علق البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية علي الجدل الذي دار مؤخرا عن طريقة عمل الميرون قائلا: "لدينا غيرة كبيرة علي كنيستنا الأرثوذكسية ولا ننتظر أن يعلمها لنا آخرون مهما كانت التسميات التي يطلقونها علي أنفسهم، التي توحي للعامة أنهم فقط الذين يعرفون". جاء ذلك فى مقاله الافتتاحي لمجلة "الكرازة"، التى تصدر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قائلا: "أدعوهم إلي الإفصاح عن أسمائهم بدلا من النشر علي النت والتستر وراء عبارات تهدم أكثر مما تبني وتسبب بلبلة نحن في غني عنها من أجل سلامة حياتنا وكنيستنا وكل الشعب فيها". وقال البابا في نهاية المقال، إن خطوات الاعداد الأولي لعمل الميرون ستكون يوم 8 و9 أبريل المقبل، ثم قداس اضافة الخميرة المقدسة صباح يوم اثنين القيامة (عيد شم النسيم) ثم يحضر الميرون قداسات الخماسين المقدسة ليبدأ بعدها توزيعه علي الايبارشيات والكنائس. كانت بعض الحركات القبطية الأرثوذكسية، منها ما يسمي ب"رابطة حماة الإيمان" و"مجموعه الصخرة الأرثوذكسية"، أصدروا بيانا مشتركا إثر اعلان المجمع المقدس عن عمل زيت الميرون بطريقة جديدة سجلوا فيه اعتراضهم علي طريقة عمل الميرون هذه المرة، مبررين أنها ستختلف عن الطريقة المتبعة منذ قرون طويلة، وهي نفسها الطريقة التي اتبعها البابا كيرلس السادس وبعده البابا شنودة الثالث. وزعمت هذه الحركات أنه تم فرض هذه الطريقة داخل اجتماع المجمع المقدس وقد رد البابا تواضروس في مقاله في هذا الامر قائلا: "تم الاعلان عن عمل الميرون هذا العام نظرا لقرب نفاذ الكميات المتبقية منه وتمت مناقشات أولية حول الاسلوب الجديد في التحضير، الذي يسبق صلوات التقديس بطقسها وفي جلسة المجمع المقدس والتي كانت أساسا لمناقشة موضوعين: أولهما عمل الميرون للمرة ال35 في تاريخ كنيستنا وثانيهما إقرار لائحة انتخاب البابا". وتابع البابا: "عرض القمص جوارجيوس عطا الله الكاهن بإيبارشية لوس انجيلوس بامريكا (وهو دارس متخصص في الكيمياء وقد استعان به المتنيح البابا شنودة الثالث في كل المرات التي تم عمل الميرون فيها وهي سبع مرات من 1981 وحتي 2008، عرض الموضوع باستخدام الاسلوب الجديد واجاب علي الاسئلة التي طرحها المجتمعون ودارت مناقشات ولم يفرض رأي معين واخذت الموافقة برفع الايدي والاتفاق علي تحديد ايام 8 و9 و21 ابريل لهذا العمل المقدس بدير الأنبا يشوي ". وردا علي هذه الحركات والتي ادعت أنه تم تحويل الميرون لعملية كيميائية وليس سر مقدس من اسرار الكنيسة قال البابا في نفس المقال :"تقوم فكرة عمل الميرون علي استخلاص الزيوت العطرية الموجودة في 27 مادة نباتية صلبة بعمليات كيميائية من طحن ونقع وتسخين وتقليب وتبريد وتصفية التفل ثم غسل التفل بزيت الزيتون". واستطرد البابا: "هذه العمليات نسميها "طبخ الميرون" وهي تسمية شعبية تماما وهي في الحقيقة عمليات كيميائية –لمن لايدري- بهدف استخلاص العطور الموجودة في المواد النباتية الصلبة حيث تضاف إلي زيت الزيتون، وأساليب الاستخلاص تتطور بتطور العلم مثلا قديما استخلصوا "الرحاية" في الطحن ثم تطور الأمر إلي الدق بالهاون وحاليًا يستخدمون الخلاط الكهربائي والذي ينجز نفس العمل في وقت اقصر بكثير وبكفاءة عالية وبنتائج افضل". وكتب البابا في مقاله الثاني علي التوالي بخصوص زيت الميرون ليس في مسيحيتنا مايمنع من استخدام نتاجات العقل والعلم والتطور والتقدم في تسيير أمور كنيستنا دون المساس بعقائدنا وأساسيات إيماننا المستقيم وليس من الحكمة مثلا استخدام الهاون في الطحن ونحن نملك الخلاط الكهربائي فهذا بالتأكيد عبث واضاعة للوقت الذي هو اثمن عطية هذا تطوير في الوسيلة وليس في جوهر العمل كله". زيت الميرون هو أحد أسرار الكنيسة السبعة ويتم استخدامه في الطقوس الكنسية، ويتم عمل زيت الميرون كل عدة سنوات بيد البطريرك ومعه الأساقفة والكهنة، ثم يتم توزيعه على كل كنائس الكرازة، وهي المرة الأولي التي يقوم فيها البابا تواضروس بعمل الميرون منذ تنصيبه.