*عاطف: عملية خطف ال13 قبطيًا استغرقت 45 دقيقة *أفراد التنظيم احتجزوا رهائن مسلمين لإرشادهم عن الأقباط فى ساعة متأخرة من الليل، ودون أن يشعر بهم أحد، عاد 16 مصريًا إلى قراهم فى المنيا، عائدين من ليبيا، من بينهم 10 من قرية العور، كانوا شهود عيان على واقعة اختطاف ال13 قبطيًا وهم من القرية نفسها، بعض العائدين رفض مغادرة منزله، وآخرون تركوا القرية هربًا من نظرات أسر المخطوفين، التى كانت تسألهم: «لماذا لم تحضروهم معكم؟»، وقليلون هم من عادوا إلى عملهم فى زراعة الأرض.. «الصباح» قضت يومًا كاملا مع العائدين الذين فضل أغلبهم الابتعاد عن الأنظار، وعدم الحديث عما لاقوه من أهوال فى ليبيا. الوحيد الذى أبدى استعداده للحديث من العائدين، هو عاطف سعد، قال: «عشنا أيامًا عصيبة ونحن ننتظر وقوع كارثة فى كل لحظة، ففى ليلة الجمعة التى تم فيها خطف الأقباط ال13، دخل الجميع غرفته فى حوالى الساعة الثانية عشرة ليلا، وفى تمام الثالثة إلا ربع صباحًا، استيقظنا على صوت لطرق الأبواب، فشككت فى الأمر، ورفضت فتح الباب، وظللت أنا ومن معى نسترق السمع لبقية الغرف الأخرى، وظل صوت الأقدام بالخارج ما يقرب من ساعة إلا ربع تقريبًا، وهم يحاولون دخول الغرفتين اللتين يعيش فيهما الأقباط دون جدوى، ما دفعهم إلى احتجاز عدد من المصريين المسلمين والضغط عليهم للإفصاح عن الغرف التى بها الأقباط لكنهم رفضوا». أضاف سعد: «فى النهاية، أجبر الخاطفون أحدهم، ويدعى محمد، من أسيوط ويعمل مبيض محارة، على طرق غرفة المخطوفين، حيث قال: (افتح يا بيشوى أنا محمد المحار)، وبعد دخولهم فحصوا جوازات السفر الخاصة بالموجودين بالغرف للتأكد من كونهم أقباطًا، وبالفعل تم اصطحابهم داخل سيارتين، بالإضافة إلى سيارة عليها أسلحة ثقيلة، وسيارة رابعة استقلها الجناة». وتابع: «استغثنا بصاحب السكن الليبى، واتصلنا به، فقال إنه سيحضر وينقذهم، وهو ما لم يحدث، فبدأنا نتحرك إلى الخارج للهرب وكنا 11 فى 3 غرف، غير ال13 المخطوفين، ووجدنا المسلمين الموجودين معنا بالسكن فى غرفة واحدة محتجزين، ووصفوا لنا الجناة بأنهم كانوا يحملون أسلحة نارية، ويرتدون الزى المموه، وعلى رأسهم كاب أسود، وملثمون، ويتحدثون باللهجة الليبية، وفى الصباح عاتبنا صاحب السكن على عدم تدخله كما وعد، إلا أنه قال إن الجناة كانوا يوقفون أحدهم بالسلاح أمام منزله لمنعه من الخروج إليكم». قال عاطف إنهم توجهوا فى اليوم التالى إلى مقر جماعة أنصار الشريعة التى تسيطر على المدينة، وتقدموا إليها بشكوى حول الواقعة للتحقيق فيها، باعتبارها الحكومة الشرعية للمدينة، إلا أنهم بعد أيام اكتشفوا أن الأسماء التى تقدمت بالشكوى، أصبحوا مطلوبين للخاطفين، ومن بينهم شخص يُدعى عاطف بشرى من قرية دفش بسمالوط، هرب إلى القاهرة لإنقاذ نفسه، مستدركًا: «وقتها تأكدنا أن أنصار الشريعة بالفعل هى المتورطة فى الواقعة، وفى اليوم التالى هاجمت المجموعة ذاتها مكانًا يسكنه الأقباط بمدينة سرت، به ما لا يقل عن 10 أشخاص، إلا أن أحد الليبيين أخبرهم فهربوا من المكان قبل وصول المجموعة». وأضاف: «عقب الواقعة بيوم، تم خطف مجموعة أخرى من مدينة مجاورة من المصريين المسلمين؛ ما دفعنا إلى اللجوء لمنزل أحد الليبيين الذى جهز لنا سيارتين، واصطحبتُ جميع الأوراق الخاصة بالمخطوفين معى لتسليمها لذويهم، وفور الوصول لمقر الحدود الليبية، احتجزنا جهاز للأمن، وعندما عثروا معى على جوازات السفر وأوراق المخطوفيين، قالوا لى إنهم يعلمون أن هؤلاء الأشخاص مخطوفون، وطالما أوراقهم معك فأنت على صلة بالجناة والواقعة، وتم احتجازى للتحقيق معى هناك حتى تم التأكد من سلامة أقوالى، فتركونى وتمكنت من الالتحاق ببقية زملائى بالجمارك المصرية، وعدنا من هناك بسيارات مصرية». وقالت هالة سعيد، زوجة عماد مجدى عدلى: إن زوجها ترك منزله المتواضع بقرية الشيخ ثلاثة التابعة لمركز سمالوط بالمنيا هربًا من الفقر والبؤس وودع أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وطفلين وأمه العجوز، وتوجه إلى دولة ليبيا بحثًا عن العمل الشريف إلا أنه اختفى منذ 14 أغسطس 2014. وتضيف الزوجة: «زوجى كان يعمل جناينى بمحافظة بنى غازى وقبل سفره كان يعمل فلاحًا بالأجرة، وفقر الحال والحالة الاقتصادية الضعيفة كانت وراء تركه منزله وأولاده».. وطالبت المسئولين بالتدخل.. وأضافت: «نحن نريد أن نعرف هل هو مقتول أم مختطف أم معتقل خاصة أنه ترك لى طفلين وليس لى سند فى هذه الدنيا غير أشقائه وحماتى التى ترعى معى أطفال نجلها، ولا أعلم إذا كان من بين المخطوفين الذين أعلنت داعش مسئوليتها عن خطفهم أم لا؟».