موسوعة «الحضارة الإسلامية» ألفها 20 أستاذًا جامعيًا.. ودورى كان إشرافيًا ثارت عاصفة من الاتهامات لوزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، بالاستيلاء على «موسوعة الحضارة الإسلامية»، ونسبها إلى نفسه، وحذف اسم المشرف على تأليفها، وزير الأوقاف الأسبق، الدكتور، محمود حمدى زقزوق، إلا أن الأخير وصف جمعة بالوزير الفاضل، وأنه لم يقم بسرقة مجهود شخص، كما روجت بعض وسائل الإعلام. وقال زقزوق فى تصريحات ل«الصباح» إنه لم يقم أساسًا بتأليف الموسوعة بمفردة، واقتصر دوره على الإشراف على طباعتها، وإصدارها عام 2005 باعتباره وزيرًا للأوقاف ورئيسًا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية حينذاك. وكان جمعة وضع اسمه على الموسوعة، وعدل تاريخ صدورها من 2005 إلى فبراير 2014، فيما أهدى جمعة الموسوعة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى ديسمبر الماضى. وأضاف زقزوق، أن موسوعة الحضارة الإسلامية ألفها أكثر من 20 أستاذًا من جامعة الأزهر ودار العلوم وكلية الآداب ومن مختلف التخصصات، وتناول كل منهم جانبًا معينًا. وتابع، كل ما فعلته أننى شكرت القائمين عليها نظرًا للجهود التى بذلوها من أجل إصدار الموسوعة، كما قدمت للموسوعة وعرّفت بمحتواها فى أول صفحتين بالإضافة إلى القيام بمراجعتها لغويًا، وإعادة طباعتها لمرتين متتاليتين، وهذا ما فعله الدكتور مختار جمعة، حيث أعاد طباعة الموسوعة للمرة الثالثة، وبناء عليه وضع اسمه عليها بعد مراجعتها مراجعة دقيقة وإقرارها والتعليق عليها. ومن جهته نفى الشيخ محمد عبد الرازق، كبير مستشارى وزير الأوقاف ورئيس القطاع الدينى، كل الاتهامات الموجهة لوزير الأوقاف، وقال إن الدكتور جمعة قامة علمية وفكرية كبيرة لا يستهان بها، وهو أكبر من الاتهامات بالسرقة للمؤلفات، خاصة وأن لديه العديد من المؤلفات فى الأدب والشعر أبرزها «الأدب العربى فى عصره الأول»، و«الفكر النقدى فى المثل السائر لابن الأثير فى ضوء النقد الأدبى الحديث»، و«التمرد فى شعر الجواهرى». وأوضح عبد الرازق، أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أعاد نشر موسوعة الحضارة الإسلامية للمرة الثالثة، فى إطار دوره فى نشر الثقافة والاهتمام بالجوانب العلمية والفكرية، وتعد الموسوعة واحدة من أفضل الموسوعات التى صدرت عن المجلس لأنها تناولت محورًا فكريًا مهمًا فى تاريخ الإسلام وهو البعد الحضارى. ولفت مستشار الوزير، إلى أن جمعة أعاد طباعة الموسوعة متضمنة ما كتبه الوزير الأسبق، حمدى زقزوق، من تعريف بالموسوعة. وحول تعريف محتوى الموسوعة قال الدكتور نظير عياد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الموسوعة مكونة من مجلد واحد فقط يتضمن فى محتواه عرض لبعض جوانب الحضارة الإسلامية، سواء من الناحية العلمية أو الثقافية أو النواحى الاجتماعية، وهى تسهم فى دفع بعض الشبهات والاتهامات الموجهة للحضارة الإسلامية، فى صورة مستنيرة تظهر من خلالها سماحة الإسلام وتبرز عطاءه الحضارى للإنسانية. وأشار عياد، إلى أن الموسوعة تتناول حقوق الإنسان فى الإسلام، بما يؤكد سبق الإسلام لكل المنظمات الدولية فى هذا المجال وعناية الإسلام بحقوق الإنسان لم تكن شكلية أو متلونة، حيث كرم الإسلام الإنسان على مطلق إنسانيته لا على أساس جنسه أو لونه أو لغته أو دينه.