مع انهيار شعبية جماعة «الإخوان» الإرهابية فى الشارع، بدأت الانقسامات والانشقاقات تعرف طريقها إلى الكيان الموالى للجماعة، والمعروف باسم «التحالف الوطنى لدعم الشرعية»، والذى يضم الأحزاب المؤيدة للرئيس «المعزول» محمد مرسي، بعد أن تسرب إلى الجميع اليأس من عودة النظام السابق أو انضمام ملايين الشعب إلى تظاهراتهم، التى يطاردها الأهالى فى الشوارع كل أسبوع، مع جعل قيادات التحالف تتبادل الاتهامات حول الفشل الذى مُنى به التحالف شعبياً. «الصباح» علمت أن الخلافات المكتومة بين أعضاء «التحالف» بدأت تظهر على السطح، وتوشك أن تخرج إلى العلن، خاصة أن شباب الأحزاب الإسلامية المنضوية فى التحالف، تُحمل قياداته مسئولية الفشل فى إدارة المرحلة السابقة، والتسبب فى قتل شباب التحالف عند فض الاعتصامات، فضلاً عن رفضهم نية بعض قيادات التحالف دعم رئيس أركان القوات المسلحة السابق، الفريق سامى عنان، حال إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال قيادى ب«الجبهة السلفية» ل«الصباح» إن الخلافات عرفت طريقها إلى «التحالف» منذ أواخر شهر نوفمبر من العام الماضي، بعدما انقسم التحالف المكون من 12 حزباً إسلامياً، إلى جبهتين، باسم جبهتى «الوسط» و«الوطن». وتابع المصدر السلفى – الذى طلب عدم ذكر اسمه -، تسعى الجبهتان للسيطرة على التحالف وفرض رؤيتها على الجبهة الأخرى، وتضم الجبهة الأولى، التى تعرف ب«جبهة الوسط»، أحزاب «الوسط»، و«البناء والتنمية»، و«الاستقلال»، فضلاً عن الجبهة السلفية، فيما تضم الجبهة الثانية، أحزاب «العمل الإسلامي»، و«الأصالة»، و«الحزب الإسلامي»، ويقودها حزب «الوطن»، وبدأ الصراع يخرج إلى العلن بعدما أخذت جبهة «الوسط» قراراً بمقاطعة الاستفتاء على الدستور يناير الماضي، وهو ما أثار غضب أعضاء جبهة «الوطن»، لتأخذ معالم الجبهتين فى التشكل. وظهر الانقسام إلى العلن، بعد تسريب نبأ الأسبوع الماضي، عن قرب تقديم التحالف مبادرة للمصالحة مع النظام الحالي، على شرعية «30 يونيو»، وهو ما أثار غضب قيادات التحالف، خاصة أن اجتماعهم توصل إلى أن من يقف خلف هذا الخبر هو الأمين العام للحزب الإسلامى محمد أبوسمرة، المحسوب على جبهة «الوطن»، ما أثار استياء أعضاء جبهة «الوسط»، الذين طالبوا بسرعة تكليف عدد من القيادات بالخروج بتصريحات نفى وتكذيب لهذه المبادرة، والتأكيد على التزام التحالف بجميع قياداته على مبادئ تأسيسه، وهى القصاص للشهداء، وعودة الشرعية كاملة، وتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين، وتحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد، وعدم التفاوض مع قتلة الثوار. وزادت حدة الخلافات بين الجبهتين، حول مسألة دعم الفريق سامى عنان، حال ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية المقبلة، كسلاح لمواجهة ترشح وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، ليخرج رئيس حزب «الأصالة» إيهاب شيحة، لينفى صحة دعم التحالف ل«عنان»، ما دفع قيادات الجبهتين لتبادل الاتهامات. الانقسام داخل «التحالف»، تصاعد مع ارتفاع أصوات شبابه المطالبة بوضع رؤية واضحة واتخاذ قرارات جريئة متهمة قيادات التحالف بالضعف والتخاذل، وهو ما دفع عددا كبيرا من الشباب إلى الانشقاق، وتكوين ائتلاف «تيار المجددين»، بموافقة قيادات جبهة «الوسط»، وهو ما دفع قيادات جبهة «الوطن» إلى اتهامهم بتفتيت قوى التحالف. وأكد أحد شباب التحالف، محمد حسانين ل«الصباح» أن قيادات التحالف داخل الجبهتين تعلم جيداً أن سبب انشقاق عدد من الشباب عن التحالف كان بسبب عدم الرضا عن أداء القيادات فى الفترة السابقة، والتى لا تتوافر لديها الرؤية السياسية، فى ظل طموح الشباب فى أن تعيد قيادات التحالف الرئيس السابق إلى الحكم وتسقط الانقلاب العسكري، على حد وصفه، مشيراً إلى أن الخلافات بين قيادات التحالف جعلتهم يكلفون الشباب بمهمة قيادة المظاهرات فى الميادين.