- علي حد وصفه- . وبناء على تلك الأطروحات قرر المجمع المقدس في جلسته بتاريخ 6 يونيه 2009 تحريم تداول كتابه "كنت أرثوذكسيا والآن أبصر" وتلاها بعض إصداراته المهاجم فيها للعقيدة الأرثوذكسية مدافعًا بوضوح عن هراطقة قدامى مثل "نسطور" ومهاجماً لقديسين من آباء الكنيسة مثل "القديس كيرلس عمود الدين"، خفت نجم حنين عبد المسيح بعد تهاويه فى أكثر من مناظرة معلنة، وصدور عدد لا بأس به من المؤلفات للأكليروس والعلمانيين ترد على ما أتى فى كتبه من خرافات. "رسالة إلي البابا" الكتاب يندرج تحت أدب النقد الكنسي للكاتب ورسام الكاريكاتير عادل جرجس، حيث يرصد المؤلف في الكتاب أهم المشكلات داخل الكنيسة ويعرض حلولاً لها في شكل رسالة يرسلها إلى البابا تواضروس والكتاب في معظم أجزاءه صادما حيث يكشف المؤلف النقاب عن المشكلات الخفية داخل الكنيسة مثل علاقة الكنيسة مع الطوائف الأخرى وممارسة الكنيسة للسياسة من الباطن وغضب بعض طوائف الشعب القبطى من ممارسات بعض الكهنة والأساقفة ثم يتطرق إلى وضع حلول تتمثل في أعادة هيكلة المنظومة الكنسية الإدارية وتجديد الخطاب الديني الكنسي. وأوضح مؤلف الكتاب أن الهدف من هذه الرسائل هو قيام حركة الإصلاح داخل الكنيسة حيث قال في أحدي تصريحاته "رسائلي أرسلها بكل حب ووقار دون تملق للبابا ولا ابتغى من ورائها سوى قيام حركة حقيقية للإصلاح داخل الكنيسة وهى الدعوة التي أطلقها ويتبناها ولكن يبدو أن صراعات البابا الخارجية والداخلية جعلته يتراجع عن تلك الدعوة". وقد أثار هذا الكتاب أزمة داخل الكنيسة القبطية بين مؤيدي الإصلاح الكنسى وبين الحرس القديم بالكاتدرائية من أساقفة وكهنة يرفضون التغيير والتطوير، مما دفع البعض منهم للتدخل لوقف الطبعة الثانية من الكتاب بعد أن نفذت الطبعة الأولي بعد أسبوع من طرحها في الأسواق. وأكد مصدر كنسي أن البابا قرأ الكتاب ولا يوجد لديه أي اعتراض علي ما جاء به ولكن اعتراضه الوحيد علي تناول مثل هذه القضايا بشكل غير لائق، موضحاً أن البابا كان ينتظر أن يأتي له مؤلف الكتاب ويتناقش مع في كل هذه القضايا. "هل هذه بدع؟ وهل هى حديثة؟" جورج حبيب بباوي طريد الكنيسة فى كل العصور. هكذا وصفه أحد الكتاب، ففى خضم المعارك الفكرية الدائرة حول العديد من الكتب والمؤلفين لم يوجد من هو أكثر شراسة منه، وربما تكون مؤلفاته بأكملها مرفوضة ومحرم تداولها داخل الكنيسة، وتعتبر مادة خصبة لكل من يريد دراسة الأخطاء اللاهوتية. وقد قام عدد كبير من علماء اللاهوت المعاصرون بالرد عليه وكشف أخطائه فى مؤلفات ومقالات عدة، والغريب أنه علي الرغم من الصفعات العلمية التى قضت على أفكار بباوى الباطلة إلا أنه لا يزال يكتب ويؤلف ويبتلى على العقيدة المسيحية بما هو خارج عنها- علي حد وصف البعض له. فى جلسة 26 مايو2007 حرّم المجمع تعليم ومؤلفات "بباوي" بل وطرده من الكنيسة، وبعدها أصدرت لجنة الإيمان والتشريع قرارًا شبيهًا، ومنذ عام تقريباً تم التأكيد مجمعياً على منع كتبه للمرة الثالثة تقريبا، ومن مؤلفاته "أقنومية الروح القدس بين الإنكار وفساد الاستدلال"، و"رسائل أبونا فليمون المقارى"، و"وراثة الخطية أم سيادة الموت"، و"الخليقة الجديدة فى المسيح يسوع" وغيرها. وقد حوت أخطاء "بباوي" حسب قرار المجمع المقدس عددًا ضخمًا يصعب ذكره فى موضع واحد منها على سبيل المثال مهاجمة السلطان الكهنوتى وسلطان التعليم فى الكنيسة ورفض كل معتقدات الكنيسة الأرثوذكسية بصفة عامة مدعيًا أن التعليم حاليًا بالكنيسة هو تعليم غير مسيحى، إضافة إلى مهاجمة مدارس الأحد مع الإدعاء بأنها تعلم الأطفال تعليم غير مسيحى أيضاً، وكذلك عدم الاعتراف بالصوم والتحريض على عدم الالتزام بالصوم الذى وضعته الكنيسة. حاول جورج بباوى الرد على ما أسماه ظلمًا وإبراز فكره، فأصدر مؤلفات للرد على البابا شنودة، بعنوان "هل هذه بدع؟ وهل هى حديثة؟" وتبنى في الثلث الأول من الكتاب مدرسة جديدة فى الهجوم حتى أن بعضهم وصفه على سبيل الدعابة الثقيلة غير المقبولة "أستاذ اللاهوت الردحى". وفي جلسة 22 مايو2010 تم منع كتاب "أقوال مضيئة لآباء الكنيسة"، الكتاب بدون اسم مؤلف واضح منسوب إلى "آباء الكنيسة"، ولكن يتداول فى الأروقة أنه أحد مؤلفات جورج حبيب بباوى، وتم حظر هذا الكتاب بجلسة المجمع بناء على توصية لجنة الإيمان والتشريع التى أكدت وجود انحراف فى الترجمة عمدًا من اليونانية إلى العربية فى أغلب اقتباساته، وهناك وثيقة نادرة بخط يد نيافة العلامة الأنبا بيشوى مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس وقتها يصحح فيها فى هامش الكتاب ترجمة حرفت عمدًا فيقول الكتاب ص 92 "لما اتحد أقنوميا بالبشرية" بينما الترجمة الصحيحة بعد مراجعة الأنبا بيشوى كانت "لما وحد الإنسان بنفسه أقنوميا"، ربما اللفظ والفارق ثقيل على أذان الكثيرين ناهيك عن الفارق اللاهوتى بينهما والانحراف الشديد فى المعنى ولذلك يري البعض أن الترجمة المحرفة كارثة لاهوتية بكل المقاييس! الغريب فى الأمر أن هذا الكتاب ظل متداولاً فترة بمباركة دير أبو مقار الذى منه الأب متى المسكين، وتواجد لفترة طويلة بمكتبة دار مجلة مرقص للنشر التابعة للدير والمشرف عليها باسيليوس المقارى متحديًا قرار المجمع المقدس. "الرهبنة في الميزان" يعد القس إبراهيم عبد السيد من أشهر الكُتاب الذين مُنعت كتبهم من التداول داخل الكنيسة وحظر عرضها في معرض الكتاب القبطي، ووصل الأمر إلى إصدار قرار من البابا الراحل شنودة الثالث، بعدم الصلاة على جثمانه. كانت البداية بمحاولة تكفيره والتشكيك في إيمانه ، بسبب دعوة أطلقها في مقال له نُشر بجريدة "الأخبار" ، بتاريخ 5/3/1999، يحمل عنواناً "لا للتبني الوثني، نعم للتكافل الإسلامي"، وتسبب هذا المقال بهجوم حاد من الكنيسة عليه. وقد زاد الخلاف بينه وبين البابا شنودة الراحل عام 1992، بسبب العديد من مؤلفاته ومنها "البدع والهرطقات خلال عشرين عاماً"، و"المحاكمات الكنسية"، و"أموال الكنيسة من أين؟ وإلى أين؟"، و"المعارضة من أجل الإصلاح الكنسى"، و"البطريرك المقبل ممن يُختار؟ ومن الذى يختاره؟ وكيف؟"، و"متى يعود الحب المفقود فى الكنيسة القبطية؟"، و"أموال الكنيسة من يدفع؟ ومن يقبض؟"، و"الإصلاح الكنسى عبر العصور"، و"الإرهاب الكنسى"، و"الخطبة والزواج عند المسيحيين رؤية واقعية". ومن أبرز الكتب التي أثارت غضب البابا كتاب "الرهبنة في الميزان" حيث أكد فيه أن الرهبنة بدعة وصناعة بشريه، ولا يوجد نص في الانجيل يدعوا الي الانعزال وترك الدنيا، وأيضا كتاب "المحاكمات الكنسية" والذي تناول فيه المحاكمات الكنسية التى تتم ضد كل من يختلف مع البابا، بلا سند قانوني أو لوائحي. وتم إيقاف "عبدالسيد" عن الخدمة حيث كان راعي لكنيسة المعادي، إلا أنه لم يُشلح، وذلك لعدم وجود اتهامات محدّدة يمكن توجيهها إليه، لكن بعد وفاته عام 1999، اتخذ البابا قراراً بمنع الصلاة عليه فى أىٍّ من الكنائس التابعة للبطريركية، وأغلقت كنيسة العذراء بأرض الجولف أبوابها فى وجوه مشيعيه، ولم تجد أسرته فى النهاية سوى حمل جثمانه والصلاة عليه فى كنيسة المدافن. "الأصول الأرثوذكسية الآبائية" حذرت الكنيسة من تداول 48 كتاباً للأب متي المسكين، وأشارت إلى أن كتبه تحتوي علي العديد من الأخطاء العقائدية، ورغم أن المسكين يعتبر من أشهر رهبان الكنيسة خلال القرن العشرين إلا أن كتبه مازالت ممنوعة داخل الكنيسة حتى الآن. وقد ناقَش البابا شنودة الراحل كتب الأب متى فى مجموعة "اللاهوت المقارَن" وهي عبارة عن سبعة كتيبات تضم رداً علي كل أفكار المسكين، وتمت إعادة نشرها مع ردود أخرى فى كتاب "بِدَع حديثة" للبابا شنودة، وبالرغم من موافقة الكنيسة على عرض كتب "المسكين" فى المعرض الأول للكتاب القبطى للكنيسة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فى 2013، فى بداية عهد البابا تواضروس، فإنه تم منع كتبه فى المعرض الثانى خلال العام الماضى، مما جعل دير الأنبا مقار التابع له الراهب يمتنع عن المشاركة نهائياً. وقد وُصف الأب متي المسكين بالمهرطق وهذا ما يرفضه محبيه، ومن أشهر كتبه "الأصول الأرثوذكسية الآبائية"، ووضعت الكنيسة الأرثوذكسية كتابات "المسكين" ضمن قائمة من الكتاب المرفوضين من قبل الكنيسة بل ووصل الأمر إلى وصفهم بالهرطوقيين أو المبتدعين لكونهم يتحدثون فى موضوعات تتنافى مع الأرثوذكسية فى أكثر من موضع لها حيث يذكر موقع كنسى شهير نصًا: "للأسف هناك الكثير من المنتديات المسيحية تقوم بوضع روابط كتب أو مقالات أو فيديوهات أو آراء لهؤلاء الذين ينادون بأمور مخالفة للعقيدة القويمة.. وبسبب كون أحد أو بعض هؤلاء يبثون تعاليمهم الحديثة فى إطار أرثوذكسى، ينخدع بعض البسطاء بكلامهم الجديد، سواء إعجابًا بشكله أو بحثًا عن الجديد أو قلة دراية بالأمور اللاهوتية والعقائدية السليمة".