وفى يوم ما كانت الأم ساهرة كعادتها مع أحد أبنائها الذى ارتفعت حرارته وجلست بجواره طول الليل وعندما اطمأنت عليه ذهبت لغرفتها لتجد زوجها نائمًا وهو ممسك الهاتف، أخذت الهاتف وتمالكها الفضول فهى المرة الأولى التى تمسك بها هاتفه رغم أنها لا تعرف أى شئ عن التكنولوجيا ولا تعلم كيف تتعامل مع هذا الهاتف، ولكن لم تتعب نفسها فى شئ فكان الزوج قد تمالكه النوم وهو يحادث امرأه أخرى. قرأت كل شئ وعلمت أن زوجها يخونها رغم كل ما تفعله من أجله ومن أجل أولاده. دارت بها الدنيا ولم تعلم ماذا تفعل، أحست بأحقر شعور يمكن أن يعيشه إنسان، الكره والانتقام سيطرا على كل تفكيرها، حينها قررت أن تتغير، وقررت ألا تكون مرة ثانية شمعة محترقة من أجل الجميع. طلبت منه أن يحضر لها هاتفًا حديثًا مثله، استغرب طلبها ولكن ليس أمامه إلا أن يحضر لها ما تريد فكانت أول مرة تطلب لنفسها شيئًا. أخذت الهاتف الجديد وتعلمت سريعًا التعامل معه واهتمت أن تعرف وتنضم لكل برامج التواصل، وسط استغراب زوجها الذى أحس بشئ مختلف بزوجته بعد أن وجدها دائمًا تبتعد عنه وتتجاهل وجوده وأصبحت ممسكة دائمًا بهاتفها الجديد، هذا الشئ الذى أزعجه وأصبح هو من يريد أن يجلس معها وأن تترك هذا الهاتف اللعين، وهى مستمرة بما تفعله حتى زاد الأمر أنها تسهر وتأتى لها رسائل بأوقات متأخرة فى الليل. حتى جاء اليوم الذى وجدها منهمكة بهاتفها فانفجر بها قائلًا من أنتِ! أنت لست بزوجتى! ومن تتحدثين معه، مع من تخونيننى ليجد أنها لم تحدث أحدًا وأنها طيلة هذه الأيام كانت تتظاهر بهذا وأنها امرأة حرة تربت على يد رجل لا يستحق أن تضعه فى هذا الموقف، وأخبرته أنها فعلت ذلك بعد أن علمت بخيانته لها وأرادت أن تسقيه من نفس الكأس ليعلم كيف يبدو هذا الإحساس. وقالت له إنه شريك معها فى هذا البيت ومسئول مثلها وأن لأطفالهما حقًا عليه فى الحب والرعاية والاهتمام قبل كل شئ فليست النقود وحدها التى تؤسس وتبنى العيلة بل الحب والمودة والمشاركة هى من تنشئ أطفالًا أسوياء يفيدون نفسهم ومجتمعهم.