- ميزانيتها مليون دولار.. ووزيرها أبو محمد العدنانى المتحدث الرسمى باسم الدولة - تم تدشينها عبر موقع «Vk» الروسى لتجنب ملاحقة أمريكا.. ومكاتبها فى 12 ولاية تقودها مؤسسات «الاعتصام» و«الحياة» و«الخير» - لديهم صحيفة ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية أسمها «دابق».. ومحطة إذاعية باسم «البيان» وشركتان للإنتاج تواردت أنباء خلال الفترة الماضية بشأن وجود صحف وقنوات إعلامية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وقتها ظننا أنها مجرد أقاويل وشائعات من قبل التضخيم وتهويل قوة «داعش»، إلى أن تم التحقق من الأمر فى مارس الماضى بعدما أعلن «تنظيم داعش» عن مقتل «وزير إعلامه» فى غرب العراق، وذلك خلال نبأ نشر على صفحة «منبر العراق والشام» فى موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» نصه: «وزير الإعلام لدولة الإسلام فى العراق والشام الشهيد أبو الحسن العيساوى- رحمه الله- من مدينة المساجد فلوجة العز». كانت هذه الرسالة بداية الخيط التى تعقبته «الصباح» للكشف عن حقيقة امتلاك «داعش» لوسائل إعلامية من عدمه، وبمجرد بدء البحث تبين وجود وزارة إعلام تابعة لتنظيم «داعش» وليس الأمر مقتصرا على صحف أو قنوات. وزارة افتراضية وبحسب مصادر جهادية، فإن وزارة إعلام «داعش» عبارة عن كيان افتراضى موجود على شبكة الإنترنت، مؤكدة أن قيادات داعش رفضت فكرة تأسيس الوزارة على أرض الواقع؛ خوفًا من استهدافها من قبل الغارات الأمريكية أو الجيش العراقى. بعد مقتل العيساوى وهو عسكرى سابق فى الجيش العراقى، تولى «أبو محمد العدنانى» مسئولية الوزارة، وأصبح المتحدث الرسمى باسم دولة «داعش»، واسمه الحقيقى طه صبحى فلاحة، وقد تم اعتقاله فى 31 مايو 2005 فى محافظة الأنبار العراقية على يد قوات التحالف الدولى فى العراق، واستخدم حينها اسما مزورا وهو «ياسر خلف حسين نزال الراوى»، وقد أفرج عنه فى عام 2010، ويصدر العدنانى تسجيلات صوتية وبيانات مكتوبة، تتناول عمليات التنظيم فى العراقوسوريا. ميزانية الوزارة المصادر أشارت إلى أن الخليفة البغدادى خصص نحو ما يقرب من مليون دولار كميزانية مبدئية لتأسيس تلك الوزارة الافتراضية، مؤكدة أن الأهمية الأولى لوزارة الإعلام هو السماح للمجاهدين بالتحدث لوسائل الإعلام من عدمه، واتضح ذلك جليًا حينما حاولت «الصباح» التواصل مع عدد من الشباب المصرى المنتمى إلى «داعش»، ومحاولة إجراء حوارات صحفية معهم، إلا أنهم رفضوا بحجة أنهم ممنوعون من الحديث إلى الإعلام، ولابد من حصولهم على تصريح من «وزارة إعلام داعش» أولا، منوهين أن الدولة الإسلامية لديها وزارة إعلام، وقد منعتهم من الحديث باسمها خصوصا المصريين، مؤكدين أن «وسائل الإعلام كلها فى خندق واحد ضد الدولة». وطلب أحدهم أن نعطيه فرصة حتى يتقدم بطلب لدائرة «إعلام الولاية» للحصول على تصريح بالحديث معنا. أسماء وسائل الإعلام أيضًا خلال بحثنا عن «وزارة إعلام داعش»، اتضح أنها ألزمت كل من يعيش هناك بعدم اللجوء أو المتابعة إلا لوسائلهم الإعلامية الخاصة، والتى احتوت كل ولاية على حساب إخبارى خاص بها ينشر أخبارها وينشر التعليمات التى تأتى لهم من الخليفة، وقد ظهر ذلك جليًا فى البيان الخاص بالحسابات الرسمية لولايات الدولة الإسلامية التى عثرت «الصباح» على نسخة منه، والذى جاء متنه: بسم الله الرحمن الرحيم، الحسابات الرسمية لولايات الدولة الدولة الاسلامية «دولة الخلافة الراشدة» - مؤسسة الاعتصام https://vk.com/ale3tisam - مؤسسة الحياة https://vk.com/alhayaten - ولاية بغداد https://vk.com/baghdadnews1435 - مؤسسة أجناد https://vk.com/ajnadmedia - ولاية الأنبار https://vk.com/alanbar - ولاية حلب https://vk.com/wilaiathalab - ولاية صلاح الدين https://vk.com/id266261926 - ولاية ديالى https://vk.com/diyalanews - ولاية كركوك https://vk.com/kirkuk_is - ولاية الجنوب https://vk.com/aljnob - ولاية نينوى https://vk.com/id259541202 - ولاية الخير https://vk.com/id266481472
موقع «vk» محرر «الصباح» اطلع على تلك الحسابات، والتى كان عددها 12 حسابًا بموقع الإنترنت، وتبين أنها تم تدشينها على موقع التواصل «فيس بوك» الروسى المسمى «vk» والذى لا يختلف كثيرًا عن الفيس بوك من حيث الشكل أو حتى من حيث التعامل، فهو الأول أوروبيا، حيث يضم أكثر من 100 مليون عضو نشيط، إضافة إلى شكله البسيط، وتميزه أيضًا بطريقة الحماية، وتم اختيارهم لهذا الموقع لكى لا يتم مراقبتهم وتتبعهم عبر الولاياتالمتحدةالأمريكية وأجهزتها الأمنية- بحسب قول المصادر، ويتم نشر أخبار الولاية لحظة بلحظة، كما يتم نشر المراسم والفرمانات التى تأتى من الخليفة باللغتين العربية والإنجليزية، والمشرف الفنى على تلك الحسابات شاب يدعى «أبو عمر العراقى». صحف وقنوات ليس هذا فقط ما تديره وزارة إعلام داعش، فقد ضمت أيضا لها «شبكة شموخ الإسلام» و«منتدى الاعتصام» لتكون أيضا بمثابة بوق رسمى لنشر بياناتهم الرسمية الخاصة بمجاهديها، وأكدوا أكثر من مرة على أنهم لا يملكون قنوات فضائية لكن فى صفوفهم عباقرة فى فنون التصوير والمونتاج، والذين يعدون المسئولين الأوائل عن أعداد الفيديوهات للنشر عبر تلك الوسائل الإعلامية، وكانت أبرز شركاتهم هى «السحاب» و «الملاحم». وزارة إعلام «داعش» لم تنس أيضا أن يكون لها صحيفة رسمية تصدر عن «داعش»، فأصدروا صحيفة ناطقة باسمها باللغتين العربية والإنجليزية، وأطلقوا عليها اسم «دابق» وبنسختين إلكترونية وأخرى ورقية، دون أن تعلن عن دورية صدورها، كما تم توزيع النسخة الورقية على سكان المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم فى سوريا، وتم إرسال النسخة الإلكترونية عبر البريد الإلكترونى لكثير من الأجانب لحثهم على الانضمام لصفوفهم. وجاء العدد الأول من الصحيفة التى صدرت فى شهر رمضان الماضى فى 50 صفحة، والتى تميزت بدرجة جيدة من الاحترافية من حيث الإخراج والتصميم. حيث كان مانشتها الأول «عودة الخلافة»، كما صدر العدد الثانى من «دابق» بعنوان: «الطوفان»، حيث نشرت المجلة لأول مرة صورة واضحة، لأبو محمد العدنانى، المتحدث باسم التنظيم ووزير إعلام الدولة، وجاء التعليق على الصورة: «أول صورة واضحة لمنجنيق الدولة الإسلامية»، واحتوى الغلاف على صورة سفينة تسير فى اتجاه أمواج عالية، فى إشارة واضحة على نجاة التنظيم وأتباعه من الطوفان القادم. لم تكتف وزارة إعلام داعش بتلك الصحيفة الصادرة عنهم لكنهم أصدروا محطة إذاعية سموها «البيان»، موضحين بأنها تذيع رؤية التنظيم للدين وما يجب أن تكون عليه دولة الخلافة، منوهين على أنهم سيصدرون صحيفة أخرى بخلاف «دابق» باسم «خلافة2» باللغتين العربية والإنجليزية أيضا، والغاية منها العمل على نشر فكر «دولة الخلافة» لكن هذه الصحيفة موجهة للجمهور العالمى أكثر من المحلى. أبرز ما رصدته «الصباح» عن وزارة إعلام داعش هو إصرارهم على إصدار بيان للرد على مقالة وصفوا من كتبها ب«المفترين بتكفير أسامة والطالبان وبراءة إلى الله من دم أبى خالد السورى»، منوهين أنه قد نُسب للدّولة الإسلاميّة مقالة مُفتراة زعم فيها مروّجوها أنها تقول بكفر الطالبان أو أمراء الجماعات الجهادية كالدكتور الظواهرى حفظه الله، والشيخ أسامة بن لادن تقبله الله، وقد استند مثيرو هذه الشّبهة على تسجيل صوتى منسوب لإخوة فى إحدى ولايات الشّام وهم يناظرون أقرانا لهم من جماعات أخرى».