- الكنيسة تعد ألف كيلوجرام من الميرون الجديد فى «شم النسيم» المقبل باستخدام زيوت أمريكية لأول مرة جاء إقرار المجمع المقدس فى الكنيسة الأرثوذكسية، الأسبوع الماضى، لتعديل طريقة إعداد الزيت المقدس «الميرون»، المستخدم فى طقس التثبيت المقدس، لتعيد إلى الأذهان أحد التقاليد العريقة للكنيسة المصرية الممتدة على مدار ألفى سنة، حيث لم تعد الكنيسة هذا الزيت إلا 35 مرة فقط على مدار تاريخها، وتستعد لإعداد الخلطة لأول مرة فى عهد البابا تواضروس الثانى الشهر المقبل، باستخدام طريقة جديدة تمزج بين تقاليد الكنيسة العريقة وأحدث وسائل التكنولوجيا الغربية، وهو ما أثار اعتراض بعض المؤمنين لتمسكهم بالطريقة القديمة، إلا أن رجال الكنيسة فندوا تلك المخاوف.
وفور إقرار الكنيسة الأرثوذكسية تعديل طريقة إعداد زيت «الميرون»، أعلنت عدة حركات قبطية، فى مقدمتها «رابطة حماة الإيمان»، ومجموعة «الصخرة الأرثوذكسية»، فى بيان مشترك اعتراضها على الطريقة الجديدة لتجهيز الميرون، نظرًا لاختلافها عن الطريقة المتبعة منذ قرون عديدة، والتى ستتضمن جلب المواد المستخدمة فى تركيبة الميرون من شركات أمريكية بشهادات معتمدة لأول مرة، لضمان جودة الزيوت ونقائها، لتجهيز ألف كيلوجرام من الزيت المقدس لأول مرة، على الرغم من أن المرة الأخيرة ضمت 540 كيلوجراماً فقط. البابا تواضروس، رد بنفسه فى مقاله الافتتاحى لمجلة «الكرازة»، التى تصدر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مفندًا تلك الاتهامات، بقوله: «لدينا غيرة كبيرة على كنيستنا الأرثوذكسية ولا ننتظر أن يعلمها لنا آخرون مهما كانت التسميات التى يطلقونها على أنفسهم، التى توحى للعامة أنهم فقط الذين يعرفون»، وتابع: «أدعوهم إلى الإفصاح عن أسمائهم بدلًا من النشر على النت والتستر وراء عبارات تهدم أكثر مما تبنى وتسبب بلبلة نحن فى غنى عنها من أجل سلامة حياتنا وكنيستنا وكل الشعب فيها». وشدد البابا على أنه «لن يخاف أحد على الكنيسة الأرثوذكسية مثلما يخاف البابا عليها»، موضحًا طريقة عمل الميرون بأنه استخلاص الزيوت العطرية الموجودة فى 27 مادة نباتية صلبة بعمليات كيميائية من طحن ونقع وتسخين وتقليب وتبريد وتصفية التفل ثم غسله بزيت الزيتون (لعمل الغاليلاون)، وإلقاء التفل المتبقى، وهى العمليات التى تسمى ب«طبخ الميرون»، وهى عملية كيميائية بهدف استخلاص العطور الموجودة فى المواد النباتية الصلبة تمهيدًا لإضافتها إلى زيت الزيتون. وكشف البابا عن أن خطوات الإعداد الأولى لعمل الميرون الجديد ستكون يوم 8 و9 إبريل المقبل، ثم قداس إضافة الخميرة المقدسة صباح يوم اثنين القيامة (عيد شم النسيم)، ثم يحضر الميرون قداسات الخماسين المقدسة ليبدأ بعدها توزيعه على الإيبارشيات والكنائس، قائلًا إنه «ليس فى مسيحيتنا مايمنع من استخدام نتاجات العقل والعلم والتطور والتقدم فى تسيير أمور كنيستنا دون المساس بعقائدنا وأساسيات إيماننا المستقيم». الكاهن بإيبارشية لوس أنجيلوس بأمريكا، القمص جورجيوس عطاالله، والذى شارك فى عمل الميرون مع البابا شنودة الثالث سبع مرات، أكد ل«الصباح» أن الطريقة الجديدة لعمل الزيت المقدس عرضت على البابا شنودة فى حياته، ولم يعترض عليها لكنها رفض تطبيقها خشية عدم تقبل جموع المسيحيين لها، واعتراضهم عليها، وعندما تم عرض الطريقة الجديدة على المجمع المقدس لاقت بعض الاعتراضات، التى تصديت لها بالتفنيد مؤكدًا أن الطريقة الجديدة تعطى زيوتًا عطرية نقية بشكل كامل. وفيما أكد مؤسس رابطة «حماة الإيمان»، مينا أسعد، أن الرابطة أرسلت إلى البابا تواضروس مجموعة من الاستفسارات حول تعديل طبخة «الميرون»، فى إطار ثقتنا فى حكمة البابا، قال أستاذ اللاهوت بالكلية الإكليركية، القمص عبد المسيح بسيط ل«الصباح»، إنه لا قيمة للزيوت العطرية دون صلوات البابا والآباء الأساقفة، لتحل الروح القدس، فالزيوت بغض النظر عن طبيعتها لا تكتسب قيمتها المقدسة إلا بعد صلاة البابا. الميرون يتم طبخه فى الأسبوع السادس من الصوم الأربعينى عند المسيحيين الشرقيين، وينتهى يوم شم النسيم، ويعتمد عمله على خميرة تحتفظ بها الكنيسة فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون.