-اجتماع 2014 يحضره عساكر وجلبط والجيوشى والإبيارى.. ويترأسه مراقب الإخوان بالأردن لأنه الأكبر سنًا كشف إسلام الكتاتنى القيادى الإخوانى المنشق، عن أن جماعة الإخوان اعتادت كل عام عقد اجتماع « سنوى» فى مدينة مكةالمكرمة بالسعودية، يحضره غالبية قيادات التنظيم الدولى للإخوان، كاشفًا عن أن هذا الاجتماع يعقد بشكل سرى خلال موسم الحج، لافتًا إلى أن هؤلاء القيادات تسافر بزعم أداء مناسك الحج، لكن الغرض الحقيقى هو الاجتماع. الكتاتنى أضاف: هذا الاجتماع يعقد لمناقشة أمور التنظيم الدولى، مستغلين موسم الحج فى تجنيد واستقطاب بعض الحجاج إلى صفوف الجماعة، كاشفًا عن إن مراكز اتخاذ القرار بالتنظيم الدولى قد دعت إلى عقد اجتماع طارئ خلال موسم الحج الراهن، سيحضره مراقبون إخوان، وقيادات الصف الثانى والثالث فى التنظيم، لاتخاذ قرارات مصيرية من شأنها إنقاذ «إخوان مصر» من أزمتهم الراهنة مع النظام. قيادى إخوانى منشق، رفض ذكر اسمه، ألمح إلى أن أبرز الحضور فى اجتماع هذا العام الذى سيعقد خلال أيام، الشيخ سيد عساكر والدكتور أحمد جلبط أعضاء مجلس شورى الإخوان بالسعودية، همام سعيد مراقب الإخوان بالأردن، وعلى الجيوشى مراقب إخوان السودان، ومحمود الإبيارى الأمين العام المساعد، إبراهيم المصرى مراقب الإخوان بلبنان، محمد فرج أحمد مراقب الإخوان فى كردستان، شيخان عبدالرحمن القيادى الإخوانى باليمن، ومن قيادات الصف الثانى والمقيمين بالسعودية الدكتور محمود هلال مصرى الجنسية، والمهندس أحمد حسان، فيما اكتفى إخوان تونس بإرسال مندوب عن حركة النهضة التونسية. وأوضح المصدر أن هناك مجموعة من الأسباب دفعت قيادات التنظيم الدولى إلى الدعوة بشكل طارئ لاجتماع هذا العام، فى مقدمتها الخلافات الناشبة حاليًا بين إخوان الأردن، والتنظيم الدولى، وطرد بعض القيادات الإخوانية من قطر، وإعلان النظام المصالحة مع أنصار الجماعة إذا ما عدلت عن العنف والفوضى، بالإضافة إلى مناقشة المبادرات المقدمة من حلفاء الجماعة للاعتراف بثورة 30 يونيه حتى يتصالح النظام مع الجماعة». واستطرد المصدر: المتعارف عليه داخل الجماعة أن يترأس المرشد العام للجماعة أو أحد نوابه الاجتماع حال مرضه أو غيابه، لكن هذا الاجتماع سوف يترأسه أكبر الأعضاء سنًا، وفى الغالب سيكون مراقب إخوان الأردن همام سعيد، ويضم الاجتماع بالإضافة إلى المشاركين شخص يطلق عليه كاتب الجلسة ومهمته تدوين كل ما جاء فى الاجتماع من ملاحظات وقرارات ووجهات نظر، لعرضها على باقى الأعضاء ممن غابوا عن الاجتماع. المصدر أكد أن هناك مجموعة من الشروط ينبغى مراعاتها قبل اتخاذ القرارات، فى مقدمتها ضرورة اكتمال «النصاب» فلا يقل عدد الحضور عن عشرة مراقبين وثلاثة من مكتب الإرشاد، كاشفًا عن أن التنظيم يواجه أزمة فى إمكانية عقد اجتماع هذا العام، خاصة أن عدد المراقبين الذين دعوا للاجتماع يبلغ عددهم سبعة، بالتزامن مع غياب كل أعضاء مكتب الإرشاد لكونهم ممنوعين من دخول السعودية بالأساس.
وحول تفاصيل اجتماعات «مكة»، قال محمود الوردانى القيادى الإخوانى المنشق: سبق لى حضور أحد هذه الاجتماعات بمكةالمكرمة، وكنت وقتها أعمل بدولة الكويت وقررت الذهاب لأداء فريضة الحج، وتصادف عمل الاجتماع فى نفس الفندق مقر إقامتى، وتمت دعوتى من قبل حسن الهضيبى مرشد الإخوان وقتها، وكان عدد الإخوان بالمملكة كبيرًا بسبب المضايقات الأمنية التى تعرضوا لها فترة حكم عبدالناصر، متابعًا: النتيجة التى استوعبتها عقب حضور الاجتماع إنه ما هو إلا «مؤامرة» تحاك من الجماعة ضد مصر، لأن الموضوعات التى تعرض للنقاش داخل هذه الاجتماعات لا تمت للدعوة بصلة، إنما كانوا يبحثون كيفية الوصول إلى الحكم والسيطرة على مفاصل الدولة المصرية، والتفكير فى ابتكار أساليب جديدة لاستقطاب مزيد من الأعضاء إلى صفوف الجماعة خاصة فى ظل موسم الحج الذى يجمع مختلف الجنسيات. الوردانى أكد أن اجتماع هذا العام سيشهد اختلافًا وانقسامًا بين أبناء التنظيم، ذلك لأن جدول الأعمال ملىء بالقضايا الخلافية محل الجدل، قائلاً: أعضاء التنظيم حاليًا منقسمين إلى فريقين، الأول يرى التسليم بالأمر الوقع - على حد قوله، بالاعتراف بثورة 30 يونيه، ونبذ العنف، والثانى يرى أن المواجهة المسلحة هى الحل الأمثل لعودة الشرعية. وبسؤال محمد الشريف القيادى المنشق وعضو الرعيل الأول للجماعة، عن تاريخ الاجتماعات التى عقدتها الجماعة بالأراضى المقدسة، رد قائلًا: «منذ المحنة التى تعرض لها الإخوان خلال عهد عبد الناصر عام 1954، هرب أغلب قيادات الجماعة ومؤسسيها إلى أمريكا ودول الخليج، خوفًا من الملاحقات الأمنية، لافتًا إلى أنه تم عقد أول اجتماع موسع للجماعة فى عهد الهضيبى، ناقشوا خلاله سبل التعاون مع نظام السادات وبحث إمكانية الاستفادة من هذا التعاون، ثم انقلب السادات على الإخوان وجاء عمر التلمسانى ليعقد هو الآخر اجتماعات التنظيم الدولى بمكةالمكرمة، وأصبح الاجتماع عرفًا اعتاد عليه مرشدو جماعة الإخوان». وتابع الشريف: «بعد ثورة 25يناير عقدت الجماعة اجتماع أثناء موسم الحج حضره المرشد العام محمد بديع، والدكتور سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة حينها، والدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى حينها، وتطرق هذا الاجتماع إلى أمرين، الأول متعلق بنقل تجربة ثورات الربيع العربى إلى البلدان التى لم تشهد ثورات حتى الآن كالسعودية والبحرين والكويت والإمارات لتمكين الإخوان من السلطة هناك، بالإضافة إلى سبل الحشد الدولى للقضاء على بشار الأسد ونظامه لتمكين الإخوان.
من جانبه، علق اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية السابق، قائلًا: «إن يذهب الإخوان لعقد اجتماع داخل المملكة السعودية هو أسمى ما تتمناه أجهزة المخابرات ليتم إلقاء القبض عليهم ووضعهم داخل السجون، وما حدث فى السابق خلال عهد عبدالناصر كانت له ظروفه، أما الآن فالأشقاء العرب يقفون بكل ما معهم من قوة بجانب مصر فى حربها ضد الإرهاب، ولأن جماعة الإخوان تنظيم إرهابى تم حظره داخل مصر فلن تتبنى أى دولة اجتماع لهذا التنظيم المسلح.