-الكنيسة الأرثوذكسية تتهم الإنجيليين بخطف الرعايا.. وأقباط يرونه نشاطًا عاديًا أزمة جديدة تنتظرها الكنيسة القبطية فى مصر خلال أيام، فحالة الاستقطاب من الطوائف القبطية لا تنتهى، لكنها تبلغ ذروتها فى أيام المهرجانات الشبابية ومنها مهرجان الكنيسة الإنجيلية «احسبها صح»، والذى يقام كل عام، ومن المقرر إقامته خلال أيام فى بيت الوادى بوادى النطرون، حيث يحضره أكثر من عشرة آلاف مسيحى من كل الطوائف، حيث تقام فيها الترانيم والصلوات والعظات بالطريقة الإنجيلية التى لا تتوافق مع الكنيسة الأرثوذكسية. مهرجان «احسبها صح» ليس الوحيد الذى تنظمه الكنيسة الإنجيلية وتحدث على إثره اختلافات بين الطوائف، فهذا المهرجان الشهير أثار العديد من الأزمات خلال السنوات الماضية، خاصة بين الطائفة الإنجيلية والطائفة الأرثوذكسية. انتقادات أرثوذكسية تلاقى المهرجانات الإنجيلية رواجًا وإقبالاً من قبل المسيحيين من كل الطوائف، فى حين تظل متهمة من قبل الكنيسة الأرثوذكسية بأنها تستخدم الإمكانيات المادية فى جذب الشباب الأرثوذكسى لحضور مثل هذه المهرجانات ما يمثل تعديًا على الرعايا التابعين للكنيسة الأرثوذكسية. ومن جانبه أكد البابا تواضروس الثانى فى تصريحات سابقة، أنه لا يستطيع منع الشباب الأرثوذكسى من حضور مثل هذه المهرجانات، مشددًا على ضرورة توعيتهم بكون هذه المهرجانات تعرض بعض الأشياء التى لا تناسب إيمانهم، وضرورة إظهار أمومة الكنيسة الأرثوذكسية لهؤلاء الشباب حتى يتمسكوا بها. يقول القس داود لمعى كاهن كنيسة مارمرقص بمصر الجديدة، إن: «اللى يحسبها صح ميروحش المهرجان». مشيرًا إلى أن الصلوات الأرثوذكسية لها طابعها الخاص الذى لم يتغير على مدى 2000 عام، وأن المنتج الأرثوذكسى يثبت أهمية المنهج وقيمته واختلافه عن المناهج المسيحية الأخرى. وكان الأنبا موسى أسقف الشباب قد أكد أن هذه المهرجانات التى تقيمها الطائفة الإنجيلية محاولة لخطف الشباب الأرثوذكسى بنشاط طائفى تبشيرى. نفى عدد من القيادات الكنسية الإنجيلية نفى ما تردد عن أن غرض هذه المهرجانات هو جذب الشباب الأرثوذكسى إليها، وقال إن الغرض منه هو الوفاء باحتياجات الشباب وتفعيل دور الكنيسة. من جانبه يقول القس رفعت فكرى- المتحدث الإعلامى باسم الكنيسة الإنجيلية فى تصريحات ل«الصباح»: إن الشباب لديه احتياجات كثيرة ولابد من تسديد هذه الاحتياجات، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه المهرجانات هو تلبية تلك الاحتياجات. مؤكدًا وجود أنشطة رياضية وترفيهية فى أماكن إقامة هذه المهرجانات يقبل عليها العديد من الشباب من كل الطوائف القبطية، ولا يجبر فيها أحد على ترك كنيسته أو طائفته، مشيرا إلى أنه من حق كل كنيسة أن تدعو إلى معتقداتها بطريقة سلمية، ومن حق أى شخص أن يغير معتقده أو دينه، ولا يمكن أن يمنع أحد من التبشير بمعتقداته طالما يتم ذلك بطريقة سلمية. مشاركة ومقاطعة «الصباح» استطلعت آراء عدد من الأقباط حول المشاركة فى المهرجان، وتبين أن قطاعًا عريضًا منهم يرفض المشاركة، والبعض الآخر يقبل بها بدعوى أنها تابعة لكنيسة يذكر فيها اسم المسيح. يقول مينا جرجس من القاهرة: «اشتركت فى العام السابق فى مهرجان «احسبها صح» وأنا أرثوذكسى ولم أجد ما يخالف الإيمان هناك، حيث قمنا بالترانيم والصلاة وسماع العظات الروحية، إضافة إلى بعض الأنشطة الترفيهية، ولم يطلب منا أحد ذكر كنيستنا أو قاموا بإقناعنا بترك كنيستنا». وتقول مارينا فؤاد: «سأشارك هذا العام فى مهرجان «احسبها صح» نظرًا لما سمعته عنه من المشاركين فيه ومن وسائل الإعلام، وأريد أن أرى ما يتم فيه». أما صموئيل فايق فيقول: «كنيستنا الأرثوذكسية مليئة بالأنشطة التى تتفوق على مثل تلك المهرجانات، ولا داعى لأن نشارك فى مهرجانات للطوائف الأخرى .