القس داود لمعى: أولادنا يذهبون إلى المؤتمر ولا يعودون إلى الكنيسة القس أيمن صليب: اتهامات باطلة فالناس تشارك من كل مكان بإرادتهم الحرة مع انعقاد مؤتمرات الكنيسة البروتستانتية كل عام، يتجدد الصراع الطائفى بين البروتستانت والأرثوذكس، فى هذا التوقيت، بسبب تلك مؤتمرات التى تجذب شباب أقباط من كل الطوائف، مما يجعل الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر المؤتمرات وسيلة للتحايل لجذب أبنائها إلى الصلاة فى الكنائس الإنجيلية ومن ثم زيادة أتباع هذه الطوائف. بعض الأقباط الأرثوذكس يعتبرون أن الكنيسة البروتستانتية تعتمد على محورين فى نشر دعوتها، ومن ثم خطف الرعايا الأرثوذكس، المحور الأول يعتمد على تركيز دعوتها فى المناطق الفقيرة، وقد نجحت جدًا فى ذلك فى قرى محافظة المنيا بصعيد مصر فى جذب أعداد كبيرة من أبناء الأرثوذكسية إليها، والمحور الثانى تعتمد فيه على إقامة المؤتمرات الكبرى لجذب أعداد كبيرة من شباب المناطق الحضرية والانفراد بهم فى هذه الخلوة لإقناعهم بمداومة الصلاة داخل جدران الكنيسة البروتستانتية. وترى مجموعة أخرى أن كثيرًا من الكهنة وبعض الأساقفة الأرثوذكس لهم فكر بروتستانتى ويساهمون فى نشر هذا الفكر فى الكنيسة الأرثوذكسية، ويستشهد هؤلاء بأن الأماكن التى يخدم فيها هؤلاء الكهنة والأساقفة تكون من أكثر مناطق المد البروتستانتى داخل الكنيسة الأرثوذكسية. والجدير بالذكر أنه من أكثر المؤتمرات التى تنظمها الكنيسة البروتستانتية وتثير الجدل كل عام هو مهرجان «احسبها صح» الذى يقام فى وادى النطرون فى مكان تابع للكنيسة ويستمر لمدة ثلاثة أيام فى شهر أكتوبر من كل عام. يضم المؤتمر المذكور أكثر من عشرين ألف معظمهم من الشباب يقومون بالصلاة والترانيم والمسابقات ويتلقون العظات من كبار القساوسة البروتستانت فى مصر وعلى مستوى العالم، واشتراك المؤتمر يعتبر رمزى من الناحية المالية لأنه مدعوم من جهات بروتستانتية. وقد علق القس داود لمعى الواعظ الأرثوذكسى الشهير على هذا المؤتمر قائلًا: سألنى الشباب الأرثوذكسى هل نذهب إلى المؤتمر أم لا فأجبت كأب بالرفض، ويتابع: نرى أنه هناك شباب ذهبوا إلى المؤتمر ولم يعودوا مرة أخرى إلى الأرثوذكسية، ولابد أن نخاف على أولادنا بأن يذهبوا ولا يعودون بل لابد أن نحافظ على كنيستنا. ويضيف: أنا لا أنكر أنه يوجد تقصير فى جذب شبابنا فى الكنيسة الأرثوذكسية، ولا نستطيع أن نمنع أحد من الذهاب لكننا نجاوب عن أسئلة الشباب أن من يريد أن يحسبها صح لا يذهب إلى مؤتمر «احسبها صح»، ويتابع أن المذاق الروحى لدى البروتستانت مختلف عن الكنيسة الأرثوذكسية، ونحن نريد أن نربى أولادنا كما تربينا داخل كنيستنا. ويقول أنا أحب البروتستانت وأريد أن أقول لهم تعالوا لدينا وذوقوا إيماننا ويستكمل: لكننا لا نقدم هذا بطريقة جميلة جذابة، وهم يقدمون إيمانهم بطريقة جميلة جذابة. بينما يعلق رومانى جوزيف على هذا الموضوع قائلًا: هما طرفان توهما أنهما يملكان المسيح، بينما هو غائب ومنسحب من كليهما ومن كبريائهما وتكفير كل منهما للآخر، وصار كثيرون أمناء مشوهين تائهين، بين التطرف الذى يدعى أننا نؤمن الإيمان الأرثوذكسى ونحن أبعد ما يكون عن الاستقامة الأرثوذكسية بسلوكنا الخالى من التقوى، والتطرف البروتستانتى الذى يجيد فن الكلام عن المسيح كثيرًا وحين نقترب للسلوك تجده متغربًا كثيرًا، ويسلك به قليلًا. بينما يقول القس سيلا عبد النور كاهن كنيسة العذراء بهرم ستى فى تصريح ل«الصباح»: يجب ألا نشغل أنفسنا باتهامات إلى المهرجان البروتستانتى بل نشغل أنفسنا بعمل مهرجانات أرثوذكسية تكون أكبر وأقوى لجذب الشباب المسيحى إليها بدلًا من اتهام الآخر بأنه يخطف أبناءنا. ويتابع عبد النور يجب أن ننشغل بالبناء أكثر مما ننشغل بالنقد، ويجيب عبد النور عن سؤال هل يسمح لأحد رعاياه فى الكنيسة بالذهاب إلى مثل هذه المؤتمرات البروتستانتية إذا ما طلب منه بالرفض وقال : النزعة الإنسانية تجعلنى أرفض لأننى أحب كإنسان أن يكون شبابنا معنا فى كنيستنا. وتعتبر المؤتمرات والمهرجانات التى تقيمها الكنيسة الإنجيلية طريقة مستحدثة فى مصر لم تمر على بدايتها بضع سنوات، ومع ذلك كان لها تأثير كبير على زيادة أعداد المنضمين لهذه الكنيسة من الطوائف الأخرى، والأمر يبدو أنه حرية عقائدية ولا أحد يجبر أحدًا على الذهاب أو الصلاة وأنه لابد ألا تكون هناك روح انقسام بين الطوائف. يقول القس البروتستانتى عماد من القاهرة: مهرجان احسبها صح عمل روحى رائع، أما ما يقال بأنها من أجل أغراض فهو المغرض بأقواله هذه والكنائس متاحة ومفتوحة دائمًا والمؤتمرات أيضا داخل كل الطوائف، فكل واحد ينظر لعمل الغير بحسب خلفية معتقده لذلك يجب ألا يتم التاويل دون أى داعٍ لذلك. ومن جانبه يقول القس أيمن صليب (بروتستانتى) من أسيوط عن الاتهامات الموجهة لمهرجانات الكنيسة البروتستانتية فى جذب الشباب الأرثوذكسى : طبعًا اتهامات باطلة لسبب أن الناس تأتى من كل مكان والكل يعود لمكانه وكنيسته. ويقول عماد موريس ناشط قبطى من الإسكندرية معلقًا على هذا الموضوع : ليس لها هدف سوى استقطاب الشباب القبطى بشتى الطرق مستخدمين فى ذلك أى طريقة سواء مشروعة أو غير مشروعة، ويحاولون فى هذه الاجتماعات والمؤتمرات تغير فكر الشباب بطرق غير مباشرة، بخطط طويلة الأمد ومؤتمر احسبها صح أكبر مثال على ذلك. ويتابع أن أكبر دليل على هذا الكلام الفكر المنحرف الذى بدأ فى الظهور وسط الشباب القبطى وأغلب من نسألهم لماذا تذهبون إلى هذه المؤتمرات يجيبون علشان أصحابنا، ومن أجل أشياء أخرى ولم يقل أحد من أجل الهدف الروحى ونحن نحذر من هذه المؤتمرات لكن مغرياتها أقوى من تحذيراتنا.