*المؤيدون يستندون إلى فتوى برهامى بجواز الاستعانة بغير المسلمين لتحقيق المنفعة على خُطى نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى استعان بشركة علاقات عامة أمريكية لتجميل وجه نظامه، وهو نفس الطريق الذى سارت عليه جماعة الإخوان، ثم حكومة الدكتور حازم الببلاوى، التى لجأت إلى شركة أمريكية لمواجهة عملية التشويه الواسعة التى قادها الإخوان ضد مصر، بعد عزل محمد مرسى، بدأ حزب «النور» السلفى التفكير فى الاستعانة بشركات علاقات عامة أمريكية لتجميل صورته فى الداخل والخارج. وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون فإن التقارب بين «النور» والولايات المتحدةالأمريكية، يتصاعد يومًا بعد يوم، وبدا ذلك فى العديد من المناسبات، من بينها لقاءات السفراء الأمريكان فى القاهرة على اختلاف ألوانهم وأسمائهم مع قيادات الحزب السلفى، وآخرها كان لقاؤهم مع السفير الحالى روبرت بيكوفورت. كما أن الوفود الأمريكية سواء من البيت الأبيض أو الكونجرس، التى تأتى إلى القاهرة تحرص على لقاء قيادات «النور»، وسط محاولات من الحزب السلفى لتقديم نفسه على أنه بديل سلمى وديمقراطى لجماعة الإخوان التى كشفت عن وجهها الإرهابى بعد عزل مرسى. وبحسب مصادر سلفية بدأ الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب مؤخرًا فى التفكير بجدية فى التعاقد مع إحدى الشركات الأمريكية المتخصصة فى العلاقات العامة والدعاية السياسية حول العالم، لإعداد خطة إعلامية ودعائية جديدة، لتسويق الحزب ومواجهة الحملات الشرسة ضده من القوى السياسية والدينية المختلفة. وتؤكد المصادر أن قيادات الحزب يرون أن هذه الحملات تضرهم، وتقلل رصيده على المستوى الشعبى، وأن الاستعانة بهذه الشركات ليس بدعة، لكنهم طلبوا الحصول على فتوى شرعية من علماء الدعوة السلفية لإجازة هذا الأمر على المستوى الشرعى. وأشارت المصادر إلى أن بعض الأحزاب فى مصر، سارت على ذات النهج واستعانت بشركات الدعاية، ومنها حزب «المصريين الأحرار»، الذى أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، والذى تعاقد فى بداية التأسيس مع إحدى الشركات الأمريكية لوضع دخول الحزب إلى المشهد السياسى المصرى، واستمر يعمل وفق هذه الخطة لفترة طويلة. وكان نائب رئيس الدعوة السلفية والقيادى الأقوى فيها، الدكتور ياسر برهامى، أصدر قبل ذلك فتوى بجواز التعامل مع الدول غير المسلمة، إذا كان هذا التعامل يحقق منفعة للمسلمين. ويرى قادة الحزب المؤيدون للتعاقد مع الشركة الأمريكية أن هذه الفتوى تنطبق عليها، لأن هذا سيحقق فائدة ل«النور»، وأن حزب «الوفد» تعاقد مع هذه النوعية من الشركات قبيل الانتخابات البرلمانية 2011، فيما يرى المعارضون أنها مخالفة شرعية، ولا ينبغى للحزب أن ينزلق إليها. وبالنسبة للتمويل فقد تعهد عدد من رجال الأعمال السلفيين، بتمويل التعاقد مهما بلغ، ويسعى الحزب حاليًا إلى ضم عدد من رجال الأعمال السلفيين إليه، من بينهم رجب السويركى صاحب محلات «التوحيد والنور»، كما أن دعم محمد المرشدى رجل الأعمال المقرب من الحزب، لن يكون بعيدًا عن هذه المسألة. وبحسب المصادر فإن الحزب السلفى يفاضل بين 3 شركات أمريكية، الأولى شركة «ميديا إكسبرس بوليتكال» المملوكة لعضو الحزب الجمهورى ستيف جورج، والتى كانت قدمت استشارات سياسية وخططت لحملات دعائية لعدد من دول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى خلال الفترة الماضية. والشركة الثانية هى شركة «ميديا تالنت»، وهى مملوكة للسياسى الأمريكى جيمى براون، أحد الأعضاء البارزين فى الحزب الديمقراطى الأمريكى، الذى ينتمى إليه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والتى سبق وأن قدمت استشارات سياسية وحملات إعلامية لنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك عام 2009. أما الشركة الثالثة فهى تابعة لرجل الإعلام الأمريكى المعروف تيد تيرنر مالك شبكة قنوات CNN الإخبارية الأمريكية، وبحسب المصادر فهذه الشركة ستضمن ل«النور» ترويجًا كبيرًا فى القنوات الإخبارية الدولية. ومن المتوقع أن تدخل مسألة التعاقد مع شركة الدعاية العالمية ميدان الصراع بين الأطراف المتصارعة داخل الحزب، وهى جناح أشرف ثابت نائب رئيس الحزب، وجناح شعبان عبدالعليم عضو المجلس الرئيسى بالحزب، والجناح الآخر المحايد الذى يضم يونس مخيون رئيس الحزب، ومساعده لشئون الإعلام نادر بكار، وحماه الدكتور بسام الزرقا عضو المجلس الرئاسى للحزب.