رغم أن الخطة المبدئية قبل عرض مسلسل «سرايا عابدين» فى رمضان الماضى كانت أن العمل سيتكون من 90 حلقة، كى يكون على غرار الأعمال التركية التى تتميز بطول مدة عرضها، لكن الفشل الذى واجه الحلقات ال 30 الأولى من «سرايا عابدين» جعل طموحات القائمين على المسلسل تتراجع. الفتور الجماهيرى الذى واجه الجزء الأول من المسلسل التاريخى جعل صناع العمل فى مشاورت مستمرة لتقليص عدد حلقات الجزء الثانى من 30 حلقة إلى 12 فقط، وهى قرارات مازالت فى طور المناقشة، لكن المؤكد أن الجزء القادم لن تصل حلقاته إلى 30 حلقة مثل الجزء الأول، بل ومن الممكن أن يقتصر المسلسل على جزءين فقط، ويتم إلغاء فكرة «التطويل التركى»، خاصة أن المسلسل تم الهجوم عليه بشكل كبير بسبب أخطائه التاريخية، وبسبب إصراره على إظهار أن الخديو إسماعيل كان يقضى حياته بين النساء والرغبات الجنسية فقط ، وهى محاولة لتقليد العمل التركى «حريم السلطان». بعد الأسبوع الأول من عرض «سرايا عابدين» فى رمضان الماضى لم يجد من يشيد به أو يبدى إعجابه بمستواه، بل وجد انتقاد حاد لدرجة أن كثيرًا من النقاد والمؤلفين وصفوا العمل بأنه «تشويه» لتاريخ مصر و«إساءة» لهذه الحقبة ، حيث إن صناع العمل بالغوا فى التركيز على عناصر الإبهار مثل الديكورات والأزياء ونسوا تماما الاهتمام بالقصة والسيناريو، الذى كتبته الكاتبة الكويتية هبه مشارى، والذى اتسم بالضعف. ورغم وجود نجوم كبار أبدعوا فى أعمال أخرى فى نفس الموسم الرمضانى مثل نيللى كريم ونور اللبنانية، إلا أن المسلسل فشل بشكل كبير وأصبح سمته الاستسهال فى الأداء رغم التكلفة الضخمة التى جهزتها شركة الإنتاج mbc والاعتماد على الديكورات الفخمة وكثرة المجاميع والخدم وحفلات الرقص، لهذا بعد كل ما تعرض له العمل من انتقادات نجد الشركة مازالت فى حيرة بشأن الجزء الثانى وعدد حلقاته. الغريب أن المسلسل لم يعتمد فقط على نجوم لهم حجمهم وجمهورهم العريض، لكنه أعتمد أيضا على مخرج له ثقل هو عمرو عرفة، والذى قرر ألا يخوض تجربة تصوير الجزء الثانى من العمل وترك المهمة لمخرج آخر. اعتذار عرفة جاء - على حد تعبيره - لأنه بذل مجهودًا كبيرًا فى الجزء الأول، وأصبح لم يعد يملك الجديد ليقدمه فى أحداث الجزء الثانى. عمرو عرفة بالذات تلقى الجانب الأكبر من سهام النقد، لأنه المسئول الأول عن المسلسل، ورغم ذلك وافق على القصة دون التركيز على تفاصيلها، وفشل فى أن يحقق ما كان ينتظره المصريون من قصة حاكم استطاع أن يغير تاريخ مصر ووجهها الحضارى، لكنهم فوجئوا بقصة رجل يركز على حياته النسائية وشهواته طوال الوقت، مما اعتبره الجمهور المصرى والنقاد والمتخصصين تشويه للحقائق التاريخية. مشاكل كثيرة واجهت «سرايا عابدين» منذ بداية عرضه، منها المطالبة بإيقاف المسلسل وذلك وفقًا للدعوة القضائية التى أقامتها جمعية «المحافظة على التراث» وطالبت المنتج بسداد مبلغ 150 مليون جنيه كتعويض عن تشويه التاريخ على حد وصفهم، وكذلك طالب الملك أحمد فؤاد الثانى نجل الملك فاروق بإيقاف العمل، وتردد بعد ذلك أن الفنانة يسرا اعتذرت عن استكمال العمل، لكنها نفت ذلك. أول المنسحبين من «سرايا عابدين» كانت الفنانة داليا مصطفى التى انتهى عقدها مع الشركة المنتجة وقررت ألا تخوض الجزء الثانى، خاصة أن هناك مشكلة حدثت بينها وبين الشركة بسبب ترتيب الأسماء فى التتر، كما انسحبت الفنانة كارمن لبس عن الاستمرار بالإضافة الى المخرج عمرو عرفة كما انسحبت من العمل أيضا الفنانة غادة عادل وجارٍ البحث عن بديلة كما اعتذرت أيضا الفنانة نجلاء بدر عن المشاركة فى العمل بعد ترشيحها. ومع ذلك بات من المؤكد انضمام سارة سلامة المعروفة بفتاة «الهوت شورت» لتصبح ضمن فريق العمل فى محاولة لإنقاذه، وتجسد دور الأميرة توحيد بالإضافة إلى الفنانة ليلى عربى والتى شاركت الزعيم فى رمضان الماضى، وانضم أيضا الفنان الشاب محمد مهران ليجسد دور الأمير حسين كامل، كما تولى المخرج السورى شادى أبو العيون السود مهمة إخراج الجزء الثانى، والذى سيكون بمثابة تحدٍ من أجل تصحيح ما أفسده عمرو عرفة ومحو الصورة السيئة والخاطئة التى تم تصديرها عن الخديو.