بعد اختفائهم من المشهد، عقب سقوط جماعة الإخوان، عادت من جديد مجموعات ال«بلاك بلوك» للظهور، ولكن تلك المرة للوقوف ضد قانون تنظيم الحق فى التظاهر، حيث كان أول ظهور لهم خلال أحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، وأعلنوا وقتها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» أنهم «كتلة ثورية سوداء وتكتيك خاص لمعارضة الحكم الإسلامى»، وترتب على ذلك أن أوقفت السلطات العديد من الأشخاص الذين يرتدون أقنعة سوداء فى الشوارع، وقررت النيابة العامة تصنيف تنظيم البلاك بلوك ك«جماعة إرهابية». وبعد فترة طويلة من الغياب، انقطعت خلالها كل الأخبار المتعلقة بهم، عادوا من جديد، عقب إصدار قانون التظاهر وبالتحديد بعد الوقفة التى نظمها عدد من القوى الثورية، فقد أعلنت مجموعة «البلاك بلوك»، عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك» و«تويتر» استنكارها للطريقة التى تعاملت بها قوات الأمن مع المتظاهرين بمحيط مجلس الشورى وميدان طلعت حرب، سواء من متظاهرى رفض المحاكمات العسكرية وقانون التظاهر أو من حركة الشهيد «جابر جيكا»، الأمر الذى وضعهم على المحك مرة أخرى فى مواجهة السلطة والجهاز الحاكم. اجتماعاتهم بالقوى الثورية «فضلنا ساكتين من 30 يونيه إلى إصدار قانون التظاهر الجديد وما تبعه من همجية الشرطة مع المواطنين، لذلك قررنا العودة مرة أخرى للشارع، وإذا سكتنا فترة فهذا كان حرصا منا على أمن وسلامة الوطن».. تلك هى الكلمات التى بدأ بها أحد أعضاء جماعة البلاك بلوك حديثه، وأضاف أن «أعضاء جماعة البلاك بلوك يوجد بينهم من ينتمى ل«6 إبريل، ومصر القوية، والتيار الشعبى»، وغيرها وقررنا المشاركة فى كل التظاهرات والفعاليات بداية من السبت 30 نوفمبر ولحين تعديل القانون، أو إلغائه بالإضافة للإفراج عن المعتقلين، وهم يعلمون جيدا الوسائل القاتلة والمُهينة التى يستخدمها جهاز الشرطة لفض المظاهرات، ويستعدون لها جيدا، فكان يجب على الدولة قبل أن تطلب من المتظاهرين عدم النزول فى التظاهرات أن تعطيهم حقوقهم، قائلا: «إدينى حقوقى الأول وبعدين كهربنى لو نزلت أتظاهر». معظم أعضائها طلاب مدارس الغريب فى تجمعات البلاك بلوك أن معظمهم يبدو صغار السن، فبالرغم من أنهم يخفون وجوههم طوال الوقت إلا أنهم يبدون صغارا فى جميع التقارير المصورة التى ظهروا فيها من قبل، وهذا ما أكده لنا أحد أعضاء جماعة البلاك بلوك الذى ينضم لكتيبة «الأشباح»، حيث قال إن معظم الأعضاء هم فى الأساس أطفال وطلاب مدارس خاصة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية.
ويعتمد البلاك بلوك وبشكل أساسى على أسلوب التضليل، وهذا ما أكده أحد أعضاء المجموعة، حيث يرون أنه على الرغم من أنهم بارعون فى التدابير الهجومية وقتال الشوارع وأعمال الشغب والتظاهر، إلا أنهم يعتمدون وبشكل أساسى على «تضليل السلطات» بهدف حماية المتظاهرين وتقديم الإسعافات الأولية للمتضررين من الغاز وغيره، وبناء المتاريس ومقاومة الشرطة، فبدلا من أن تنشغل الشرطة بمواجهة الثوار، ينشغلون فى حرب المناوشات مع البلاك بلوك. الكتائب وأضاف أحد أعضاء جماعة البلاك بلوك وهو منتم بالتحديد لكتيبة «الأشباح» أن مجموعات البلاك بلوك تنقسم إلى عدة كتائب أكثرها يوجد فى محافظات «القاهرة، والإسكندرية، والمحلة الكبرى» وجميعهم وظيفتهم تأمين المتظاهرين والحفاظ عليهم فى حالة حدوث أى هجوم، أما الكتائب فمعظمها يقع فى القاهرة وهى «المشاغبين، وألتراس ثورجى، وبلاك بلوك كايرو، والمعاقبون، والأشباح» مع الأخذ فى الاعتبار أن كل مجموعة منهم منغلقة على نفسها تماما ولا تتدخل أى مجموعة فى شئون الأخرى، كذلك فلا يتوقف اختيار أعضاء كل مجموعة بناء على السن أو غيره، فكل مجموعة بها عدد من الكبار وآخرون من الصغار فى السن، وكل كتيبة لها قائد، واقتبسنا لقب «كابو» من مجموعات الألتراس وأصبح هو الاسم الذى نتعامل به مع قادة المجموعات. التهديدات والمعتقلون وتعرضت جماعات البلاك بلوك لتهديدات من رجال أمن الدولة، ومعظمها كان يصلهم على صفحاتهم الشخصية على «فيس بوك» لكى يُدخلوا الخوف إلى قلوبهم، كذلك لكى يُصدروا الإحساس بالخوف وترك الكيان لدى الأعضاء الجدد، هذا ما أكده صلاح عبد الله، أحد أعضاء البلاك بلوك والمنتمى لكتيبة المشاغبين، بعد أن أوضح أنه تم اعتقال عدد كبير منهم, عقب أحداث الاتحادية، وتم الإفراج عنهم جميعا ما عدا «البلبيسى وعبودى» ولا أحد يعرف إلى الآن لماذا لم يتم الإفراج عنهما، كذلك فهناك 3 تم اعتقالهم فى أحداث مجلس الشورى عقب إصدار قانون التظاهر الجديد، من إجمالى 24 متظاهرا، ويوجد عدد من المحامين والإعلاميين والصحفيين يقفون لنصرة هؤلاء.