أكدت الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع والمستشارة بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية أن الدكتور محمد مرسى منذ لحظة فوزه بالانتخابات جاء وهو يعلم بأن له معارضين كثيرين بجانب مناصريه ،جاء ليطمئن كل الفئات صغيرة وكبيرة وأنه سيكون خادما للشعب رغم ان خطابه الاول واجه نقد لعدم ذكره بعض فئات المجتمع أضافت كريم أن خطاب الثانى " الدكتور محمد مرسى " مكملا لخطاب الاول حيث أشار فيه لهذ الفئات وركز فيه على مزيد من الطمأنة فى ظل المخاوف التى كان أساسها جماعة الاخوان المسلمين و حزب الحرية و العدالة وعلقت على فتحه لجاكيت البدلة بأنها رسالة تؤكد على أنه خرج من الشعب وثقة الرئيس بالشعب . واشارت كريم إلى أن الخطاب الثانى جاء ردا على كل المطالب الشعب وتحقيق كافة أهداف الثورة و مطالب التى يرفعها المتظاهرين فى كل الميادين ،من ناحية اخرى اكدت ان حلف الدكتور محمد مرسى اليمين الدستورية امام المتظاهرين فى التحرير يؤكد على إنه يستمد شرعيته من الشعب و تاكيد على رفضه الاعلان الدستورى و سيحارب من أجل الصلاحيات كاملة لرئيس الجمهورية كما ان الخطابان يبعثان مزيدا من الاطمئنان . وترى دكتورة رغدة السعيد خبيرة القدرات البشرية ولغة الجسد ان محمد مرسي شخصية تحليلية بصرية بمعنى انه يتفاعل بكل ما يجرى فى رأسه و يترجمه بحركات يده فعندما يقول الاتجاهات شمال و شرق و غرب يشير بيديه لنفس الاتجاهات والمقدمة كانت طويلة و لكنها كانت مقصودة لتفادى عدم ذكر فئات الشعب جميعها من مسلمين و مسيحيين . كما أنه استخدم طوال الخطاب اصبع السبابة و لكن فى سياق الحديث فى لغة الجسد كان ذلك للارشاد و التصميم على الكلام علاوة على أن نبرة الصوت اتسمت بالحدة و ارتفاع النبرة و هذا تواكب مع المشهد وسط جموع الناس فى التحرير و ارتفعت معها يده اليمنى بلغة جسد خشبية حادة تعكس الحماسة و ان لم يكن ممسك بالورقة فسوف تتحرك يده الثانية لطبيعة لغة جسده . وأضافت السعيد أنه أيضا ظهرت المصداقية فى عدم التلعثم و استخدام اللغة العربية السليمة بخلاف خطابه الاول و الذي ارتجل فيه و قام باعادة بعض الكلمات عند البداية فى القراءة مثل لن اتهاون اكدها ثلاث مرات و لفظ ارفض و لن افرط ايضا فى نفس الجملة كما أنه كان شديد الذكاء عندما تحرك للامام و فتح الجاكيت مع استخدام كلمة شركاء و شعبى خلال الخطاب وكأنه يرسل رسالة الى الجموع بثقته فيهم و اندماجه معهم و ظهر ذلك قبل القاءه الخطاب بان هتف للثوار الاحرار. وأكدت السعيد أنه أراد توصيل رسالة الاندماج عندما قال ايد واحدة ترجمت على قبضة يده التى رفعها لاعلى بقبضة يده القوية المغلقة و اخيرا ترجمت يده ان استخدمها عندما قال محو و ازالة و استعمال يده لوصف المحو و الازالة و كأن كل حواسه تريد توصيل الرسالة إضافة إلى انه لم يستخدم ايات كثيرة مثل اول خطاب لانه يوجهها لكل فئات الشعب و لم يستخدم اهلى و عشيرتى لانها اثارت جدال فى المرة الاولى. وأشارت الدكتورة مها وصفى أستاذة علم النفس أن الخطاب لم يؤثر فى المصريين لانهم اعتادوا على الخطابات فى عهد مبارك ولابد ان يتبعه البدأ الفعلى وعدم التحيز لفئة معينة وأنه سيقسم على القسم المعتاد واكدت وصفى ان على مرسى عدم إرضاء الشعب على حساب البلد ، لاننا نحتاج اليوم لتنظيم كافة القوى ، مشيرة إلى أن الخطاب الثانى جاء تمهيد لحلف اليمين أمام الدستورية العليا اليوم.