ببساطة تمثل الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى للندن حجر الزاوية لانطلاق الدبلوماسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو إلى آفاق أرحب وقطعا لدابر آخر أنفاس المحاولات الإخوانية للجوء للضغوط الدولية لإنقاذ جماعتهم من الزوال، حيث تمثل بريطانيا ومن قبلها ألمانيا، المحطة السابقة للرئيس، الرقمين الصعبين فى المعادلة الأوروبية أمام مصر، لارتباط سياساتهما الخارجية بسياسة الولاياتالمتحدة ولكونهما محطتين مهمتين للإسلام السياسى فى الخارج، وبما أن لندن وبرلين بعيدتان عن ثقافات البحر المتوسط بضفتيه فهما الأصعب اختراقا مقارنة بدول جنوب أوروبا، التى نجح الرئيس فى تصويب وجهات نظرها حيال حقيقة ما حدث منذ الإطاحة بمحمد مرسى. الدعوة البريطانية للرئيس لزيارة لندن ارتكزت على الزخم الذى أحاط بزيارته لبرلين وينبغى على الدولة المصرية أن تستفيد من الزيارة المرتقبة بالبناء على النجاح الذى حققته الزيارات الخارجية للسيسى على المستويين السياسى والاقتصادى وأهمها إعادة الحضور القوى للدولة وعودة العلاقات مع أوروبا نحو الاستقرار والإيجابية بعد تشويش وفتور واكب ثورة 25 يناير وإرهاصاتها. وينبغى أن تجند الدبلوماسية المصرية خبراتها المكتسبة عبر السنين فى العلاقات الدولية للتأثير على دوائر صنع القرار فى بريطانيا كونها هدفا ثمينا نحو تضييق الخناق على الوجود الإخوانى على أراضيها الذى يعود إلى سنوات لجوئهم إليها هربا من الرئيس الأسبق عبدالناصر وتوغلهم فى دهاليزها السياسية والاقتصادية، لدرجة أن لندن تراجعت عن اعتبارها جماعة إرهابية رغم فتح تحقيق فى حقيقة أنشطة الجماعة. ملف الإخوان لا يزال مفتوحا بريطانيا وربما يكون ذلك مانعا لهم من القيام بأى تشويش على زيارة الرئيس، خاصة أنه سبق أن تعهد قادتهم بعدم القيام بأى فعاليات على أراضيها وبالتالى سيخشون تنظيم مظاهرات خلال الزيارة تجنبا لإغضاب حكومة كاميرون والحرمان من إيوائها لهم، خاصة أنهم يرددون أن زيارة السيسى لبرلين تضمنت اتفاقا لتسليم هاربين من الجماعة ويصدرون قصة اعتقال مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور فى ألمانيا للتدليل على ذلك, فهل تكون هرولتهم إلى الجحور إحدى ثمار غزوة بريطانيا؟. لمزيد من مقالات شريف عابدين