«الجماعة» تكلف المدعى العام البريطانى السابق بالسعى لاستصدار قرار بتوقيف الرئيس أبرز جمعيات «الإخوان» فى لندن: «وست جيت هاوس» و«كرون هاوس».. وقيادى من «حماس» يرأس «إنتروبال» دبلوماسيون: لندن مأوى التنظيمات الإرهابية وفلول «الجماعة» منذ عهد «عبدالناصر» يترقب العالم زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى لندن، تلبية لدعوة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، وسط تزايد التوقعات بأن تقطع الزيارة دابر آخر محاولات جماعة «الإخوان» الإرهابية فى اللجوء إلى الضغوط الدولية لإنقاذ نفسها من الزوال. وكشفت مصادر مطلّعة بوزارة الخارجية ل«الصباح» أنه بعد الزيارة التى أجراها الرئيس للعاصمتين الألمانية والمجرية، أبدت دول أوروبية أخرى رغبة ملحة فى دعوة الرئيس لزيارتها، وأنه يجرى مراجعة جدول الرئيس لتلبية هذه الدعوات والاستفادة من العلاقات مع هذه الدول الصديقة. وأشارت المصادر إلى أن بريطانياوألمانيا تمثلان أصعب رقمين فى المعادلة الأوروبية أمام مصر، لارتباط سياساتهما الخارجية بسياسة الولاياتالمتحدة، ولكونهما محطتين مهمتين للإسلام السياسى فى الخارج. وربطت المصادر بين الدعوة التى وجهتها لندن للقاهرة، والزخم الذى أحاط زيارة الرئيس السيسى لبرلين، مشيرة إلى أن الجهاز الدبلوماسى المصرى سيعمل على استغلال نتائج الزيارات الخارجية للسيسى فى تثبيت الحضور القوى للدولة، وعودة العلاقات مع أوروبا نحو الاستقرار والإيجابية، بعد ما لاقته من تذبذب وفتور منذ 25 يناير. وتعد زيارة السيسى إلى بريطانيا هى الأصعب على الإطلاق، بحسب دبلوماسيين، نظرًا لأن لندن ظلت لفترات طويلة مأوى التنظيمات الإرهابية بصفة عامة، وجماعة الإخوان بصفة خاصة، حيث يتواجدون فيها بكثافة عددية، ولهم أنشطة سياسية ودينية واقتصادية منذ سنوات لجوئهم إليها هربًا من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وتوغلهم فى دهاليزها حتى استطاعوا تكوين منصات سياسية وإعلامية لتوفير مظلة دعائية لهم، مما أكسبهم شعبية وحضورًا، بلغت ذروته طيلة الأشهر الماضية، حيث كان هؤلاء الأتباع والناشطون لقيادات الإخوان حائط صد أمام حدوث أى اختراق لإنقاذ وإنعاش العلاقات المصرية البريطانية. ويؤكد دبلوماسيون أن إجراء الزيارة فى حد ذاته يعد مكسبًا كبيرًا للنظام المصرى وضربة قوية لهذه التنظيمات، لا سيما فى حال فتح ملف إعلان الإخوان كتنظيم إرهابى. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية، فإن لندن تعد مقرًا رئيسيًا لأنشطة الإخوان فى أوروبا، من خلال أكثر من 25 منظمة تابعة للجماعة فى أوروبا، يديرها التنظيم الدولى، وتحصل على دعم وتمويل من قطر. ووفق الصحيفة فإن هناك ثلاث جمعيات تضم أبرز أنشطة الإخوان هى «وست جت هاوس»، و«كرون هاوس»، و«إنتروبال»، والأخيرة تعتبرها دول أوروبية وأمريكا منظمة ارهابية، ويرأسها قيادى سابق بحركة حماس، فضلًا عن عشرات المنظمات البريطانية التى يخترقها أفراد منتمون للتنظيم. ومنذ اندلاع ثورة 30 يونيو، كانت لندن مسرحًا لمؤتمرات وسيناريوهات خبيثة ضد مصر، أبرزها مؤتمر لجمع وتوثيق أدلة لتوجيه تهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ضد مسئولين فى مصر لمقاضاتهم أمام القضاء الدولى. وقد تزعم هذا المؤتمر اللورد كيت ماكدونالد، مدير الادعاء العام السابق فى بريطانيا، وريتشارد فولك، المبعوث الخاص السابق لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، والمحامى مايكل ماتسيفلد. من جهتها، استقبلت جماعة الإخوان دعوة السيسى لزيارة بريطانيا بقلق بالغ. ودعا التنظيم الدولى إلى اجتماع عاجل لبحث الخطوات المقرر اتخاذها فى حال صعوبة تنظيم تظاهرات مناهضة فى لندن، واستعمال وسائل الضغط المتاحة لديه، واللعب بورقة السياسيين البريطانيين الذين يرتبطون بعلاقات ومصالح مع التنظيم للضغط على الحكومة البريطانية لوقف الزيارة. ولجأت جماعة الإخوان إلى مواقع التواصل الاجتماعى للتحريض على بريطانيا، ولكن على استحياء، خوفًا من غضب الحكومة البريطانية. ودعا جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، أعضاء الجماعة للهجوم على بريطانيا على الصفحة الرسمية للسفارة البريطانية فى مصر قائلًا: «أبدعوا الله يخليكم. دى إحدى وسائل الضغط قبل زيارة السيسى. يا ريت نوصل ل100 -200 تعليق نقد للسفير وبريطانيا». ويؤكد الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التحركات الإخوانية لتشويه زيارة الرئيس السيسى للندن لن يكون لها أى مردود، حيث سبق أن رددوا أكثر من هذا فى زيارة الرئيس لألمانيا، ولم يحدث شيء، لكنه لا يستبعد أن تكون الدعوة التى وجهتها لندن للرئيس أربكت صفوف الإخوان. واستنكر اللاوندى إعلان الجماعة الارهابية مقاضاة مصر أمام المحاكم الجنائية قبل الزيارة، واصفًا تلك الخطوة بأنها عداء صريح ضد المصريين. ويقلل ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل الديمقراطى، من أهمية سعى الإخوان لإفساد زيارة الرئيس السيسى إلى لندن، مشيرًا إلى أنهم سبق وتوعدوا بإفساد زيارته إلى ألمانيا، ثم نكسوا على رءوسهم، بعد أن فشلوا فى الحشد والتظاهر. ويؤكد الشهابى أن النجاح الذى حققته مصر فى الملف الخارجى واستعادة زمام العلاقات الدولية أمر بات يهيج أعصاب جماعة الإخوان، لأن دعوة الزيارة بمثابة اعتراف من بريطانيا بالدور المصرى والنظام السياسى، وبالتالى فإن تحركاتهم لإفساد الزيارة أمر ليس بمستغرب. وتوقع الشهابى أن تقوم الجالية المصرية فى بريطانيا بالرد عليهم وتلقينهم درسًا قاسيًا، وأن تقوم السفارة المصرية بتحقيق الاختراق اللازم للمناخ العام هناك، حتى تنتهى مهمة الرئيس بنجاح. ويؤكد الدكتور يسرى الغرباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن جماعة الإخوان ستسعى بكل السبل لاستغلال زيارة الرئيس السيسى إلى المملكة المتحدة لتشويهه وتعكير صفو الزيارة، لا سيما أنها تعتبر فى أحد أهم معاقل الجماعة فى العالم. ودعا الجاليات المصرية فى لندن إلى التحرك لمواجهة أى تصرف إخوانى أهوج أو غير لائق بالرئيس، محملًا فى الوقت نفسه السلطات البريطانية مهمة تأمين الرئيس.