أكثر من ألف مريض فى شارع واحد وتلوث المياه المتهم الأول مصنع السكر يلقى مخلفات الصرف بالنيل والأهالى يشربونها 77 ألف مريض بالفشل الكلوى، على مستوى الجمهورية، يضعون مصر فى صدارة قائمة الدول الأكثر إصابة بالمرض، وسط توقعات بزيادة العدد مع تنامى مشكلة تلوث المياه التى تعد السبب الرئيسى للإصابة بالمرض. مدينة الحوامدية بالجيزة نموذج مصغر لأكثر مناطق الجمهورية إصابة بالمرض، حيث يتواجد فيها نحو ستة آلاف مريض، منهم نحو ألف ومائة فى شارع واحد فقط، هو الشارع رقم 11، الذى يضم بضعة أحياء أخرى تشمل «الجمهورية» و«الشيخ عتمان» وغيرهما، ما جعل البعض يطلقون على المنطقة اسم «مستعمرة الفشل الكلوى». ويقول محمد سلام، طبيب من أبناء الحوامدية: نعانى الأمرين هنا من حيث نوعية المياه التى نشربها، فهذا الشارع يغذيه خطان للشرب، أحدهما سليم إلى حد ما، أما الآخر وهو الكارثة الكبرى فهو يختلط معه ماء الصرف الصحى، والذى يحمل العديد من الشوائب والمخلفات الكيماوية من المصانع المجاورة والتى تؤدى إلى إصابة المواطنين بالفشل الكلوى. ويضيف «سلام» أن الخطة الخاطئة، والتى اتبعها المسئولون، عن طريق زيادة نسبة الكلور فى المياه لمواجهة الشوائب والكيماويات تسببت أيضًا فى نشر المرض، حيث إن هذه النسبة العالية من الكلور تعتبر أحد العوامل المسببة للفشل الكلوى. محمد علام استشارى الباطنة والمسئول عن العناية المركزة بمستشفى الحوامدية قال إن انتشار «فيروس سى» فى المنطقة أصبح أقل من انتشار «الفشل الكلوى». وهو ما أكدته أمانى محمود كبيرة الممرضات بقسم الغسيل الكلوى، والتى قالت إن هناك العديد من الحالات التى تزور المستشفى يوميًا، وهو ما استلزم زيادة عدد ماكينات الغسيل إلى اثنتى عشرة آلة أساسية وأخرى احتياطية للظروف الطارئة، وعشرة آخرين مخصصين للمرضى «بفيروس بى»، يتوزع العمل عليهم إلى ثلاث نوبات تستغرق النوبة الواحدة «4 ساعات»، وأضافت أن عدد المرضى الذين يتم علاجهم يوميًا يصل إلى «34 مريضًا» بالفشل الكلوى، إضافة إلى «34 آخرين» بالوحدة الأخرى مصابون بالفشل الكلوى وفيروس سى. مصابو الفشل الكلوى أحمد عطية عوض ويبلغ من العمر تسعة وعشرين عامًا متزوج ويعول ثلاثة أطفال من مواطنى الحوامدية، أصيب بمرض الفشل الكلوى منذ سبع سنوات ويقوم بالغسيل ثلاث مرات أسبوعيًا وسبب الفشل تناول المياه الملوثة التى أصابته بمرض مناعى يدعى الذائبة الحمراء. وقال عطية: أعيش وأنا وأسرتى أسوأ الظروف المادية بسبب مرضى الذى يتكلف ما يقرب من 15 ألف جنيه لأننى أحتاج دومًا إلى عقار يدعى سلسييت، وهو مكلف لغاية، لذلك قمت بالعمل من الساعة ال6 صباحًا وحتى الساعة الثالثة، فصباحًا أعمل ساعيًا بالمحكمة وباقى اليوم سائق تاكسى. وأضاف: منطقة الحوامدية بأكملها تعانى من مرض الفشل الكلوى، وهذا كله يرجع إلى مصنع السكر الذى يلقى مخلفاته بالمياه، ونحن نشرب مياه المخلفات. حنان شوقى السيد، 33 عامًا، موظفة بالسكة الحديد، وأرملة تعول طفلين، أصيبت بمرض الفشل الكلوى بسبب تلوث المياه بالحوامدية، وقالت إنها منذ وفاة زوجها وهى تعول الطفلين، عماد بالمرحلة الإعدادية ورحمة بالمرحلة الابتدائية. وأضافت: راتبى يكفى فقط مصاريف المدارس والمنزل وعقب إصابتى بمرض الفشل الكلوى أصبحت أقوم بعملية الغسيل مرتين بالأسبوع وناهيك عن ذلك أن مصاريف الغسيل تتجاوز ال 3 آلاف جنيه أسبوعيًا. من جانبه، قال مدير إدارة الكلى بوزارة الصحة الدكتور حسن العزاوى إن مصر تحتل مركزًا متقدمًا فى نسبة انتشار مرض الفشل الكلوى عالميًا، وأن الحوامدية والقصير والبدرشين من أكثر المناطق التى ينتشر فيها المرض، بالإضافة إلى المحافظات الساحلية، ووصل عدد المصابين بمرض الفشل الكلوى إلى 77 ألف مريض بجميع المحافظات وفقًا للإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة. أكد العزاوى أن بورسعيد دمياطالبحيرة الحوامدية البدرشين القصير أكثر المناطق المصابة بمرض الفشل الكلوى، تختص الحوامدية بما يعادل 6 آلاف مريض، وفى شارع 11 وحده ما يقارب الألف ومائة مريض، والدقلهلية والشرقية والغربية بالمرتبة الثانية ومحافظات الصعيد بالمرتبة الثالثة، وأسباب انتشار هذا المرض هو تلوث المياه، وأن أكثر الإصابات بالأطفال الأقل من 15 عامًا نتيجة تناولهم المياه غير الصالحة للشرب وأن نسبة الأطفال المصابين المسجلة بوزارة الصحة من عمر 7 أعوام حتى 15 عامًا هم 900 طفل على مستوى الجمهورية.