*دشنوا صفحات تحريضية ضد النظام على رأسها «بلاك بلوك ربعاوى» و«الكتلة السوداء».. واستأنفوا العمل سرًا بمساندة بعض العناصر المتطرفة بعد أن اختفوا عن الساحة لفترة طويلة، عادت مؤخرًا تنظيمات «الكتل السوداء» أو البلاك بلوك إلى الظهور مرة أخرى فى الشارع والتهديد بالمشاركة مع مسيرات الإسلاميين التى تهدد بنزول الشارع فى 28 نوفمبر الحالى، وخرجت للنور حركات تسمى «بلاك بلوك ربعاوى» تساند فكر الإسلام السياسى، رغم أن التنظيم الأساسى ظهر فى البداية مناهضًا للإسلاميين. «البلاك بلوك» معظمهم صغيرو السن، يخفون هذا وراء الأقنعة التى تحجب ملامحهم، اعتدنا رؤيتهم فى أوقات العنف والمواجهات مع الشرطة، بحجة الدفاع عن المتظاهرين السلمين والوقوف بجانبهم، لكن الحقيقة غير ذلك. بداية ظهورهم الحقيقية كانت خلال الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة يناير فى عام 2013، عندما انتشرت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وأعلنوا من خلالها أنهم «كتلة ثورية اتخذت من اللون الأسود شعارًا لها لمحاربة حكم الإسلاميين، مما ترتب عليه انتشارهم فى الشوارع فى عدد من الأحداث السياسية، ونفذوا بعض أعمال الشغب، مما دعا النيابة العامة إلى إصدار قرار بتصنيف تنظيم البلاك بلوك كجماعة إرهابية. بمرور الوقت اختفت البلاك بلوك من الشوارع المصرية ومن الساحة السياسية، ثم عادوا مرة أخرى للظهور عقب إصدار قانون التظاهر الجديد مباشرة، وخلال الأحداث التى دارت أمام مجلس الشورى وتم فيها القبض فيها على عدد من النشطاء السياسين، وبعد ذلك تحولوا إلى فصيل يساند الإسلاميين، والذين كانوا سابقًا أعداءهم الأساسيين. حاليًا ينقسم البلاك بلوك إلى فريقين: الأول مختص بالعمل الميدانى على الأرض، وذلك وفقًا لما أوضحه «س. م» أحد أعضاء صفحة «بلاك بلوك ربعاوى» حيث شرح تخصص القسم الأول وهو حماية المتظاهرين فى أى مكان والدفاع عنهم ضد أى عنف يتعرضون له من قوات الأمن، أما الفريق الثانى فهو مسئول عن جمع المعلومات وصنع قواعد بيانات، مع تطوير العمل إلى اقتحام صفحات التواصل الاجتماعى المهمة وجلب المعلومات من داخلها. وكشف مصدر أمنى مسئول، أن هناك تحركات أمنية سريعة لضبط الخارجين عن القانون، خاصة الجماعات المتطرفة التى تهدد بتفجير وممارسة العنف فى الشارع، معتبرًا أن من ضمن هذه الجهود القبض على أدمن صفحة «بلاك بلوك ربعاوى» وهو شاب من الإسكندرية، وذلك بعد أن حرضت تلك الصفحة على تنفيذ عمليات عنف ونشر بعض بيانات ضباط الشرطة واعتبرتهم مستهدفين. المصدر الأمنى قال إنه قد تبين للأجهزة الأمنية أن هذه التنظيمات الإرهابية الشبابية مثل «طلاب بلاك بلوك» تحاول من خلالها جماعة الإخوان اختراق الجامعات، وخاصة جامعة الأزهر، التى يعتقدون أن طابعها الدينى قد يعطيهم أرضية مناسبة للترويج لأفكارهم الإرهابية التى تستغل الدين، مما أدى لتكثيف الجهود الأمنية لأكبر قدر ممكن فى جامعة الأزهر لمواجهة هذه الأفكار المتطرقة. وبحسب التنظيم الداخلى لجماعات «البلاك بلوك»، فإن قائدها يطلق عليه لقب «كابو»، وهو المسئول عن إعداد وتوزيع أعضاء الجروب على مجموعات متفرقة، وحاليًا أشهر أسماء جروبات البلاك بلوك هى «كتيبة المشاغبين، أولتراس ثورجى، بلاك بلوك كايرو، المعاقبون، الأشباح» ولكل كتيبة منهم لها قائدها الخاص وأدمن الصفحة الخاص بها، كذلك يوجد عدة كتائب فى عدد من المحافظات أشهرها «الإسكندرية والمحلة الكبرى» وهما أكثر المحافظات التى تحوى بداخلها كتائب «البلاك بلوك». تواصلنا مع بعض أعضاء هذه المجموعة، والذين أكدوا أن فئات البلاك بلوك موزعة على كل التيارات السياسية فى مصر، وعلى رأسها «التيار الشعبى» «مصر القوية» «الدستور»، أما باقى الأعضاء فينتمون إلى فئات سياسية أخرى، ولا يوجد ما يمنع الانتماءات السياسية داخل الجماعة بأى حال من الأحوال، ومعظم الأعضاء لا يكشفون عن انتمائهم للبلاك بلوك فى أحزابهم أو جمعياتهم التى ينتمون لها. الكتلة السوداء وضعت خطة جديدة محكمة للعودة إلى الأضواء، تقوم على التمهيد على المواقع الإليكترونية أولا قبل العودة الميدانية على أرض الواقع، وذلك بمراقبة الصفحات والمواقع المختلفة التى تتمكن من خلالها أن تعرف فيما يخطط له نظام الحكم الذى تعاديه والذى نزلت من البداية من أجل محاربته. علاقة «بلاك بلوك» بأمريكا بداية هذا التنظيم الفوضوى كانت من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية التشابه بين الجمعيات الأمريكية لفوضوية ومثيلاتها المصرية، حيث أوضحت أن المصطلح بدأ من بلادهم، وكان لهم حضور قوى فى التظاهرات الكبيرة التى عادة ما كانت تطور إلى معارك شوارع مع السلطات. الصحيفة الأمريكية قالت إن أعضاء البلاك البلوك فى أمريكا كانوا لا يلجئون لاستخدام العنف ضد الأفراد ولكنهم لا يتورعون عن إتلاف الممتلكات العامة، واستطاعوا جذب اهتمام الرأى العام العالمى لهم لأول مرة فى ظل الاحتجاجات التى شهدتها مدينة سياتل الأمريكية فى عام 1999 ضد منظمة التجارة العالمية، وذلك عندما قام شباب يرتدى الأسود بتحطيم النوافذ واستخدام رذاذ الطلاء فى الكتابة على المبانى، وأضافت أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان هناك اتصالات بين أعضاء «بلاك بلوك» فى مصر ونظرائهم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الآن، ولكنها أشارت إلى أن الموقع الرسمى لأخبار الأناركيين «الفوضويين» حول العالم كان ينقل الأحداث التى كانت تشهدها القاهرة بالتفصيل. اتخذت جماعة البلاك بلوك تكتيكًا جديدًا فى العمل فى الشوارع كان يعتمد بالدرجة الأولى على التدريبات الهجومية مثل قتال الشوارع، وتخريب الممتلكات والشركات، وأعمال الشغب، والتظاهر بدون تصريح، وهذا لا يخلو بالطبع من وجود تكتيكات متخصصة للدفاع مثل تضليل السلطات، والمساعدة فى تهريب الأشخاص الذين يتم القبض عليهم من قبل الشرطة، بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية للأشخاص المتضررين من الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى وغيرها من التدابير لمكافحة الشغب فى المناطق التى يمنع المتظاهرون من دخولها، بالإضافة إلى بناء المتاريس، ومقاومة الشرطة، وممارسة التضامن فى السجن. إدعاء السلمية دائمًا وأبدًا تحاول مجموعة «البلاك بلوك» أن تؤكد أنها مجموعة سلمية بالكامل، وأنهم يحافظون على سلمية المظاهرات بشكل كبير، لكنهم يتذرعون بأى اشتباكات من أجل الرد بعنف شديد، وما زال أعضاء الجماعة يرفضون تمامًا الحديث أمام الكاميرات أو أى وسيلة إعلامية.
أيضًا لن يعترف أعضاء جماعات البلاك بلوك بسهولة بأن هدفهم الأساسى هو العنف، بل لديهم بعض الجمل المحفوظة التى يرددونها ويدعون من خلالها أن لهم أهدافًا سياسية أخرى، منها «مساندة المعتقلين»، وهى المهمة الأولى التى أقرها «م. أ» أحد أعضاء الحركة، والذى أوضح أن عددًا كبيرًا منهم تم اعتقاله منذ ظهورهم فى المرة الأولى فى الذكرى الثانية للثورة، حيث بلغ عدد معتقلى البلاك بلوك بحسب أقواله ما يقرب من 1300 معتقل تم الإفراج عنهم جميعًا عدا 5 فقط، بخلاف من تم اعتقالهم خلال أحداث مجلس الشورى الأخيرة.