عضو بمجمع البحوث: اتق الله يا شيخ الأزهر.. ولا تجامل الغرب على حساب الشريعة المؤيدون لفتوى الطيب يستندون لفتوى شبيهة للشيخ شلتوت.. ويؤكدون: داعش وبوكو حرام والتكفيريون شوهوا الرسالة أثار الحديث الذى أدلى به شيخ الأزهر، وتضمن فتوى ب«دخول من لم تصلهم دعوة الإسلام، أو وصلتهم بصورة مشوهة، إلى الجنة دون حساب، باعتبارهم من أهل الفطرة»، جدلًا كبيرًا داخل أروقة المشيخة ودهاليز قطاعات الأزهر، خاصة من المتشددين والتقليديين وأعداء التجديد، من أبناء الأزهر. الطيب، كان قد قال، فى برنامجه التليفزيونى (الإمام الطيب): «الناس فى أوروبا لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يرونه على الشاشات من قتل وغيره، لذا ينطبق عليهم ما ينطبق على أهل الفطرة، لأنهم لم يعرفوا الدين الإسلامى الصحيح، فكيف يعذبهم الله يوم القيامة»، ودلل الطيب فى فتواه بالآية القرآنية (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا). ويأتى على رأس المعارضين للفتوى، عضو بارز بمجمع البحوث الإسلامية، الهيئة العلمية الأعلى بالأزهر، قائلًا «للأسف، شيخ الأزهر يجامل الغرب على حساب العقيدة والشريعة الإسلامية، وكلامه كله مغلوط بنص الآيات والأحاديث والآثار وأقوال العلماء، حيث قال الله تعالى فى كتابه العزيز (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)، كما ورد فى الصحيح من الحديث أن المصطفى «صلى الله عليه وسلم» قال (ما من أحد يسمع بى من هذه الأمة، ولا يهودى ولا نصرانى فلا يؤمن بى إلا دخل النار)، فاشترط هنا السماع فقط، كما أنه لا يوجد نص قاطع يصرح باشتراط وصول الرسالة على وجهها الصحيح». وأضاف المصدر، الذى تحفظ على ذكر اسمه، فى تصريحه ل(الصباح)، أن «الحديث عن أهل الفطرة له حكمان، حكم أخروى وآخر دنيوى، فالدنيوى ينص على أن كل من لم تبلغهم الدعوة أو بلغتهم مشوهة مزورة على غير وجهها الصحيح فإنهم يعاملون معاملة الكفار، ويجب على المسلمين أن يسعوا من أجل تبليغ رسالة الإسلام لهم بيضاء نقية، إقامة لواجب الدعوة ومصداقًا للحديث الشريف (بلغوا عنى ولو آية)، ورغبة فى نيل شرف مقام الشهادة على الأمم يوم القيامة، وفقًا للآية القرآنية (لتكونوا شهداء على الناس)، لذلك فقول شيخ الأزهر بأن هؤلاء ليسوا بكافرين قول باطل تفنده الأدلة الشرعية والوقائع التاريخية فى سيرة الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده، فلا تحل لهم نساؤنا ولا توارث بيننا وبينهم، لكن معاملتهم ينبغى ألا تكون كمعاملة الكفار المعاندين من أئمة الكفر الذين عموا وصموا ثم عموا وصموا بل وصدوا عن سبيل الله كثيرًا، يبغونها عوجًا ويمنعون نور الحق أن يصل إلى أولئك الذين لا يعلمون الكتاب إلا أمانى» وتابع العالم الأزهرى «هذا ليس رأيى وحدى، إنما يؤيدنى فيه عدد كبير من أعضاء مجمع البحوث وكلهم غاضبون من فتوى شيخ الأزهر، وأما فيما يتعلق بالحكم الأخروى، وهذا هو الذى اختلفت فيه أقوال العلماء تبعًا لاختلاف الأدلة الكلية والفرعية، وما يقع بين ظواهرها من التعارض، والحق الذى يجب اتباعه هو التوقف فى شأنهم وترك التقول على الله فيما لم يأتينا من عنده ببرهان». وأضاف «ليعلم الناظر فى هذه المسألة أنها ليست من المسائل الخبرية أو العلمية التى يجب العلم بها بل إننى أراه من التكلف الذى نهينا عنه، ذلك لأننا نعلم أن ربنا لا يظلم الناس شيئًا، وأنه هو العدل الحكم يفعل ما يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه سبحانه، وهو أغير على دينه منا وهو أرحم الراحمين، فلو أنه عذب العباد كلهم لم يكن لهم ظالمًا، ولو أنه رحمهم كلهم لم يكن لأحد أن يقول شيئًا، فالخلق خلقه والأمر أمره ولا إله غيره لذلك أقول لشيخ الأزهر: اتق الله ولا تتأله على الله فتضل وتشقى». أما المستنيرون المؤيدون لشيخ الأزهر، من أنصار دعاوى التجديد، فأكدوا أن «هناك آلاف القنوات التى تشوه الإسلام، كما أن هناك جماعات إرهابية مثل داعش وأنصار بيت المقدس وبوكو حرام وغيرها من الجماعات المتطرفة التى تربط الإسلام بكل الأعمال الإرهابية من هتك الأعراض وقتل للأبرياء وقطع رقابهم أو حرقهم، بينما الدين منهم براء، بجانب إطلاق التكفير بمناسبة وبدون مناسبة، وفى المقابل ليست لدينا القدرة على الدفاع عن الدين الإسلامى وإظهار ثوابته الحقيقية بشكل كبير». المؤيدون استندوا إلى فتوى شبيهة للشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق تقول بأن «الكافر الذى يدخل جهنم هو من بلغته رسالة الإسلام وبلغته بلاغًا صحيحًا وكان أهلًا للنظر وللتأمل والتفكير، ثم بعد ذلك عرف أنها الحق ثم جحدها». من ناحية أخرى تسود حالة من الاستياء الشديد داخل الدعوة السلفية، بسبب فتوى شيخ الأزهر، وذلك باعتبارها أكثر كيان متشدد ومتمسك بالمعنى الحرفى للآيات القرآنية، كما أن لشيوخ الدعوة العديد من المطبوعات والخطب المصورة والتى ترى أن غير المسلم كافر، وتضع قواعد متشددة فى التعامل مع قضية التكفير. وقال مصدر قيادى بالدعوة أنه رغم وجود حالة الاستياء مما قاله شيخ الأزهر لأنه يخالف نصوص القرآن والأحاديث الصحيحة، إلا أن الدعوة لن تتخذ موقفًا كعادتها ضد تلك الفتوى لحرصها على العلاقة الجيدة بشيخ الأزهر والتى بذلت الدعوة جهدًا كبيرًا فى تحسينها، ولا تريد لها أن تتأثر بسبب الاختلاف فى بعض الأمور الشرعية. وأضاف المصدر أن تلك القضايا الشائكة لا يجب أن تطرح على الرأى العام والمفترض أن تتم مناقشتها فى المحافل العلمية، وأن يتناقش فيها أهل الذكر والعلم وليس العامة حتى لا تثير جدلًا خاصة لأنها أمور حساسة ويختلف تفسيرها وفقًا للدلائل المتوافرة.